تحتفل مصر والقوات المسلحة اليوم بمرور 44 عاما على إنشاء قوات الدفاع الجوى ، وفى الأول من فبراير عام 1968, لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة . ويقول الفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوى ان قوات الدفاع الجوى تمكنت خلال حرب الاستنزاف اعتبارا من 30 يونيو وخلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز ( فانتوم ، سكاى هوك ) ، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوي، ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذى منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة المصرية، فاتخذت قوات الدفاع الجوى من هذا التاريخ ذكرى وعيدا يُحتفل به كل عام لنسترجع فيه الدروس والعبر كى تكون نبراساً لنا فى حاضرنا ومستقبل أبنائنا، مجددين العهد على أن نستمر فى مسيرة العطاء والتطوير لتظل قوات الدفاع الجوى درعاً تحمى سماء مصر بفضل الله ثم بسواعد رجالها المخلصين . ويوضح الفريق التراس أن منظومة الدفاع الجوى تتكون من عدة عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية تمكن القادة من اتخاذ الإجراءات التى تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر فى مختلف ربوع الدولة فى مواقع ثابتة وبعضها يكون متحركا طبقا لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها . ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشتمل على أجهزة الرادار المختلفة التى تقوم بأعمال الكشف والإنذار بالإضافة الى عناصر المراقبة الجوية وعناصر ايجابية من صواريخ مختلفة المدايات والمدفعية والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية . واشار الى انه يتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى وإفشال فكره فى تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنه ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى . دور قوات الدفاع الجوى فى الحروب ويؤكد الفريق التراس ان مقاتل الدفاع استطاع خلال حرب أكتوبر 1973 تحقيق المعادلة الصعبة بين التكنولوجيا المتطورة وسهولة الاستخدام حيث كان الاهتمام البالغ بالصواريخ المحمولة على الكتف نتائج رائعة تحققت خلال حرب أكتوبر73 . فهذه الصواريخ تعتبر نموذجاً رائعاً لما يجب أن تتجه إليه التكنولوجيا فى المجال العسكرى من سهولة الاستخدام ورخص الثمن حيث تم تنفيذ منظومة للانتقاء والتوزيع للأفراد ذوى المؤهلات العليا والدرجات العلمية المناسبة لاستقدامهم للتجنيد بقوات الدفاع الجوى للعمل على المعدات ذات التقنيات الحديثة المتطورة لسهولة استيعابهم لهذه المعدات . كما كان لقوات الدفاع الجوى دور مهم فى حرب 48 و 56 حيث يوضح الفريق التراس انه فى يوم 14 مايو عام 48 تم إعلان قيام دولة إسرائيل , بعد انتهاء الانتداب البريطانى على فلسطين وفى يوم 31 من نفس الشهر صدر الأمر بإنشاء قوات الدفاع الإسرائيلية تكونت من ثلاثة أفرع رئيسية هى القوات ( البرية والجوية والبحرية ) وكان للقوات الجوية الإسرائيلية أهمية كبيرة عن باقى الأفرع الأخرى لقدرتها على نقل المعركة إلى أى مكان خارج الأراضى الإسرائيلية ... وتم تجميع الطيارين المتطوعين من أوروبا وأمريكا وجنوب أفريقيا حتى بلغ عدد الطيارين (40) طيارا كانوا أصحاب خبرة قتال فى الحرب العالمية الثانية , وفى ذلك الوقت من عام 48 لم يكن قد تم تشكيل قوات الدفاع الجوى كقوة رئيسية بالقوات المسلحة حيث كانت عبارة عن عناصر تعمل ضمن سلاح المدفعية , وكان حجم المدفعية المضادة للطائرات المصرية فى ذلك الوقت عبارة عن [ عدد (2) آلاى مدفعية 3.7 بوصة م ط وآلاى مدفعية 40 مم م ط وآلاى أنوار كاشفة ] وتولت مهمة حماية المدن الرئيسية بسيناء مع توفير الحماية الجوية لوحدات المشاة ضد هجمات العدو الجوية وقامت بقصف خزانات المياه والوقود بالمستعمرات التى أنشأتها إسرائيل ... وقد خاضت بطاريات المدفعية المضادة للطائرات هذه المعارك ببراعة وشجاعة ولكن الوضع قد أختلف فى حرب عام 56 , حيث تم توقيع اتفاقية السلاح عام 1955 بين مصر والاتحاد السوفيتى حيث تقرر مد مصر بالمدافع ( 85 مم ، 37 مم ،الرشاشات الخفيفة أعيرة 12.7 مم) وبدأت وحدات المدفعية فى إعادة البناء والتدريب الشاق وقامت وحدات المدفعية فى حرب عام 56 بتوفير الحماية الجوية لمدن القناة والقاهرة الدفاع بإصرار عن كوبرى الفردان وإسقاط أعداد كبيرة من الطائرات الإسرائيلية والبريطانية وإبادة معظم أفراد المجموعة الأولى من قوات الكوماندوز التى قامت بعمل إسقاط مظلى غرب بورسعيد وبورفؤاد . تكنولوجيا التسليح وتأهيل طلاب الدفاع الجوى ويشيرالفريق التراس الى التطور الهائل فى تكنولوجيا التسليح الذى يشهده العالم الآن وكيف يتم تأهيل طلاب كلية الدفاع الجوى لمواكبة هذا التطوير حيث تعتبر كلية الدفاع الجوى من أحدث المعاهد العسكرية على مستوى الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة . ونظراً لما يمثله دور كلية الدفاع الجوى المؤثر على قوات الدفاع الجوى والتى تتعامل دائماً مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة فإننا نعمل على تطوير الكلية من خلال تطوير العملية التدريبية وذلك بالمراجعة المستمرة للمناهج الدراسية بالكلية وتطويعها طبقاً لاحتياجات ومطالب وحدات الدفاع الجوى والخبرات المكتسبة من الأعوام السابقة بالإضافة إلى انتقاء هيئة التدريس من أكفأ الضباط والأساتذة المدنيين فى المجالات المختلفة بالإضافة الى تزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم فى مجال التدريب العملى وفى هذا المجال فقد تم تزويد الكلية بفصول تعليمية لجميع أنواع معدات الدفاع الجوى مزودة بمحاكيات للتدريب على تنفيذ الاشتباكات بالأهداف الجوية كذا تم تجهيز الفصول والقاعات الدراسية بدوائر تليفزيونية مغلقة وشاشات عرض حديثة وتم تحديث وتطوير المعامل الهندسية بالكلية فضلاً عن تنفيذ معسكرات تدريب مركز لطلاب السنة النهائية للمشاركة فى الرمايات الميدانية لأسلحة الدفاع الجوى بمركز رماية الدفاع الجوى . الدفاع الجوى يمتلك مركز رماية حضارى واوضح الفريق عبد المنعم التراس أن قوات الدفاع الجوى تمتلك ميدان رماية متطورا لأسلحة الدفاع الجوى يتم الاستفادة منها فى إعداد الفرد المقاتل واختبار الأسلحة والمعدات حيث انه من المعروف أن الرماية الحقيقية هى أرقى مراحل التدريب القتالى حيث تعطى نتائجها الإيجابية الثقة فى السلاح وتعتبر تتويجاً لما تم بذله من جهد خلال العام التدريبى وهى مؤشر حقيقى على سلامة تخطيط وتنفيذ التدريب ومن هذا المنطلق وفى ضوء التطور الملموس لمنظومة الدفاع الجوى المصرى تم تنفيذ برنامج تطوير ميدان الرماية ليكون مركز رماية حضارى مجهز بمنشآت حديثة مع تزويده بأحدث أنظمة أهداف الرماية , وتقييم وتحليل وتسجيل نتائج الرمى للوقوف على نقاط القوة والسلبيات سواء بالنسبة للفرد أو المعدة لتحقيق العائد القتالى والتدريبى لكل من الفرد و المعدة ويتمثل ذلك فى تحقيق الظروف المناسبة لتنفيذ الرماية الفعلية على العديد من الأهداف ذات المواصفات المختلفة لجميع الأنظمة العاملة بقوات الدفاع الجوى مع توفير الكثير من النفقات اللازمة لتشغيل المعدات البحث العلمى وتطوير معدات الدفاع الجوى واشار الفريق التراس الى اهتمام قوات الدفاع الجوى بجميع مجالات البحث العلمى التى يمكن الاستفادة منها فى تطوير مالدينا من أسلحة ومعدات مؤكدا انه يتواجد بقوات الدفاع الجوى مركز للبحوث الفنية والتطوير وهو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالاستفادة من خبرات الضباط المهندسين / الفنيين / المستخدمين للمعدات حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عملياً بدءاً بإجراء الاختبارات المعملية ، ثم الاختبارات الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للاستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى الدفاع الجوى ، ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوى من خلال مراحل متكاملة بهدف استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من أحدث التقنيات العلمية بما يحقق الارتقاء بمستوى الأداء لمعدات الدفاع الجوى . دور الدفاع الجوى فى احداث مصر الاخيرة وعن الأحداث التى مرت بمصر خلال الفترة الماضية قال الفريق عبد المنعم التراس لقد مرت بمصر أحداث عاصفة أثرت فى الشعب المصرى بكافة طوائفه واتجاهاته وكانت القوات المسلحة مضرب المثل فى الوقوف على الحياد ومناصرة الشعب وحماية الشرعية الدستورية ويعتبر الدفاع الجوى أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وطبقاً لمواقع تمركز وحداته الإدارية والمقاتلة فإنه ينتشر فى جميع ربوع الدولة وتعمل مراكز القيادة به بصورة متواصلة لمدة 24 ساعة وطبيعة عمله تقتضى تواجد أطقم القتال فى الخدمة بصفة مستمرة سلماً وحرباً .... لذلك فإنه قد وقع عليه عبء متابعة الأحداث الجارية بصفة مستمرة ليلاً ونهاراً وكان له دور عظيم فى متابعة الأحداث وتلقى كافة البلاغات عن جميع المواقف والاشتراك فى القبض على بعض المجرمين الهاربين من السجون والمتسللين والمخربين وتأمين بعض الأسلحة والذخائر المستولى عليها بواسطة مدنيين من أجهزة الشرطة المدنية والسجون فى مواقع دفاع جوى بالإضافة إلى حماية الأهداف الحيوية والاشتراك فى تأمين منشآت الدولة ومرافقها طبقاً للإمكانيات المتيسرة والسلطات المخولة بالإضافة إلى دور أفراد عناصر المراقبة الجوية بالنظر المنتشرين على حدود مصر المختلفة فى الإبلاغ عن اى عناصر تسلل لحدود مصر البرية والبحرية والجوية فى منظومة متكاملة مع عناصر قوات حرس الحدود . صرح رياضى عملاق كما اشار الفريق التراس أحب أن أوضح أن إنشاء القرية الأوليمبية هو امتداد لتواصل القوات المسلحة كعادتها مع أبناء شعب مصر العظيم حيث امتد هذا العطاء لكل ربوع الدولة فى جميع المجالات خاصةً فى المجال الرياضى ... وهذه الإنجازات تعد رداً للجميل وللمواقف الوطنية لهذا الشعب إلى جانب قواته المسلحة الباسلة , وإضافة هذه القرية الأوليمبية إلى المنشآت الرياضية بما تحويه من استاد رئيسى وملاعب فرعية وفندق يسمح باستضافة الفرق الرياضية أثناء تنظيم البطولات المحلية والإقليمية والعالمية ويكون رصيد يضاف إلى المنشآت الرياضية داخل الدولة بمواصفات عالمية وأوليمبية ، وهذا بالإضافة لتوفير فرص عمل للشباب داخل الفندق والكافيتريات والمدربين لجميع الألعاب كما روعى فى القرية الحفاظ على المظهر والتناسق العام لخلق طابع حضارى يليق بمكانه دولة ذات ثقل أمام الفرق الرياضية العربية والأجنبية .