المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء يضرب كل يوم مثلا لوزراء حكومته فى أنهم يجب أن يتركوا مكاتبهم المكيفة.. وينزلوا إلى الناس فى الشوارع والميادين والقرى والنجوع والكفور ويتابعوا مشاكلهم على الطبيعة.. فقد انتهى عهد الوزير الذى يجلس فى برجه العاجى بالوزارة ولا يراه الناس إلا فى صور حفلات الزفاف والاحتفالات الرسمية والتشريفات. إننا فى حاجة إلى وزراء يشعرون بمعاناة الناس، ويحاولون حل مشاكلهم بعيدا عن الشعارات والتقارير «المضروبة» التى ترفعها له أجهزة وزارته وتقول: «إن كل شىء تمام وليس فى الإمكان أبدع مما كان يا معالى الوزير». نحن لا نريد وزراء يخرجون علينا فى برامج «التوك شو» فى الفضائيات ليقولوا لنا محاضرات عن العدالة الاجتماعية وزيادة معدلات التنمية وكلاما نظريا ليس له أى أساس من الصحة.. ويكون سيادة الوزير فى وادٍ والناس الغلابة فى واد آخر! وسأضرب لكم مثلا بمنظومة الخبز الحائر بين كل الحكومات المتعاقبة.. فكل وزير يأتى يعدنا بتنظيم توزيع الخبز وتحسين إنتاجه وأنه معنا بأن ما تنتجه المخابز لا يصلح للاستهلاك الآدمى، وتعف الحيوانات عن أكله، وأنه لابد.. ولابد.. ولابد! ويخرج الوزير من الوزارة فى أول تشكيل وزارى جديد ويأتى الوزير الجديد ليقول لنا نفس الكلام الذى قاله سابقه ونفس الحكاية والرواية وهذه الأسطوانة المشروخة.. ولا يحدث جديد فى منظومة الخبز وتبقى الطوابير كما هى وتهريب الدقيق كما هو، والتعمد فى إنتاج خبز لا يصلح للأكل حتى يعف الناس عن شرائه ويعود للفرن حتى يقوموا ببيعه إلى أصحاب مزارع الدواجن.. وتتكرر المأساة مع كل وزير جديد للتموين. وكانت آخر تصريحات وزير التموين الجديد د. خالد حنفى هو استخدام الكروت الذكية فى استلام وتوزيع العيش.. وأنا أتفق معه فى هذه المنظومة حتى نقضى على هذه المهزلة التى تتم أمام الأفران.. ولهذا فلابد من تطوير اكشاك توزيع العيش.. وزيادة أعدادها ويمكن تشغيل الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل فى هذه الاكشاك.. وضرورة تفعيل دور الرقابة على المخابز.. وعدم استمرار المفتيش فى المنطقة الواحدة أكثر من 3 شهور حتى لاتتحول الرقابة إلى صداقة مع أصحاب الأفران. ويمكن لوزير التموين د. خالد حنفى القيام بجولة ميدانية على مخابز ومراكز توزيع الخبز فى مدينة 15 مايو ليرى المفتشين وهم يجلسون تحت الشجرة فى شمس الشتاء الدافئ فى مخبز حى رجال الأعمال الذى يصمم صاحبه على إغلاق المخبز فى الساعة الواحدة ظهرا ويقول للناس فى الطابور «خلاص الدقيق خلص»! *** إن إهالى 15 مايو يستغيثون بوزير التموين د. خالد حنفى لإنقاذهم من منظومة الخبز الفاسدة هناك وله الأجر والثواب عبد الله.