سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الباب الموارب» فى العلاقات المصرية الأمريكية .. من سيبدأ الخطوة الأولى؟ ثورة يونيو ترسم حدودا جديدة لشكل علاقة الشراكة الإستراتيجية مع الصديق الأمريكى
من سيبدأ الخطوة الأولى لاستعادة الحرارة فى العلاقات المشتركة المصرية الأمريكية؟ سؤال يعجز أى منا عن وضع إجابة له فى الوقت الراهن،ولكن خلال أعمال بعثة طرق الأبواب التى نظمتها الغرفة التجارية الأمريكية فى مصر فى الأسبوع الأخير من الشهر الماضى كانت هناك إشارات ئؤكد رغبة أمريكية قوية فى تخطى ضبابية الفترة الماضية، فيما رسمت ثورة يونيو حدودا جديدة لشكل العلاقة بين البلدين تخرج بها من الفوقية الأمريكية إلى علاقة شراكة استراتيجية وفق وصف مسئولى الخارجية الأمريكية. فى لقاء مع أنيس أكليمندوس رئيس الغرفة التجارية الأمريكية فى مصر ورئيس بعثة طرق الأبواب فى ختام أعمالها، والتى جاءت فى توقيت شديد الحساسية فى العلاقة بين البلدين، أكد أن البعثة عقدت على مدى خمسة أيام نحو 95 لقاء منها 46 لقاء بالكونجرس ومجلس الشيوخ، ولقاءين بوزارة التجارة، واجتماع بوزارة الطاقة، وآخر فى الخزانة، وإجتماعان بالخارجية الأمريكية، وإجتماع مع منظمة الأمن القومى، وإجتماع مع هيئة المعونة الأمريكية، وإجتماعان مع صندوق النقد الدولى، و إجتماع مع مؤسسة التمويل الدولية، وأخر مع مؤسسة "أوبك" الامريكية المعنية بدعم الإستثمار الخاص، فيما تم عقد 14 إجتماعا مع بنوك الفكر وجهات بحثية مهمة. وأضاف بأنه ظهر بوضوح أن هناك فريقا قويا بالإدارة الأمريكية والكونجرس لا ينظر للاحداث الجارية بقدر إهتمامه بالعلاقة بين البلدين على المدى الطويل، وهذا الفريق يفهم أن مصر فى مرحلة إنتقالية، وأن أمام مصر تحديات كبيرة. وأشار إلى نقاط مشجعة تتمثل فى رغبة الجانب الامريكى فى التعرف على المشاريع الجديدة التى ترغب مصر فى إقامتها وكيفية مشاركتهم بها. فهناك إهتمام بالتجارة والإستثمار، وكل عضو بالكونجرس الأمريكى يمثل منطقة ويبحث عن فرص لتنمية الأعمال فى منطقته، ومصر غنية بالفرص خاصة فى المرحلة المقبلة. وأسفرت اللقاءات المختلفة عن بلورة أفكار مهمة حول إحتياجات مصر الإستثمارية فى المرحلة المقبلة، فهناك قطاع الطاقة المتجددة، والزراعة وكيفية التوجه للإستثمار الأفقى للتغلب على مشكلة الأرض، أيضا الصناعات التحويلية وخاصة كثيفة العمالة تعد مستقبل مصر الحقيقى فى قطاع التصنيع. أيضا تم طرح مشروع تنمية محور قناة السويس، وهناك إهتمام بهذا المشروع.أيضا هناك إهتمام أمريكى بإفريقيا خاصة بعد التغلغل الصينى فى القارة، ومن ثم فإن مشروع ممر التنمية يحقق شبكة طرق قادرة على وصول البضائع الأمريكية لإفريقيا، وهناك بهذا الخصوص إهتمام بحركة النقل البرى بين مصر والبلدان الإفريقية. وفى الخارجية الأمريكية أكد اكليمندوس أن البعثة لمست إهتماما واستعدادا طيبا تجاه مصر، وتفهما للموقف المصرى ، وستصل بعثة من رجال الأعمال الأمريكيين تنظمها الغرفة التجارية الامريكية بالتعاون مع مجلس الأعمال المصرى الأمريكى ، وسيشارك فيها ديفيد ثورن مستشار أول لوزير الخارجية الأمريكى. وأكد أنيس أكليمندوس أن زيارة الرئيس السيسى لضحية التحرش فى التحرير ، وإعتذاره لها نيابة عن الشعب المصرى كان له وقع طيب على الإدارة والكونجرس الأمريكى، وفى المقابل كان هناك تساؤل حول الحكم على صحفى الجزيرة فأكدنا لهم أن القضاء مستقل فى مصر كما هو مستقل فى أمريكا، وأن هناك إعتراضا من نقابة الصحفيين المصريين، ولكن لا أحد فوق القانون. ويرى أن الجانب الأمريكى فى حاجة لإشارات من الحكومة المصرية فيما يخص تشجيع القطاع الخاص، والدفاع عن الإتفاقيات الدولية، والتأكيد على حرية التجارة، وحماية الحدود، والإصلاح الإقتصادى. وأشار إلى أن أهم المقابلات كانت فى وزارة الدفاع، وعكست قدر العلاقة القوية والحميمية للغاية بين الجيشين المصرى والأمريكى، وهذه العلاقة نمت فى ظل مناورات النجم الساطع، وتكونت صداقات قوية بين الجانبين وهناك تفهم قوى من وزارة الدفاع الأمريكية لمطالب مصر العسكرية، وهذه المطالب متوقفة لأسباب سياسية ومالية بحتة، ولا علاقة لها بوزارة الدفاع. وأكد أن الجانب الأمريكى مؤيد تماما لمؤتمر المانحين الذى دعت إليه المملكة العربية السعودية لدعم الإقتصاد المصرى، من ناحية أخرى سيعقد فى أغسطس المقبل بالولايات المتحدةالأمريكية مؤتمر أمريكى إفريقى، ولا نتصور أن تغيب مصر عن هذا المؤتمر ؟ من ناحية أخرى شارك فى أعمال بعثة هذا العام عمر مهنا الرئيس السابق للغرفة التجارية الامريكية، والذى يرى أن ثورة 30 يونيو فرضت إطارا جديدا للعلاقة بين مصر والولايات المتحدة مبنية على الشراكة الحقيقية ، وتبادل المنافع ، والمشورة والرأى، فمصر وشعبها يختلف اليوم عن أمس، وأكد أن أهم ما تحتاجه مصر فى المرحلة المقبلة هو فتح الطريق أمام الإستثمار الأجنبى المباشر القادر على تحقيق التغيير السريع فى الإقتصاد. وتأتى هذه البعثة فى توقيت شديد الأهمية فى العلاقات بين الجانبين المصرى والأمريكى، وكان هذا فى خلفية التنظيم وتحديد اللقاءات الذى قام به هشام فهمى المدير التنفيذى للغرفة التجارية الأمريكية فى مصر، كما قامت سيلفيا مينسا كبيرة موظفى الغرفة بدور مهم فى العملية التنظيمية، وتولت رانيا سبسوبة الأعمال التنظيمية واللقاءات الخاصة بالبعثة الصحفية المرافقة للغرفة. وتعد الغرفة تقريرا مفصلا عن اللقاءات التى تم عقدها والمباحثات التى تمت لعرضه على رئيس الوزراء، وإعداد لجنة للمتابعة والتنسيق، والإعداد لزيارة وفد رجال الأعمال الأمريكى والمباحثات المشتركة التى ستعقد فى نوفمبر المقبل فى القاهرة.