ياخسارة.. إنهم يزيلون مترو ضاحية مصر الجديدة.. من هم؟ ومن أعطاهم هذا الحق؟ وما هذه السرعة السريعة غير المعتادة التى تتم بها الإزالة؟! لقد غبت عن مصر 15 يوما.. ويوم عودتى فوجئت بمنظر حزين أمام الاتحادية قضبان المترو تخرج من أحشاء شارع الميرغني، واستمرت الحال وتضاعفت السرعة، بل وغطت طبقات الأسفلت المكان. مترو مصر الجديدة أنشئ منذ إقامة مصر الجديدة وكان مثلا تحسد عليه ، ولطالما نادينا بأن تحذوا حذوها المدن الجديدة الأخرى كوسيلة مواصلات داخلية ولم يحدث هذا ، خذ مثلا 6 اكتوبر والشروق ومايعانيه اهلها فى الانتقالات الداخلية مع الاتساع المتواتر فى هذه الضواحى التى تتحول الى مدن بسرعة فائقة. يقول البعض إن سبب الإزالة هو توسيع شارع الميرغني، والشارع ليس ضيقا أكثر من غيره، ولكن به تكدسات أمام نادى هليوبوليس ويمكن علاجها، ويقول آخرون إن من يستعملونه قليلون!!! أبدا فمازالت عرباته عامرة يتعامل معه عدد من المواطنين متوسطى الحال يزيدون على عدد ركاب السيارات ويصل بين منازلهم من اول الى اخر مصر الجديدة حيث مترو الأنفاق ومواقف الأتوبيسات. وقد يرد البعض بأن مترو الأنفاق وصل الى مصر الجديدة وانتفت الحاجة إلى المترو القديم، وهذا غير صحيح حيث إنه بمحطاته الأربع لا يتغلغل فى أحياء المدينة وهو الغرض الأساسى منه. وماذا سيكون البديل ؟! عربات الميكروباص والتكاتك تزاحم وتشوه شوارع المدينة التى مازالت جميلة وتزيدها فوضى وتلوثا، هذا المترو ملك لسكان مصر الجديدة وهم المستفيدون الوحيدون به، هل أحد أخذ رأيهم فى ذلك؟ فلنقتدى بالدول المتقدمة وهم ليسوا أحسن منا فى شيء، وإنى ادعو محافظ القاهرة إلى إجراء استفتاء بين سكان مصر الجديدة على مصيره (اقصد مصير المترو)، وإذا قرروا إزالته، فليكن ما أرادوا وإلا فليبق فى مكانه وتجدد عرباته وتحسن إمكاناته.. وسيلة مواصلات رخيصة صديقة للبيئة تستوعب مئات الآلاف كل يوم. هل يكون مروره أمام الاتحادية سببا أمنيا لذلك؟؟! ولكن آلاف السيارات والمشاة يمرون به كل يوم وبالمناسبة قصر الاتحادية لا يصلح ابدا لان يكون مقرا لرئاسة الجمهورية فلقد أسس ليكون فندقا، موقعه داخل زحمة المنازل والمواصلات، سهل الوصول إليه، بل واعتلاء أسواره.. وحدث هذا كثيرا وتشوه منظره بالكتل الأسمنتية التى وضعت لدواع أمنية ماذا يقو ل الزائر؟ وكيف يفسر إحاطة قصر الجمهورية بكتل أسمنتية أمنية؟؟!! القصر المناسب فى نظر الكثيرين هو قصر القبة.. تحفة فنية رائعة، أسواره عالية وتحيطه حديقة واسعة جدا تفصل بين القصر والشارع.. أوقفوا إزالة مترو مصر الجديدة حتى ولو كانت جزئية، ولنفكر فى أن ينتقل مركز الحكم الى القبة. د. خليل مصطفى الديواني