أجرى الفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوى، حوارًا مع المحررين العسكرين بمناسبة الاحتفال بعيد الدفاع الجوى، وناقش الحوار تطوير المعدات والأفراد. وأوضح الفريق عبد المنعم التراس، أن حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة (رئيسية- تبادلية- هيكلية) قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى للتجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة على تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة. وأشار إلى أن هذه المواقع، تم إنشاؤها وتحصينها، تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها وقد تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية، فى ظل توفير دفاع جوى عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات. وذلك لمنع إنشاء هذه التحصينات، ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوى بالدارسة والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة. ولفت إلى أن الاتفاق كان على أن يتم بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين: الخيار الأول: القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات. وكان الخيار الثانى: الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها (إسلوب الزحف البطيء) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق وشغله تحت حماية النطاق الخلفى له، وهو ما استقر الرأى عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم شغلها دون أى رد فعل من العدو. وتم التخطيط لشغل ثلاث نطاقات جديدة، تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام فى تناسق كامل وبدقة عالية، وفى التوقيت المحدد كسيمفونية متكاملة تعزف أعظم الألحان جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، وعلى إثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوى على الاقتراب من قناة السويس، فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوى. وتابع التراس، أن الرماية الحقيقية هى أرقى مراحل التدريب القتالى حيث تعطى نتائجها الإيجابية الثقة فى السلاح وتعتبر تتويجاً لما تم بذله من جهد خلال العام التدريبى وهى مؤشر حقيقيى على سلامة تخطيط وتنفيذ التدريب ومن هذا المنطلق وفى ضوء التطور الملموس لمنظومة الدفاع الجوى المصرى تم تنفيذ برنامج تطوير ميدان الرماية، ليكون مركز رماية حضارى مجهز بمنشآت حديثة مع تزويده بأحدث أنظمة أهداف الرماية، وتقييم وتحليل وتسجيل نتائج الرمى للوقوف على نقاط القوة والسلبيات سواء بالنسبة للفرد أو المعدة، لتحقيق العائد القتالى والتدريبى لكل من الفرد والمعدة ويتمثل ذلك فى تحقيق الظروف المناسبة لتنفيذ الرماية الفعلية على العديد من الأهداف ذات المواصفات المختلفة لجميع الأنظمة العاملة بقوات الدفاع الجوى مع توفير الكثير من النفقات اللازمة لتشغيل المعدات. ومن الجدير بالذكر، أن الإمكانيات الكبيرة لمركز الرماية، تؤهله لأن يكون بحق هو أكبر مركز رماية على المستوى الإقليمى، حيث لا توجد مراكز مشابهة فى دول منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أنه لم يعد هناك قيود فى الحصول على المعلومات، حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو /الصديق. وأوضح التراس "هناك شيء مهم وهو ما يعنينا في هذا الأمر، هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان بما يضمن التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر، وهذا فى المقام الأول خفي عن العدو وله درجات سرية عالية وتحتفظ به القوات المسلحة كأهم خطط الحروب المقبلة". والدليل على ذلك، أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى، تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) باستخدام وسائل إلكترونية حديثة من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى إستراتكروزر المزودة بأحدث وسائل الإستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من إستطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة) ومن هناك نخلص إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن القدرة على تطوير إسلوب إستخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة. وأكد قائد قوات الدفاع الجوى، أنهم يهتمون بجميع مجالات البحث العلمي التي يمكن الإستفادة منها في تطوير مالدينا من أسلحة ومعدات، ويوجد بقوات الدفاع الجوى مركز للبحوث الفنية والتطوير وهو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالاستفادة من خبرات الضباط المهندسين الفنيين المستخدمين للمعدات، حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عملياً بدءاً بإجراء الاختبارات المعملية، ثم الاختبارات الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للاستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى الدفاع الجوى. ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوى من خلال مراحل متكاملة بهدف إستخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من أحدث التقنيات العلمية بما يحقق الإرتقاء بمستوى الأداء لمعدات الدفاع الجوى، هذا بالإضافة إلى وجود تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المختلفة بالقوات المسلحة لدراسة مشاكل الاستخدام للأسلحة والمعدات وتقديم أفضل الحلول لها، أما عن وسائل تدعيم مجالات البحث العلمى لضباط الدفاع الجوى، فهى كثيرة منها قيام كلية الدفاع الجوى بعقد الكثير من الندوات والمحاضرات التى يشارك فيها الأساتذه المدنيون من الجامعات المصرية من مختلف التخصصات كذلك الإشتراك فى الندوات التى تقيمها هيئة البحوث العسكرية وأكاديمية ناصر العسكرية العليا والكلية الفنية العسكرية ولتدعيم البحث العلمى، يتم إيفاد ضباط الدفاع الجوي إلى الخارج لتبادل العلم والمعرفه بيننا وبين الدول الأخرى والحصول على الدرجات العلمية المتقدمة (الماجستير، الدكتوراة) لمواكبة أحدث ما وصل إليه العلم فى دول العالم. وشدد التراس على أن قيادة قوات الدفاع الجوي تدرك أن الثروة الحقيقية تكمن في الفرد المقاتل فكان الاهتمام باختيار ضابط الدفاع الجوي قبل إلتحاقه بكلية الدفاع الجوي طبقاً لأسس ومعايير دقيقة لتقييم وتحديد العناصر التي تصلح للعمل بقوات الدفاع الجوي ويتم رفع المستوى التدريبي له من خلال: إتباع سياسة راقية تعتمد على إستغلال جميع وسائل وطرق التدريب المتطورة، مع التوسع في استغلال المقلدات الحديثة والحواسب، تطوير المنشآت التعليمية بقوات الدفاع الجوي وإيجاد قاعدة علمية لإمداد قوات الدفاع الجوي بالكوادر اللازمة والمدربة تدريباً عالياً. بالإضافة إلى تدريب الأفراد على الرماية التخصصية في ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية في أحدث ميدان رماية بالمنطقة لرمايات الدفاع الجوي، وإعداد مخطط سنوي للدورات التدريبية المختلفة للضباط طبقاً لاحتياجات قوات الدفاع الجوي والاهتمام بتأهيل الضباط لتولي الوظائف المناسبة للرتبة، والتطوير المستمر لمناهج التدريب المختلفة، وإيفاد الضباط في البعثات الخارجية للتدريب على المعدات الحديثة أو التأهيل في المعاهد والأكاديميات العسكرية في الدول الأجنبية المتقدمة لصقل مهاراتهم العلمية والتعرف على مختلف العقائد العسكرية والاطلاع على الجديد في العلم العسكري وفنون الحروب الحديثة.