أتمنى من حكومة محلب الثانية أن تواصل عملها من الشارع، كما بدأت من أول يوم لتشكيلها، وألا يكون ذلك مجرد »شدة للغربال الجديد«، يعود الوزراء بعدها إلى مكاتبهم المكيفة، ويحلون المشكلات من خلال اللجان. معروف للجميع أنه إذا تحولت المشكلة إلى لجنة للدراسة ضاعت القضية، وتاه الحل بين الأوراق، وفى كل مرة يتم طرحها من جديد. إن الأمل الوحيد لتعويض القصور الذى أخذه البعض على التشكيل الوزارى الجديد من غياب وجوه الشباب القادر على الحركة والعطاء. فمن يقول إن 17 وزيرا تتجاوز أعمارهم سن المعاش، و11 وزيرا بين الخمسين والستين عاما، ليبقى 4 وزراء فقط محسوبين على الشباب بين الأربعين والخمسين عاما إذا اعتبرنا أن الشباب فى مصر يبدأ فى العقد الخامس من العمر. ليس ذلك فقط، وإنما أخذوا على التشكيل الوزارى أيضا خروج بعض الوزراء الذين أعطوا بسخاء فى الحكومة الأولى مثل وزيرى الخارجية والزراعة، بينما جاءت البدائل فى الحكومة الثانية مخالفة لكل التوقعات. نحن لا نشكك فى قدرات رئيس مجلس الوزراء »الفواعلى» حسب وصف الدكتور مصطفى الفقى إبراهيم محلب على حسن الاختيار، لكننا كنا نأمل أن يكون الفريق الوزارى بأكمله على مستوى رئيسه فى الجهد والإخلاص. ويبقى عزاؤنا الوحيد فى الاجتماع الشهرى للحكومة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى سيراجع ويقيم أداء الوزراء أولا بأول لتطبيق الثواب والعقاب بكل قطاع. مصر انتظرت طويلا بلا حكومة حاسمة، وحتى يستعيد الشعب الثقة، فلابد أن يرى دائما »حكومته فى الميدان«. فهل ستسير الحكومة على هذا المنوال.. أم أنها مجرد «شدة غربال» لمزيد من مقالات عبد العظيم الباسل