رحب عدد من السياسيين والحركات الشبابية بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للجزائر، مؤكدين أنها زيارة تاريخية فى ظل التداعيات المتصاعدة فى المنطقة العربية، وتأكيد أهمية العلاقات الإفريقية ودور الجزائر فى دعم مصر بعد ثورة 30 يونيو. وأشاروا إلى أن زيارة الرئيس تستهدف تعميق التعاون المشترك بين البلدين. وأكد صفوت عمران، أمين عام تكتل القوى الثورية والوطنية ومؤسس تيار المستقبل، أن اختيار الجزائر لتكون أولى محطات الرئيس عبدالفتاح السيسى الخارجية بعد انتخابه ذو دلالات عديدة فى مقدمتها إذابة جبل الجليد الذى أصاب علاقات البلدين منذ مباراة أم درمان الشهيرة فى 2009، وتعميق التعاون المشترك بين مصر والجزائر خاصة الاقتصادي، وفى مقدمته المساهمة فى إنهاء أزمة الطاقة التى تعانيها مصر إضافة إلى زيادة الاستثمارات المشتركة بين البلدين. وأضاف أن الجزائر دولة مهمة بالنسبة لمصر لتأمين حدودها الغربية مع ليبيا فالدولتان مهتمتان بمواجهة الجماعات الإرهابية هناك كأحد أبرز الملفات التى تشغل الخارجية المصرية فى تلك المرحلة الفارقة من تاريخ المنطقة علاوة على التنسيق المشترك فيما يتعلق بالتحرك سواء على المستوى العربى أو الإفريقي. وأكد عمران أن زيارة السيسى للجزائر تعنى أن رئيس مصر الجديد يبنى سياسته على تضميد الجروح وإنهاء الخلافات الخارجية بداية من إعلانه أنه سوف يزور إثيوبيا لإنهاء أزمة سد النهضة وأيضا زيارته للجزائر تصب فى هذا الإطار. وأكد أن تحركات الرئيس الخارجية موفقة وتعكس إدراكه لمصالح الوطن وإعادة الدور الريادى لمصر على المستوى العربى والإفريقى والدولى مطالبا الرئيس بأن يستكمل تلك الخطوات الإيجابية. من جانبه رحب عمرو علي، القيادى بحبهة الانقاذ وعضو المكتب التنفيذى لحزب الأحرار سابقا، أن زيارة الرئيس للجزائر خطوة ايجابية لدعم العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية بين البلدين، وتأكيد احترام مصر لدور الجزائر فى المنطقة وإعادة لحمة الدول المركزية فى الشرق والغرب، موضحا أن الدول المركزية مثل مصر لابد أن تتمسك بدول المفاصل مثل الجزائر لأنها بذلك تستطيع استكمال دورها التنموى فى العالم العربى وتستطيع إعادة الاندماج معا وهذا ما فعله الرئيس جمال عبدالناصر عندما قام بربط الدول المركزية بدول المفاصل لتكوين حلقة تنموية شاملة للعالم العربى فى كل الجوانب الاقتصادية والسياسية. وقال أمين راضي، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن زيارة الرئيس السيسى للجزائر تأتى فى توقيت مهم خاصة أنها الزيارة الأولى التى يقوم بها الرئيس بعد توليه الحكم وتعد زيارة تاريخية خصوصا فى ظل وجود التداعيات المتصاعدة فى المنطقة العربية وظهور عدد من المستجدات على الساحة العربية. وأضاف أن زيارة الرئيس للجزائر تعد غاية فى الأهمية حيث إن الجزائر جزء مهم بالنسبة لمصر ومن الضرورى أن تكون هناك علاقات قوية بين البلدين فى ظل التداعيات التى توجد فى المنطقة، مشيرا إلى أهمية العلاقات الإفريقية ودور الجزائر فى دعم مصر بعد 30 يونيو وتوجيهات الرئيس الجزائرى بوتفليقة لعودة مصر وممارسة نشاطها وعضويتها الكاملة فى الاتحاد الإفريقي، موضحا أن هذه الزيارة تأتى فى وقت نحتاج فيه جميعا إلى تضميد الجرح العربى الذى ينزف منذ بداية ثورات الربيع العربي، لافتا إلى أن دور مصر مهم فى عودة العلاقات العربية لما كانت عليه قبل اندلاع الربيع العربي. وقال بهاء الدين أبوشقة، سكرتير عام حزب الوفد، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى دولة الجزائر الشقيقة تؤكد أن مصر بدأت صفحة وفكرا جديدا فى منطق الدبلوماسية المصرية، واتساع فكرة دائرة الاتصالات سواء فى دول شمال إفريقيا أو جنوبها، ودولة الجزائر. وأشار أبو شقة إلى أن هذه الزيارة تجدد نظرية الدبلوماسية المفتوحة التى تربط جميع الخطوط بين الدول، موضحا أن الجزائر من الدول التى تفهمت الوضع السياسى فى مصر، وما حدث فى 30 يونيو، واعتراف الجزائر بأنها ثورة شعبية وليست انقلابا عسكريا، كما تردد جماعة الإخوان. وتوقع أبو شقة أن تكون هناك قضايا إقليمية تهم كلا من البلدين والمنطقة العربية كلها. وأكد أن مصر ستكون جوهر المحادثات ومستقبل العلاقات فى الفترة المقبلة. من جانبه يرى نبيل زكي، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للجزائر وغينيا اختيار موفق جدا، موضحا أن الجزائر وقفت إلى جانب مصر فى قراراتها فى الفترة الأخيرة. وأشار إلى أن الجزائر تواجه ما تعانيه مصر من إرهاب، وتوقع زكى أن يكون محور المحادثات قائما على أهم القضايا الأساسية وهى مواجهة الإرهاب فى المنطقة العربية، وسيكون هناك تنسيق لمواجهته، موضحا أن المنطقة العربية الآن تحتاج إلى تضافر جهود جميع دولها لمواجهة الإرهاب والتصدى للجماعات والمنظمات القائمة على هذا. وقال زكى إن دول إفريقيا ترى أن ما قامت به مصر فى 30 يونيو ثورة شعبية وانتصرت مصر بها وعادت إلى طريقها الصحيح. وقال زكى إن معظم رؤساء دول إفريقيا يتمنون أن تقوم مصر بحماية جميع الدول الإفريقية، وأكد أن الزيارتين تسهمان فى توجيه ضربات ساحقة للإرهاب فى المنطقة العربية والعالم كله. وتوقع زكى أيضا أن تكون قضية ملف حوض النيل محور الاهتمامات والمحادثات، بجانب قضايا التنمية، والقضايا الاقتصادية. وأعرب زكى عن تمنيه أن يقوم العالم بحركة تجارة خارجية مع دول إفريقيا، كما تمنى تصحيح النظرة التقليدية لدول إفريقيا، موضحا أن إفريقيا أسهمت فى الحضارة البشرية لمصر وإفريقيا. وأكد أن التبادل الاقتصادى المشترك بين الجزائر ومصر سيؤدى إلى شعور دول جنوب الصحراء بالأمن «تونس ليبيا موريتانيا المغرب». وأكد محمود العلايلي، عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لدولة الجزائر الشقيقة ودولة غينيا أكدت أن مصر بدأت تفعيل دورها الإقليمى والعربى والإفريقي. وأوضح العلايلى أن وجود الرئيس عبدالفتاح السيسى على رأس السلطة المصرية فعل الكثير من العلاقات الدبلوماسية والسياسية. وأشار إلى أن زيارة الرئيس السيسى للجزائر مهمة جدا وبداية لتفعيل دور مصر السياسى والدبلوماسى مع العالم. وطالب بدعم الدور المصرى والظهير السياسى المصرى بتحالفات دبلوماسية مع العالم الخارجي. وأوضح أن عودة العلاقات المصرية الدبلوماسية مع جميع دول العالم هى فى حد ذاتها معالجة للكثير من القضايا المتبادلة بين مصر وجميع دول العالم.