ماذا سيحدث؟ هذا السؤال أسمعه من كل الذين أعرفهم.. والاجابة التي أرددها دائما هي: لا أحد يعرف أي شيء, لكي يجيب عن هذا السؤال. فالحياة في مصر الآن صارت بفعل الجهلة والخونة والمرتزقة أشبه بكتاب بلا كلمات, والكل مدعو لأن يكون هو المؤلف لهذا الكتاب, وقد وضع توقيعه عليه! فنحن لا نعرف ماذا سيحدث فيما لو نفذ البعض تهديدهم بالعصيان المدني, أونتوقع ماذا سيكون الحال لو لم يتم العثور علي قتلة المتظاهرين في ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء, وان حدث هذا فالمؤكد من وجهة نظري الشخصية المتواضعة أن الأمر سيكون عسيرا جدا جدا إن لم يكن مستحيلا في ضبط الجناة الذين زهقوا الأرواح البريئة من جماهير الأهلي باستاد بورسعيد, خاصة أن الظلام كان حالكا, ولا أظن أن عدد الجناة الذين قتلوا67 شابا قويا مفتول العضلات سوف يقل عن مائتي شخص بخلاف أعداد المصابين المهولة, والتي يقابلها أيضا ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف هذه الأعداد من الجناة! إذن المشكلة مركبة ومعقدة إلي أبعد الحدود, وزاد من تعقيدها تصريحات لاعبي الأهلي( من أصحاب الجماهيرية الضخمة) بأنهم لن يعودوا إلي اللعب إلا بعد القصاص العادل! وهو مايشكل ضغوطا أخري علي رجال المباحث, وجهات التحقيق في ضرورة سرعة العثور علي الجناة المجهولين, والذين في تقديري لن يقل عددهم عن خمسمائة شخص, تتراوح عقوباتهم بين الاعدام, والحبس المشدد ثلاثة أعوام, مما يدعو الجهات المختصة إلي توخي أقصي درجات الحذر من أجل تحقيق العدالة الناجزة, لا جريمة بغير عقاب, كما أن لا عقاب بغير جريمة. وبرغم قتامة الصورة وبشاعتها إلا أن الايمان بالله سيظل دائما قرص المهديء الوحيد الذي يجب أن نتناوله للخروج من هذا المستنقع, والابتعاد عن هذا المصير المؤلم الذي ينتظرنا جميعا فيما لو استمرت الأحوال علي ماهي عليه.. وليكن دعاؤنا الآن طلب الرحمة والمغفرة من رب الكون, والابتهال له بألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.. آمين آمين.. يارب العالمين. [email protected] المزيد من أعمدة على بركه