يقول «رينيه ديكارت» ليس المهم أن يكون لديك عقل جيد المهم أن تستخدمه بشكل أحسن.. وهذا فعلا ماقامت به نساء مصر بداية من شعورهن بمرارة الخطر على الوطن إبان الهجوم على السجون واندلاع النار فيها الى خلغ حجارة الأرصفة والقائها على قوات الأمن التى كانت تلعن وتسب بأفظع الألفاظ إضافج إلى جنود جيش يطلق عليهم الرصاص وهم يفطرون فى رمضان وآخرين بعد أن ينبطحوا على صدورهم.. ورئيس دولة ينادى بالحفاظ على الخاطفين والمخطوفين وعصابات تعمل على تهريب ملابس الجيش لاختراقه ومحاولة تفتيته. كانت مشاهد جهنم تلتهم كل شيء وجماعات وميليشيات تتشدق بكلمات غريبة على الأذهان مثل «إدينا إشارة نجبهم لك فى شكارة».. وفى تلك الأثناء كاد كيان المرأة أن يضمحل بل والهوية المصرية بكاملها فهناك من ينادى بزواج القاصرات حتى لو كانت فى سن التاسعة وعودة الختان ووضع وردة بدلا من صورة المرشحة .. والتخلص من الهرم وأبو الهول على غرار هدم تمثال بوذا، وعندما فاض الكيل ونزل الشعب فى الشوارع ضد جماعة عدوة للوطن ورئيس ملوث بخيانة أرضه يصرخ إرحل.. كانت النساء فى المقدمة لم تخشن ضرب النار ولا التحرش الممنهج ولا الموت، وأعادت الى الأذهان وقوف هدى شعراوى وصفية زغلول فى عام 1919 أمام الجنود الإنجليز المدججين بالسلاح حتى بعد أن سقطت منهن شهيدات. وكم من الأمهات إنكوت قلوبهن باستشهاد الأبناء والأباء والاخوة وهم يحاربون الإرهاب وأصبحت الدموع أنهارا على رجال من خير رجال مصر تركوا أبناءهم يتامى فاتحين صدورهم حماية لأعراضهم .. كل ذلك وهناك قاسم مشترك بين الوطنيين أن مصر لن يدنسها خائن أو معتد ولن تفلح معها نطريات التفكيك والتفتيت، أدرك الجميع أنها حرب شعواء. وعلى مدى السنوات السابقة بداية من الثورة على مبارك إلى مرسى كان الوعى السياسى الشعبى يواصل نضجه حتى ارتفعت سقف المطالب بحملة كمل جميلك وكانت المرأة المصرية على إستعداد لأن تترك كل حياتها فى سبيل حماية وطنها وتسليمها لمن يصبح حارسا وضامنا لتاريخها وجغرافيتها. بل إن طابور النساء إبان الانتخابات لرئيس الجمهورية لم يشهد رشاوى عينية أو مادية بل اتسم بفرحة وزغاريد وأعلام وأغانى وطنية طافت البلاد بطولها وعرضها واعية بأن حروب الجيل الرابع أصبحت تقوم على استهداف جماعات من داخل الدولة لانهاكها وزعزعة استقرارها وأن ينفذها مواطنون من الدولة ذاتها متجنية التكاليف الباهظة للأسلحة والعتاد.. وإن أية محاولات لإفساد فرحة المصريين لن تثنيهم ابدا عن إكمال خارطة المستقبل فإن الميادين ظلت فى ثورة 25 يناير و30 يونية مكتظة بالملايين ولم تشهد سلوكيات تحرش.. ورغم كل ما يحدث ويحاك فنساء مصر قادمات ولن تستطيع قوة أن تثنيها أبدا عن أن تكون هى صانعة الفرحة وزغرودة الأمل. لمزيد من مقالات د.سامية خضر