أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأوكرانى بيترو بوروشينكو أبلغ جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكى فى اتصال هاتفى بأن روسيا والانفصاليين فى شرق أوكرانيا رفضوا عدة مقترحات من كييف للتفاوض على وقف لإطلاق النار. وأضاف بيان البيت الأبيض أن بايدن أبلغ بوروشينكو بأن واشنطن تناقش مع شركائها فى المجتمع الدولى الآن الحاجة إلى محاسبة روسيا على دعمها المستمر للانفصاليين فى شرق أوكرانيا. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه الروسى إيجور جيركين وزير دفاع القوات الانفصالية فى مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا أنه لن يتخلى عن المدينة رغم قراره الانسحاب من سلافيانسك المعقل الرئيسى للانفصاليين. وكان جيركين - وهو من أبناء موسكو ويعرف باسمه الحركى «إيجور ستريلكوف» - قد تعرض لانتقادات من قادة آخرين للمقاتلين الانفصاليين بسبب قراره الانسحاب من سلافيانسك الأسبوع الماضى والسماح للقوات الحكومية الأوكرانية بأن تحقق انتصارا كبيرا. وتوجه مئات من رجال ستريلكوف إلى دونيتسك فى الجنوب، وهى المركز الصناعى الرئيسى فى المنطقة، وهم يتمترسون الآن فى المدينة التى يقدر عدد سكانها بأكثر من 900 ألف نسمة، بينما تستعد القوات الحكومية على ما يبدو لفرض حصار على المدينة لكسر إرادتهم. وردا على سؤال من صحفى عما إذا كان سينسحب أيضا من دونيتسك لإنقاذ أرواح الناس، قال ستريلكوف «لا» وكان قد برر انسحابه من سلافيانسك برغبته فى إنقاذ الأرواح. وقال ألكسندر بوروداى الذى عينه الانفصاليون رئيسا لوزراء لجمهورية دونيتسك الشعبية الذى كان يجلس بجوار ستريلكوف «أين سنذهب؟ سندافع عن أرض جمهورية دونيتسك». وكشف ستريلكوف عن أنه كان ضابطا برتبة كولونيل فى جهاز الأمن الاتحادى الروسى - الذى حل محل جهاز المخابرات السوفيتية «كيه.جي.بي» - ويتصدر قائمة المطلوبين فى أوكرانيا منذ أن بدأ فى قيادة قوات الانفصاليين ضد حكومة كييف فى أبريل الماضى. وفى الوقت نفسه، قال مستشار لوزير الداخلية الأوكرانى أرسين أفاكوف أمس إن هجوما للانفصاليين بصواريخ جراد فى شرق أوكرانيا أسفر عن مقتل ما يصل إلى 30 من الجنود وحرس الحدود الأوكرانية، واعترف بأن العدد النهائى للقتلى قد يكون أكبر. كما أعلنت هيئة الأمن الاتحادية الروسية أمس تعليق عمل ثلاثة معابر على الحدود الروسية الأوكرانية بسبب استمرار إطلاق النار فى الأراضى الأوكرانية قرب الحدود. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن فاسيلى مالايف المتحدث الرسمى باسم إدارة حرس الحدود بمقاطعة روستوف جنوبروسيا قوله إن معابر "دونيتسك" و"نوفوشاختينسك" و"جوكوفو" أوقفت عملها بسبب استمرار القصف من الجانب الأوكرانى وخطر سقوط قذائف على المنشآت فى المعابر الروسية. وتم نقل موظفى المعابر إلى أماكن آمنة، بينما لا يزال حراس الحدود يقومون بحماية حدود الدولة.