بروتوكول تعاون مُشترك بين غرفتي القاهرة والعربية البرازيلية    البنك التجاري الدولي يختتم برنامج التدريب الصيفي 2025    سلوت يطالب إدارة ليفربول بإيقاف صلاح    السيارة احترقت بالكامل| مصرع 4 أشخاص وإصابة 2 في حادث تصادم مروع بالمنيا    خالد الجندي: برنامج "دولة التلاوة" أعظم هدية قُدِّمت للمجتمع المصري (فيديو)    صبغ الشعر باللون الأسود: حكم شرعي ورأي الفقهاء حول الاختضاب بالسواد    نتنياهو: لن نتخلى عن السيادة الأمنية من نهر الأردن إلى البحر    وزير الخارجية: إسرائيل عليها مسئولية بتشغيل كل المعابر الخمس التي تربطها بقطاع غزة    صحة الشيوخ تدعو خالد عبد الغفار لعرض رؤيته في البرامج الصحية    الزمالك: بنتايج أخبرنا أنه لم يشكو النادي    منافس بيراميدز المحتمل - وصول بعثة فلامنجو إلى قطر لمواجهة كروز أزول    جامعة أسيوط تُكثّف استعداداتها لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول    العلاج الحر بالدقهلية يغلق مركزا للصحة النفسية بالمنصورة    محافظة الجيزة: فتح حارة مرورية مغلقة بشارع البحر الأعظم تمهيدًا لفتح الطريق بالكامل    مدبولي: مشروع إحياء حديقتي الحيوان والأورمان يقترب من الافتتاح بعد تقدم كبير في أعمال التطوير    الداخلية تواصل ورش العمل لطلبة الجامعات حول مواجهة الشائعات ومخططات إسقاط الدول    حمدي رزق يدير حوارا ناريا حول "أسرار الحضارة المصرية" ضمن فعاليات مؤسسة زاهي حواس    مؤسستا ساويرس وعبلة للفنون تجددان شراكتهما لدعم المواهب المصرية الشابة    مى عمر: محمد سامى صاحبى والجمهور بيقف فى ضهرى لما بتحارب    استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال في مواصي رفح    وزير الصحة يستنكر الشائعات التي انتشر حول الأمراض التنفسية الحالية    السمنة تحت مجهر صحة الشيوخ.. اللجنة تتبنى خطة لنشر الوعى حول التغذية السليمة    جمعية مرضى الكبد تنظم قافلة طبية للكشف المبكر عن أورام الكبد بأشمون الرمان    المستشار الألماني: إمكانية زيارة نتنياهو إلى بلادنا غير مطروحة حاليا    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    هيمنة عسكرية روسية.. الجيش الروسي يتحرك ويستهدف منشآت طاقة أوكرانية    هيئة الرقابة المالية تُلزم صناديق التأمين الحكومية بالاستثمار في الأسهم    وفاة طفلة بعد تعذيبها على يد طليقة الأب بالقليوبية    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    بعد نهاية مهلة تمديد العقد .. الأهلي ينتظر القرار الأخير من أحمد عبد القادر    الأرصاد تكشف خرائط الأمطار اليوم وتحذر من انخفاض درجات الحرارة في عدد من المحافظات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    وزارة التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 519 بلاغا خلال شهر    روجينا تعلن انطلاق تصوير مسلسل حد أقصى رمضان 2026 .. "بسم الله توكلنا على الله"    واحد من الناس يكشف كواليس أعمال الشريعي الموسيقي وسر خلافه مع الابنودي.. اليوم وغد    وزير الصحة يعلن اليوم الوضع الوبائى لإصابات الأمراض التنفسية .. اعرف التفاصيل    حزب العمال البريطانى يمنع المتحولات جنسيا من حضور مؤتمره النسائى فى 2026    ارتفاع الشركات الرابحة وتطوير خطوط الإنتاج.. تفاصيل اجتماع رئيس الوزراء ووزير الإنتاج الحربي    وزير الري: التحديات المائية لا يمكن التعامل معها عبر الإجراءات الأحادية    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات عربية وأجنبية    ثنائي الأهلي يدعم محمد صلاح ضد مدرب ليفربول: أسطورة كل العصور    الجزار: كأس العالم للأندية سبب تعثر انتقالي إلى الأهلي.. ووقعت للزمالك من قبل    ضبط 69 مخالفة تموينية متنوعة فى حملة مكبرة بمحافظة الفيوم    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    السيطرة على حريق مخزن سجاد وموكيت فى أوسيم    نور الشربيني تتوج ببطولة هونج كونج للاسكواش بعد الفوز على لاعبة أمريكا    نائب رئيس الزمالك: المجلس يريد استكمال مدته    تقرير أردني: الخطيب يكلف عبد الحفيظ لبدء التفاوض مع يزن النعيمات    صحة سوهاج تتابع الانضباط وجودة الخدمات الطبية بمستشفى العسيرات المركزي    رئيس جامعة سوهاج يتحدث عن المبادرة الرئاسية "تمكين" لدعم الطلاب ذوي الهمم    الرقابة المالية تلزم شركات التأمين بسجلات تفصيلية جديدة لضبط السوق    وزير الصحة يستعرض تطوير محور التنمية البشرية ضمن السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية    الشرع: إقامة إسرائيل منطقة عازلة تهديد للدولة السورية    قطاع الملابس والغزل يبحث مع رابطة مصنّعي الآلات الألمانية التعاون المشترك    23 ديسمبر، انطلاق المؤتمر الدولي الأول لتجارة عين شمس "الابتكار والتكنولوجيا المالية"    محمد عشوب: نتمنى تنفيذ توجيهات الرئيس نحو دراما تُعبّر عن المواطن المصري    الأحد 7 ديسمبر 2025.. استقرار عام بأسعار أعلاف الدواجن مع تفاوت طفيف بين الشركات في أسوان    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المحافظات لا تعرف الخوف
نشر في الأهرام اليومي يوم 30 - 06 - 2014

لو أحد يقول لى ما هذا الذى كان يحدث قبل 30 يونيو من العام الماضى .. لا أحد يستطيع .. حاولت اعرف بالضبط .. لم استطع .. أنه شئ غريب عجيب كأن يحدث لأى إنسان إذا أمسك باستمارة تمرد .. او حتى سمع عنها ..
إن اهل المحافظات انفسهم من شمالهم الى جنوبهم ، من مطروح والدلتا الى الصعيد من شمال سيناء وجنوبها الى الغردقة وحلايب وشلاتين ، كنت وإذا ساقتك الصدفة إلى أى من هذه الاماكن وتواجدت بينهم فى هذا التوقيت تراهم وهم يسألونك عن هذه الاستمارة واين هى وكيفية العثور عليها ، ويتبارون فى سرد الحكايات والقصص عن اصلها وفصلها ومن ورائها ، مع ان كل شئ عندهم كان يبعث على اليأس والقل بأن تجد هذه الاستمارة طريقها للانتشار والتمرير بين بين الشباب والنساء والرجال ، فمشاكل الفقر كثيرة والازمات لاحصر لها والحاجة شديدة وألاخوان يسيطرون على العقول والقلوب بخدمات والسكر والزيت ، وإذا حاولت ان تشرح بأن مايفعله هؤلاء ماهو الا انتهازية سياسية ، فعشرة بل مائة من اصحاب اللحى المنتشرين بهذه المحافظات والقرى والمراكز يخرجون عليك ليردونك عن رأيك وقناعاتك بأن ماتقوله هو قول ليبرالى لن يودى بك إلا الى الجحيم ، بعد أن نشر الاخوان اكذوبة أن الله هذه المراكز والمحافظات على انهم اختاروا طريق النعيم ورفضوا الجحيم حتى ظنوا أن القرية والنجع التى تتحدث فى أمر هذه الاستمارة والأمل فى انتصارها وانتشارها هى قرى ونجوع كافرة اختارت طريق الشيطان فقد نصر الله الاسلام بدخول كل قرى ومحافظات فى بيت طاعة الإخوان والسلفيين واهل الذكر والجهاديين ولم يعد احد يخاف ان يجاهر بانه جهادى او تكفيرى .
وقبل عشرة ايام من ساعة صفر تحويل محتوى هذه الاستماره من بيانات الى ارواح واجساد وشباب تملأ الميادين والشوارع بالهتافات والحناجر، كانت كل هذه القرى والنجوع والمراكز فى جميع محافظات مصر بساط من التمرد والغضب على هذه الجماعة وانصارها ، قبائل تنتفض عائلات سياسية كانت محبطة عادت تنفض احباطها وتخرج لتعلن عن عودتها من جديد ، والجسور والغيطان والبيوت والدواوين تكاد تسمع همهمتها من طول الانتظار والآنين وشدة الشوق الى الخلاص من هذا الكابوس والحنين إلى يوم ميلاد وطن طال حمله وعذاب استقباله إلى لحظة تثبت فيها كل هذه الاماكن باهلها واماكنها وزروعها وشمسها وضلها وسمائها أنها قادرة على الاخصاب والانجاب بعد أن جاء من كان يحاول ان يشعرها بالعقم ويفقدها الأمل
كان كل من يذهب الى هذه الاماكن فى تلك الفترة يشعر من اعماق قلبه أن شئ جلل وعظيم هنا سيحدث ، وليس هذا الاحساس الا صورة مصغرة جدا من احساس كبير يسيطر على كل الاماكن المحيطة
نعم لقد نجحت هذه الاستمارة وغيرها من الوسائل الاعلامية والميدانيه أن تكتب مقدمة هذا المولود وتلك اللحظة ، لحظة تجمع ملايين المصريين بعد أن كانو متناثرين كريش العصافير في مهب الريح.. تمكنوا من أن يصرخوا بصوت واحد بعد أن فرقهم وقسمهم نظام مرسى وجماعته الى فرق وشيع.. وحرمهم من حق الفرحة والاستبشاروالأمل .. كان عاما كئيبا وكان عشرة ايام معجزة غيرت وجه هذه الحياة باقتداروابهار . مراسلونا يتذكرون ويؤورخون تفاصيل وملامح صورة هذه الايام

ملف من اعداد .. محمد مطاوع – احمد جرامون – اسامة الهوارى - بلال عبد العظيم – مصطفى فؤاد _ امام الشفى – عماد منصور

فى البحيرة ..
حلاقة الذقون .. كانت هى البداية

ابتكرالبحراوية أسلوبا جديدا فى هذه الايام العشرة ، فقد كان شباب الثورة يقبضون على ميليشيات الاخوان ويحلقون لهم (ذقونهم) لدرجة ان القيادى الاخوانى محمد جمال حشمتحاول اكثر من مرة وخلال هذه الفترة أن يعقد مؤتمرا واحدا فى دمنهور مسقط راسه و اكبر مدن محافظة البحيرة وعاصمتها إلا انه لم يفلح بسبب رفض الأهالى بل انه تعرض للضرب والاهانة وكل أتباعه على أيدى الثوار الغاضبين وأصيب الاخوان والسلفيون (بصدمة نفسية)لأنهم كانوا يظنون ان البحيرة التى سيطرواعليها لعقود قد خضعت لهم للأبد.. ولكن دارالزمان دورته وانتفض الثوار واعلنوا الحرب على حكم الاخوان فتحولت شوارع دمنهور الى ساحات قتال بين الأهالى وهذه الجماعه وحتى 3 يوليو يوم الاعلان الرسمى لسقوطها ونهايتها .
يتذكر اللواء محمد الصول الأمين العام للجان الشعبية بالبحيرة كيف وكلما كان يقترب موعد الثلاثين من يونيو ا كانت الارض تنبت ورودا وازهارا تتفتح فى كل جناين البحيرة هديرالشرقاوى منسق حركة مصريات من أجل التغييروأحمدحجازى منسق حركة شباب من أجل التغييروالنشطاء تامرجمال والاعلامى أحمد القصاص وهانى غريب مصطفى عساف وحسين الجندى وفهمى الشريف والشحات حرب والسيد شلبى وعلى عبدالحميد ووائل عيسوى وجهيد جويلى عبدالعزيزرمضان ومدحت عمران وولاء حمدى وأسماء دعبيس وساميه خطاب وحنان شاهين واحمدالصاوى ومدحت عمران وعادل محلاب .. كل هذه الاسماء وغيرها كانت تعرف انها على موعد مع التاريخ .. عشرة ايام كاملة لم يعرفوا طعم النوم ، العديد من المشاورات ، ساعات وليالى طويلة فى مناقشات وتحركات لتشكيل جبهات واختيار قيادات لإدارة المظاهرات والاعتصامات .. فلقد حانت لحظة سحب الثقة وفعلا نجحوا فى توحيد الكلمة وخلق كيان موحد لادارة الثورة ضمت كل القوى الثورية والسياسية الفاعلة فى الشارع البحراوى والتيارالشعبى وحزب الدستوروالاشتراكيين الثوريين والتحالف الشعبى الاشتراكى لافتا إلى ان تمرد استطاعت توحيد الشعب بطريقة مبتكرة الأمرالذى اطلق شرارة الغضب فى نفوس الناس ،
ويقول اللواء السابق : كنا نجتمع بشكل دورى فى أماكن بعيدة عن أعين عناصرالجماعة لنتفق على النزول الى الميادين والساحات وكيف يجب ان تكون المجموعات السياسية جسد واحد ، كنا نتقابل فى أماكن غيرمعتادة وأوقات مختلفة بعيدا عن اعين اعضاء الحماعة الأرهابيه ، كان التحدى لدينا هوحشد أكبرعدد من المتظاهرين وكنا على دراية خلال اجتماعاتنا بأنه اذا تم معرفة مانتفق عليه سيفسد حلمنا وحلم المصريين وبدأت عمليات تنظيم المجموعات وقررنا ان تكون الدعوة فى ميدان الساعة وبعد احتشاد العديد من الناس كان القرار التوجه الى ميدان جلال قريطم حتى محيط ديوان المحافظة وكانت الاستجابة منقطعة النظير من الأهالى وراء عامل الحسم.
أما الدكتور محمود الشربينى المتحدث الرسمى باسم اتحاد شباب الثورة عضوتثقيفية 30 يونيو يكمل قائلا : وأخذنا نردد شعارثورة يناير مجددا تأكيدا على ان الثورة مستمرة فى الميادين وأننا لن نقبل فرعونا جديدا واتفقنا على الالتزام بالسلمية فى مظاهراتنا وتم عقد العديد من اللقاءات مع التكتلات العماليه للتنسيق حول فعاليات الزحف الأخير، قمنا بالتعاون مع تمرد باقامة خطوط اتصالات وغرف عمليات تشكلت للثورة أصبحت بمثابة محورلضبط الايقاع فى الساحات والميادين والتنسيق لعمليات التعبئة وترتيب المهام والاولويات والزحف لمناطق وأمكنة حساسه كما قمنا عبر التكنولوجيا الحديثة بنشرارشادات هامة
ويضيف محمدخطاب منسق التيارالشعبى بكفرالدوار ، كان السعى جادا فى تحقيق الاهداف لكل الفئات للتكاتف والتلاحم للنزول للشارع لكى نستعيد الثورة من جديد تحت شعار لم يتغيرولم يتهاون أحد فى التضحية بدمه وحريته من أجل ( عيش ..حرية .. عدالة اجتماعية ) .

المنيا ..
المعقل الذى تحول الى معتقل
وبطبيعة الحال كان لابد ان تكون المعركة بين شباب ثورة 30 يونيو والاخوان فى المنيا معركة شديدة شديدة ، فهنا المعقل وموطن الجهادين والجماعات وكل قيادات الاسلام السياسى عصا مرسى وجماعته ، فلقد كانت المنيا دائما وحتى هذه الفترة وربما الى اللحظة هى المركز والمحور الرئيسى للحركة وبدء السيطرة على الصعيد
يسترجع المهندس مصطفى حسن عبد العظيم وكيل شركة مصر للبترول سيرة هذه الايام ويقول نحمد اللة ان ان كتب لنا النجاة منهم بأن أعمى بصيرتهم و لم يقدروا حجم الثورة الشعبية الحقيقى واستهانوا بها وكانوا معتقدين تماما انهم سيحكموننا 500 سنة ، ووترتسم على وجهة ابتسامه وهو يقول كان الاخوان عندما يشاهدوننا نتحرك ونتكلم ونحث الناس على التحرك يقهقون من شدة الضحك ويقولون بسخرية اتسلوا وانكم لفاشلون فلن تجمعوا اكثر من 20 شخصا وبالفلوس .. ولكن الله خيب ظنهم ووجدنا حماسا لم نكن نتوقعه ، فالناس فى المنيا وعلى مستوى جميع القرى والمراكز شعرت بان هذا المعقل الاخوانى هو فى طريقه الى ان يصبح معتقل أذا لم يتم التحرك
ويروى لنا الدكتور جمال شحاتة الاستاذ بكلية التربية ورئيس مجلس امناء التعليم بالمنيا ان الاخوان كانوا قد اقالوا معظم قيادات التعليم بالادارات التعليمية للسيطرة على المدارس والتلاميذ ، لكن حسين عبد الرحمن امين عام نقابة الفلاحين وابن مركز العدوة بالمنيا يعترف بانه كان فى بداية الامر يساوره الشك بنجاح الثورة لأنى وبصراحة كنا نشعر بأن السيسى منهم " اخوان " هكذا كانوا يصورون لنا الامر ، لكن وقبل ايام من 30 يونيو بدأت الصورة تتضح وشعرنا بأن الأمل يقترب وادركت كيف تزداد عزلتهم حينها قررت ورموز من شيوخ القبائل العربية التحرك ومساعدة حركة تمرد فى جمع توكيلات سحب الثقة من الفلاحين فى البيوت والحقول واعتقد أن هذه عتذر فرصة لااعتذر للرئيس السيسى اننا لم نقدر ذكائه ونفهمه وقوته فى البداية
بينما يعترف لنا الدكتور محسن الشوربجى امين ومؤسس حزب شباب التحرير بالمنيا كيف انه كان ملتحيا فى البداية واعطى صوته للاخوان ولمرسى فى كل الانتخابات اعتقادا بأن مشروعهم السحرى النهضة سيحل كل المشكلات الاقتصادية لمصر وشعبها ولكنه سرعان ماتأكد من كذبهم وكذب كل مشاريعهم ونهمهم الشديد للكرسى والمال وزرع الفتنة بالمجتمع بين السنة والشيعة وبين الاخ واخية فاعلنت الحرب عليهم والتحقت بحزب شباب التحرير الذى اسستة بالمنيا وحلقت ذقنى بعد ان كانت العامة كلما ترانى تشكوا لى حزنها وبؤسها وتطلب منى طلبات كثيرة بانهم غاضبين من جماعتى ظنا منهم انى اخوان وحتى جارتى المسيحية كانت تخاف منى ومن ذقنى وطلبت من زوجتى حلاقة ذقنى واستجبت لهم ، وبدأت التنسيق مع المحافظ الحالى اللواء صلاح الدين زيادة ومع اجهزة الامن وطفنا الكنائس لحمايتها وعملت مبادرة دمى فداك يامصر لجمع التبرع بالدم تحسبا لأى شئ يحدث فى اليوم المحدد لساعة الصفر والخلاص

فى بنى سويف ..
28 هتافا اسقطت مرسى
ومثلما كانت ولازالت المنيا هى المعقل الاكبر للاخوان والجماعات الدينية ، فإن بنى سويف تعد ثانى واهم هذه المعاقل ليس لانتشار هذه الجماعات فى قراها ومراكزها وانما لأنها المحافظة التى اختارها المرشد بديع بعد ان غادر قريته مسقط راسه فى محافظة الغربية ليعيش ويستقر فيها بحكم عمله كطبيب بيطرى ببنى سويف .. إلا أنه لم يكن يتوقع ووسط كل هذه القدسية التى كان يتمتع بها ويتفاخر ، أن يات يوم ليسقط ب 28 هتافا هى كانت كلمة السر فى النجاح وسببا فى نجاح جهد وكفاح مجموعة من شباب المحامين الثائرين شادى عبدالله عضو نقابة المحامين ببنى سويف وجمال ربيع ومحمد الريدى ومنى عبدالله منسقة الشباب وكان من أبرزهذه الهتافات فى ميدان الشهداء ( المديرية سابقا ) يا أبو دبورة ونسر وكاب ..... احنا معاك ضد الارهاب ، يا أخواني يا أبو جلابيه.... يا ابن جماعه إرهابيه ، قول لأوباما وخليه يسمع.... حكم المرشد عمره ما يرجع ، يلا يا مرسي هات قناصه لسه في صدري مكان لرصاصه ، كل رصاصه بتقوينا .... ضد جماعة بتقتل فينا ، ارفع راسك علي اكتافك .... خليك ثابت علي افكارك .فيما ظهرت مجموعة شبابية أخرى من مختلف الأطياف السياسية والشعبية المنددة لحكم الأخوان شاركوا في ثورة يونيو عندما قاموا بحمل نعشا ملفوفا بعلم مصر وسط هتافات للشباب والفتيات والسيدات ياشهيد نام وارتاح .... واحنا نكمل الكفاح ، فيما تجمع شباب من القرى داخل كل قرية ورفعوا الأعلام المصرية ورفعوا لافتات تطالب بسقوط الاخوان ورحيلهم عن المشهد السياسى وفى مركز اهناسيا حمل على بدر عضو مجلس الشعب السابق صور الفريق السيسى مع شباب اهناسيا فى اكبر شوارع المدينة وطالبوا برحيل الأخوان .ولعل الزخم الذى حدث فى بنى سويف على مدار 10 أيام كاملة قبل 30 يونية كان سببه أن مرشد الأخوان كان قد اصبح على قناعه بان بنى سويف تحولت الى مقر رئيسى واساسى لنشر المزيد من افكار جماعته في الصعيد.والسيطرة عليه .

فىسوهاج..
التلقائيه انقذت الموقف

وفى سوهاج يقولون أنه لافضل لثورى على مواطن الا بالتلقائيه ، فالعفوية والتلقائية تستطيع ان تقول هى التى حررت السوهاجيه من الاخوان ، هكذا يؤكد أحمد العنانى القيادى بحزب المصريين الأحرار بسوهاج ان أنه بالرغم من تحرك الأحزاب إلا أن الشارع السوهاجى كان يتحرك بتلقائية وكثافة عالية تحت حماية الشرطة من تعدى الاخوان على المتظاهرين ، مشيراً الى أن القاسم المشترك بين القوى السياسية كان هو منع التعامل أو اشراك رجال نظام مبارك معنا، حيث كانت تحركاتهم فيما بينهم ، وإذا كانت هناك تعليمات من القيادات العليا للأحزاب بفتح مقارها لحملة تمرد وتوفير الكروت الحمراء لاستخدامها كإشارة لطرد مرسى من الحكم كما يحدث فى الملاعب عند طرد اللاعبين وكذلك توفير أعلام مصر للمتظاهريين ، فإن التلقائيه ستظل هى كلمة سر النجاح ، فيكفى انك لاتستطيع ان تقول او تحدد وجود عناصر أو شخصيات معينة يمكن أن يقال عنها شخصيات بارزة ولها دور مؤثر فالجميع كانوا على مستوى الحدث دون تمييز ، كلهم احتشدوا وخرجوا سيدات وقتيات وشباب ورجال وعواجيز واطفال وراحوا ولمدة عشرة ايام كاملة يعتصمون امام ديوان المحافظة ومنع المحافظ فى ذلك الوقت من دخول مكتبه ، وامتد ذلك الى بقية المدن والمراكز حيث تم منع جميع رؤساء الوحدات المحلية من دخول مكاتبهم

الهوارة .. العرب . الاشراف
.. المثلث القنائى الذى احكم قبضته

وأما اذا ذهبت الى قنا لتعرف كيف كانت تسير الاحداث إبحث عن المثلث القبلى وهندسة الثورة على الطريقة العشائرية ، فمنذ ان تجاهل الرئيس المعزول مرسى دعوة قبيلة الهوارة للقاءات الرئاسية التى كان يعقدها مع القبائل والعشائر الاخرى فى المحافظات المختلفة ، والهوارة يعدون العدة للرد وتلقين الدرس للاخوان واتباعهم ، ورغم محاولات الرئاسة لاحتواء الموقف وعقد صفقات بنادى البحر بمدينة قنا كمحاولة لااقناع قيادات القبيلة وعلي رأسهم اللواء طارق رسلان واحمد مختار علم عبدالوهاب وعبدالباقي عبيد وعلاء عزوزبالعدول عن اتخاذ اية مواقف يمكن ان تزعزع حكم مرسى ، الا ان كل ذلك باء بالفشل ، ليبدأ بعدها رسم المثلث العشائرى وهندسة الثورة فى مواجهة مرسى وجماعته
وتم نصب اول سرادق سرادق ضخم وقتها في ميدان الدلفن شاركت فيه رموز وجموع القبائل الثلاث الاشراف احد اكبر قبائل الصعيد بعدما خرج شبابها معلنين رفضهم لحكم الاخوان ووقف عبدالله معتوق احد شباب الثورة في قنا متحديا سياج الاخوان واستعان بقبيلته وابناء عمومته بالسهاريج لتأمين سرادقات رفض الاخوان
وقبيلة العرب اكبر قبائل الصعيد عددا لكي يقفل المثلث القبلي بحرفيه بالغة كل الابواب على تحركات الجماعه ومقاومتها ، فالثار قديم ومحاولة الاخوان للقضاء على عراقة القبائل واندثارها لن تمحى من ذاكرة اى قنائى ينتمى الى واحدة من هذه القبائل الثلاث وام الجدير بالانتباه ان المثلث يكاد يكون اقترب من شكل الدائرة عندما التحم معه الاقباط رغما عن كل التهديدات التي وصلت قياداتهم وعائلاتهم واساقفتهم ومحاولة ترويعهم وعلي رأسهم الانبا كيرلس اسقف نجع حمادي الذي كان لاعب اساسي في خروج الاقباط دون ترهيب او خوف وتأكيده لهم في ان يكون في المقدمة من اجل مصر ليكتمل المشهد .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.