تلاقي خطباء وائمة المساجد في خطبة الجمعة أمس عند نقطة واحدة باتفاقهم علي رفض دعاوي الأحزاب والعصيان التي دعت إليها بعض القوي السياسية اليوم, وتحصنوا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تحرم عدم تعطيل مصالح العباد والوطن والإضرار بالاقتصاد. وجدد الأزهر الشريف رفضه للدعوة التي اطلقتها بعض القوي السياسية للعصيان المدني, مؤكدا حرمة وعدم جواز تعطيل مصالح البلاد والعباد. جاء ذلك خلالة خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالجامع الأزهر الدكتور محمد المختار المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية. وعقب اداء صلاة الجمعة خرج شباب جامعة الأزهر والمصلين وسكان حي الحسين في مسيرات عارمة حاملين لافتات تندد بدعاوي الإضراب والعصيان المدني, كما قام المتظاهرون بتوزيع منشورات وبيانات علي المصلين بالجامع الأزهر تحذر من المشاركة في العصيان المدني وتحذر من سيناريو التخريب الذي يضرب البلاد, كما ندد المصلون بالأزهر بما وصفوه بمخططات التخريب التي يقوم بها عناصر وصفوها بالمأجورة. وشدد الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية في خطبة الجمعة علي ضرورة توحد المصريين علي كلمة سواء ونبذ دعاوي الإضراب التي تضر بمصلحة الوطن والمواطنين, محذرا من المكائد والدسائس ضد مصلحة مصر وخاطب جموع المصلين بضرورة التمسك بالقيم الاجتماعية السامية. ومن جهته, أكد أمام مسجد النور رفض دعاوي الإضراب التي تضر بمصالح المجتمع موضحا ان التظاهر لدعم الحق والعدل مكفول بشرط عدم الإضرار بمصالح العباد والبلاد وان مصر بحاجة لجهود أبنائها وليس التوقف عن العمل والإنتاج. واعترض مصلون أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر علي دعوة البعض عقب صلاة الجمعة إلي الإضراب والعصيان المدني وقد نجح العشرات من الداعين إلي الإضراب مرددين هتافات منتفقدة للمجلس العسكري مما اثار حفيظة المصلين الآخرين المعارضين لفكرة الاضراب والهتافات ضد الجيش والذين قاموا بدورهم بالهتاف الجيش والشعب ايد واحدة. وساد ذات الموقف لدي المصلين في جامع فاطمة الزهراء وهي الروح الرافضة للعصيان وهاجم بعض المصلين مجموعة من الشباب الذي تجمع أمام المسجد للتنديد بأداء المجلس العسكري وبادروا بدوهم برفع شعارات أخري مناهضة لما يردده أن الشعب والجيش ايد واحدة. ورفض جموع المصلين الانصراف من أمام المسجد إلا بعد ان اجبروا الداعين للعصيان علي مغادرة المكان. وانتقد ائمة مساجد الأقصر الاحتفال بذكري انتصار الثورة ورحيل مبارك بالدعوة إلي الخراب والدمار في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلي مزيد من العمل وبذل الجهد والعرق وتساءل الائمة هل يبقي الناس في بيوتهم ويعطلون مصالح المواطنين ويشاركون في تعطيل الحياة ثم يطالبون برواتب وحوافز كما طالب ائمة المساجد في الأقصر ان يتوحد المصريون وان يتركوا خلافاتهم من اجل أن تتجاوز البلاد تلك الظروف العصيبة, واتهم البعض الائمة بعض القوي السياسية بالسعي لتحقيق مكاسب سياسية علي حساب استقرار البلاد وأمن العباد ووجهوا الدعوة للجميع من حكام ومحكومين ان يعرفوا ما عليهم من واجبات وما لهم من حقوق والتعاون معا علي العبور بمصر إلي بر الأمان, وتضييع الفرصة علي من يتربصون بمصر واهلها من قوي بغيضة في الداخل والخارج. وخاطب أمام مسجد الخارجة بالوادي الجديد جموع المصلين ضرورة التصدي لأي محاولات تهدف النيل من أمن الوطن وشدد علي تمسك المسلمين بوحدة الصف والوقوف يدا واحدة لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة.