ترتكب إسرائيل مجددا حماقة جديدة ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة من خلال تصعيد حملتها وغاراتها على سكان القطاع العُزل خلال شهر الصيام الكريم!... فقد بدأت القوات الإسرائيلية فجر أمس الأول هجوما واسعا على القطاع هو الأكبر من نوعه منذ عملية «عمود السحاب» فى 2012، مما أدى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات، واستهدفت الحملة التى أطلقت عليها إسرائيل «الجرف الصامد» لأول مرة منازل ومزارع مواطنين فلسطينيين ليسوا نشطاء فى حركة حماس، بل إن الغارات لم ترحم الأطفال والنساء وكبار السن! والواقع أن سياسة القمع والتنكيل وتوسيع العدوان الإسرائيلى ضد الفلسطنييين فى قطاع غزة لن تقود إلا إلى ردود فعل عنيفة من جانب الفلسطينيين، إذ لن يقف الشعب الفلسطينى والعربى والإسلامى مكتوفى الأيدى إزاء تلك المذابح التى ترتكبها إسرائيل ضد أشقائنا فى فلسطين، بل إن قرار توسيع الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة سوف يدمر أى فرصة أمام جهود التهدئة ويدخل المنطقة فى دوامة من العنف الذى سيحترق بنارها الجميع كما قال الرئيس محمود عباس أبو مازن فى بيان أمس. والمثير فى الأمر، أن قرار إسرائيل شن غاراتها على غزة من شأنه أن ينسف كل الجهود المصرية والدولية التى تسعى إلى الوصول إلى التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بهدف استئناف مفاوضات السلام بين الطرفين، ومن هنا جاء بيان إدانة مصر الاعتداءات الإسرائيلية قويا ومهما حيث عبر وزير الخارجية سامح شكرى عقب محادثاته أمس الأول مع نظيره الأردنى عن رفض مصر العدوان الإسرائيلى على غزة، وقال إنه تصعيد خطير يهدد السلام والأمن فى المنطقة برمتها. إن أسلوب إسرائيل فى العقاب الجماعى للفلسطينيين من شأنه أن يدفع الوضع إلى حافة الانفجار، وإلى انتفاضة فلسطينية ثالثة بعد سنوات من المفاوضات فى إطار مسيرة السلام. لمزيد من مقالات رأى الاهرام