تتميز السياسة الخارجية للصين مع مصر والدول العربية بالتوافق فى معظم القضايا الاقليمية والدولية ، ولم يثبت على الصين حتى الآن أنها دولة استعمارية على مر التاريخ معنا ،وأنتج هذا الاتفاق منتدى التعاون العربى الصينى ، وبفضله شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية طفرات فى التعاون تؤكدها معدلات الزيادة التجارية واصبحت معه الصين الشريك التجارى الثانى للعرب.هكذا يرى الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الاسبق الذى حل ضيفا مميزا على العاصمة الصينيةبكين خلال الندوة التى عقدها معهد الصين للدراسات الآسيوية أوائل الشهر الحالى ،وشارك فيها كاتب السطور بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس منتدى التعاون الصينى العربى. د.شرف عرض تفصيلا عن كيفية الاستفادة من المبادرة الصينية لاحياء طريق الحرير القديم، والحزام الاقتصادى بطريقة عملية بعيدا عن الخطب الإنشائية، مشيرا إلى أن العالم يشهد تغيرات ويحتاج طريق الحرير الموجود منذ آلاف السنين للإحياء من خلال الاستنفار الطلبى من حيث وسائل النقل وزيادة الموارد وزيادة القيمة ،متسائلا هل الطريق عظيم أم المفهوم عظيم، خاصة أن الطريق يربط بين حضارتين لهما جذور تاريخية ويسهل عملية التعاون والتنمية. فى هذه الندوة المهمة صك د. عصام شرف وصفا للتعاون بين العرب والصين أطلق عليه العولمة الرحيمة وليست عولمة الهيمنة والإقصاء والإفناء ، والاخيرة عولمة شرسة جدا . إن كل هذه الأمور تدعونا إلى أن نستفز الطلب دون التركيز على التجارة فقط، ولكن تبادل الثقافات وهو ما يسميه رئيس الوزراء الاسبق عناق الحضارات إذا تم الإتفاق على كل شىء يحدث تغييرا جذريا فى العالم. ويعتقد د. عصام شرف أن طريق الحرير يضم مجموعة من الحلقات تكمل بعضها بعضا ، باعتبار أن الطريق يمر بمجموعة من الدول من الصين وآسيا الوسطى وينتهى بالدول العربية ، لافتا إلى أنه إذا لم يكن الجميع متفهما للتعاون بدون هيمنة من قوى كبرى على قوى أصغر يكون من الصعب تحقيق الهدف وأن الطريق سينهار.ويجب عدم الاستعجال نحو إحياء الطريق لأن هناك أمورا كثيرة تحتاج إلى أن تبنى على اساس متين.فلسنا بمفردنا فى العالم..أما الارهاب فهو التحدى الاكبر. E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى