أظن ما إن تنتهى من قراءة هذا التقريرلابد أن تسأل نفسك سؤالا ان لم يكن عدة اسئلة من عينة .. واين رئيس الوزراء من كل ذلك وهل يعلم وزير التعليم العالى أن جامعة السويس ومنذ أن تولى رئاستها الدكتور ماهر مصباح لم تعد تستحق هذا الاسم لأنها ببساطه وقعت وبفعل هذا الرجل أسيرة فى قبضة خلية شبه سرية يبدو أنها اخذت على عاتقها محاربة الاهداف الستة التى تأسست من أجلها كلية الثروة السمكية ومن أهمها : تحقيق نهضة حقيقية فى الاستزراع السمكى بمصر لتوفير بروتين رخيص بديلا عن اللحوم الحمراء مشتعلة الاسعار. وأما توقيع اتفاقية للصيد المشترك مع السودان والمساهمة فى وض خطة للمصايد، انشاء اسطول للصيد المصرى والاستفادة من تشغيل خريجين الكلية ذوى الكفاءات على هذا الاسطول، امداد جميع المزارع السمكية على مستوى مصر بالزريعة بدلا من اصطيادها، كلها اهداف ذهبت ادراج الرياح وبمنتهى البساطة لم يتحقق شيء من ذلك كله وظل تدهور مستوى الكلية العلمى والتعليمى يسابق نفسه لتتبخر احلام «الكلية الضحية» والتى تكاد تكون هى الوحيدة والفريدة فى جامعات مصر دون ان ينتبه أحد من قيادات المجلس الاعلى للجامعات أو وزارة التعليم العالى لمايحدث بها من تخريب تعليمى وتصفية حسابات انتخابيه قديمة ولم يصدر قرار واحد يوقف هذا العبث، الذى أفلح فعلا فى أن يقضى على آمال واحلام كلية لم تبلغ من العمر ثلاث سنوات احتلت فى اول عام من تأسيسها مركزا متقدما فى التنسيق بين الكليات والقبول بها تجاوز نسبة 93% وبمجرد مرور عامين دراسيين وبفعل تلك التصرفات والأفعال تراجع ترتيبها فى التنسيق حتى بلغت نسبة القبول بها نسبة 73%.. ثم بدأت ظهور حالة عزوف كبيرة تنتشر بين طلاب الثانوية العامة بعد أن تسرب اليهم اخبارها ومعاناتها تماما مثل حالة اليأس والغربة والوحدة التى تعيشها كليات الزراعة حاليا .. وأما الأخطر فى هذه الاسئلة فهو كيف يسمح المجلس الاعلى للجامعات لرئيس جامعة السويس بأن يكون عميد كلية عملية خريج كلية التربية وحاصل على دكتوراة فى اللغة الانجليزية ، وكيف يسمح لرئيس جامعة أن يستمر فى ممارساته الخاطئه بدءا من محاولته تعيين اساتذة مطلوبين أمنيا وعليهم احكام وعقوبات و حتى اغلاق معامل الكلية وتحويلها الى معارض ومخازن لدرجة بلغت التباهى والتفاخر بما يفعل من تصرفات و لمجرد معاقبة اساتذة هذه الكلية ومجلسها لأنهم لم ينتخبوه حتى بدا يعلن اقتراب انتصاره باغلاقها والغائها على يديه ويظل فى موقعه حتى اللحظة وكأنه محصن ضد التغيير والتحقيق والتفتيش والمساءلة .. أنه أمر غريب فعلا اخشى ان اقول اننا أمام حكومة لم تتطهر بعد من الطابور الخامس الذى يبدو انه موجود و لازال يلعب لصالح هذه النوعية من المسئولين وتوغلها حتى الخراب الكامل .. هى حكاية لو دققت وتأملت فيها ومايحدث بها من غرائب وعجائب ستكتشف فى النهاية إنك امام تنظيم سرى نجح فى ان يسيطر على جامعة كاملة ويخوض حربا ضد الأسماك !! ,, مطرقة فساد وسندان جهل نعم هذا مايحدث بالفعل داخل جامعة السويس وكأن قدر هذه البلاد ان تجهض أحلامها وآمالها بين مطرقة فساد استمر لثلاثين عاما و سندان جهل اُعدم أصحابه أى قدرة على العطاء سوى هوس التمكين بعيدا عن مصلحة البلاد ، وإذا تجولت بين كليات جامعة السويس الخمس « هندسة البترول ، التربية ، التعليم الصناعى ، التجارة ، العلوم والثروة السمكية ,, ستكتشف ان هذه الجامعة تاسست عام 2012 اى بعد ثورة يناير بعام بعد ان كانت فرعا لجامعة قناة السويس منذ عام 2006 وهى جامعة مخطط لها ان تفتح فرعا فى جنوبسيناء بمدينة الطور يبدأ بإنشاء كلية التربية لتكون نواة لكليات أخرى ، وهنا مكمن الخطورة بأن جامعة حديثة النشأة يتغلغل بداخلها هذا الفكر التخريبى خاصة وانها تحلم بان يكون لها فرع فى سيناء التى نحلم جميعا كمصريين بأن تعود الينا فى ظل تنمية حقيقية شاملة وهذا لن يتم الا بالعلم النافع والعقول المستنيرة المخلصة ، لكن مايحدث بجامعة السويس وكلية الثروة السمكية يؤكد أننا امام مجموعة «خاصة جدا « بقيادة رئيس الجامعة هى التى تسيطر على مقاليد الامور ، وهنا نحن لم ولن نتكلم عن الانتماءات الفكرية والسياسيه التى يعتنقها افراد هذه المجموعة فتلك حرياتهم الشخصية والفكرية لارقيب عليها ، لكن ان يمتد ذلك الى صرح جامعى حديث الولادة ويهدد مستقبله واحلامه، هذا ماسنكشفه ونرفضه وكانت حكاية كليةالثروة السمكية هى النموذج. الأحلام غير ممكنة فهذه الكلية والتى بدأت فكرة انشائها منذ أكثر من عشر سنوات وعانى اختيار المكان من الكثير من التردد حيث كان المكان المقرر ان يكون فى الاسماعيلية ثم العريش ليستقر اخيرا فى السويس ، تستطيع أن تقول وبملء الفم لقد انتهى تماما الدور الذى كان يجب ان تقوم به او تأسست لاجله .. واسمع ياسيدى: مافيا الزريعة تسببت فى انقراض الأنواع الجيدة من الأسماك ..منع الصيد بدءا من شهر ابريل وحتى يونيو المقبل .. بحيرة البرلس مهددة بالإختفاء بسبب التعديات عليها والتى تجاوزت نصف مساحتها .. الخارجية المصرية تحاول إنهاء ازمة الصيادين المحتجزين ..مقتل صيادين أثناء الصيد فى المياه الإقليمية والوزير يتابع .... معاناة الاف المصريين العاملين بالصيد ؟ كل هذه الأخباروغيرها ، كانت وراء حلم بإنشاء كيان علمى قادر على معالجة تلك المعضلات ، فكر وخطط وظل حلمه حبيس مخيلته لعشر سنوات حتى تجسد فى كلية الثروة السمكية ،..ومن هذه الكلية نستطيع أن نتعاون مع المنظمة البحرية الدولية ويمكن للكلية أن تتعاون مع إفريقيا فى هذا المجال الحيوى من خلال تدريب كوادرهم داخل الكلية أو التعاون فى مجال إمداد هذه الدول بالخبرات ووضع البروتوكولات لتعظيم دور مصر فى إفريقيا ، بل إن هذا الكيان سيكون قادرا على مكافحة التلوث البترولى سواء فى مصر أو الدول القريبة منها فقط عن طريق امتلاك مركب مخصصة لمكافحة التلوث البترولى ومركب صيد لتدريب الطلاب وهو متاح إذ إن جامعة قناة السويس بها مركبان بمنحة صينية وإنشاء مزرعة للكلية ومفرخ سمكى وعدة معامل بحثية وتعيين أعضاء هيئة تدريس بأقسام المصايد والملاحة والهندسة البحرية ... معامل محظورة ومعارض مباركة لكن كل هذا وبعد 3 سنوات لم يتحقق فلم يتم تجهيز أى معامل بالكلية وهى بحالة مزرية حيث إن كل معمل يشتمل فقط على حوض مطبخ بل إن الكلية التى بها معملان فقط يشتملان على حوض مطبخ واحد لكل معمل كان الطلبة يستخدمونها للتدريب على الاستزراع المائى قد طالب السيد رئيس الجامعة بطلب بإخلائهما لاستخدام أحدهما كمعرض وآخر كمخزن !..هل تتصورون كلية كهذه بلا معامل ، ولما رفض العاملون بالكلية هذا وبعد معاناة تم تسليم معمل والإبقاء على آخر دون تطوير ورغم مخاطبات عديدة لرئيس الجامعة لتجهيزه والذى طلب ان تقوم الكلية بكل الإجراءات وتحديد مقايسة بالسعر لعدم توافر أفراد فى الإدارة الهندسية بالجامعة وبعد إعداد كل المطلوب من اجهزة وأحواض وتحديد القيمة المالية يعود الموضوع للإدارة الهندسية والى الآن يتردد الموضوع بين مكتب رئيس الجامعة والإدارة الهندسية دون حدوث تقدم ، وليس وحده الطلب الوحيد الذى بقى حبيس الأدراج فقد وافق أيضا مجلس الكلية على إنشاء معمل للتصنيع الغذائى بالكلية فى سبتمبر 2013 يكون نواة لمصنع صغير للصناعات الغذائية للمنتجات المائية ومعمل تعليمى للطلبة والطلب منذ 27 /11/ 2013 فى المكتب الفنى لرئيس الجامعة بعد تحويله للطلب وأيضا لم يتم فيه شيء حتى الآن ، كذلك تم التعاقد مع هيئة الثروة السمكية على تخصيص مساحة حوالى 900 فدان بشندورة للكلية لإنشاء مزرعة سمكية وتم شكيل العديد من اللجان ولم يبت فى الموضوع حتى الآن أيضا ،وعلى الرغم من ارسال قرار مجلس الكلية بتشكيل مجلس إدارة وحدة تصنيع الأسماك الى رئيس الجامعة بتاريخ 27 /11 / 2013 بعد موافقة مجلس الكلية عليها فلم يتم تشكيله حتى الآن وهو مايهدد بضياع مبلغ 248 ألف جنيه على الكلية والموجودة فعلا فى حساب الدائنة بالجامعة وليس حساب الكلية وكان المبرر لذلك هو أن الوحدة غير معتمدة بالمخالفة للواقع حيث ان الوحدة معتمدة من قبل جامعة قناة السويس وتم إدخال مبلغ 2000 جنيه فى حساب الوحدة من إجراء قياسات بيئية لإحدى الشركات .. قد تثير كل هذه المهاترات تساؤلك عمن يقف خلفها ولماذا هذا الإفساد لأحلام كل أولئك المعلقة قلوبهم بتطوير مشروع الثروة السمكية فى مصر ..لاترهق نفسك بالظنون فالإجابة عند الجماعة ..نعم جماعة الإخوان تمكنت من تلك الكلية ولم يدخر عميدها جهدا فى تمكين جماعته من المناصب القيادية بها حتى انحصر جل ماقدمه اليها فى التمكين ..» قد أعاد فتح إعلان جامعة قناة السويس عن حاجتها لتعيين أعضاء هيئة تدريس بكلياتها المختلفة ومنها كلية الثروة السمكية لسنة 2011 بعد عامين من الإعلان فى 11/7/ 2013 بغرض تعيين أربعة من قيادات الإخوان بمحافظة السويس فى الكلية هم مجدى الحلفاوى وعادل عامر وناصر صابر وأمل رمضان زوجة مجدى الحلفاوى وكذلك إدخال بعض الاسماء على لجان غير متخصصة مثل صفوت عبد الغنى وعندما رسبت تلك الاسماء استبدل عميد الكلية لجان التحكيم العلمى بلجان استماع فقط لتمرير تلك الأسماء وعندما رفضت لجان التحكيم الانصياع الى ذلك القرار تم استصدار القرار بالاعتراف بالدرجات العلمية الحاصل عليها الباحثون العلميون بالمؤسسات العلمية من مراكز البحوث وجامعة الازهر لتمرير تلك الأسماء والتى لاتملك سوى هويتها الإخوانية ليدافع عنها الرجل ويسعى لتمكينها بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة حتى ولو صدر ضدها أحكام مثل محمد التميمى وفى النهاية .. هل يستطيع احدا انتشال الثروة السمكية من قبضة الإخوان أم يتم تركها فريسة لهم ؟!