الرسالة التي أرسلتها القيادة السياسية للجميع حكومة وشعبا.. «واضحة».. السادة الوزراء الجدد استيقظوا في الخامسة صباحا – بحد أقصى – ليتواجدوا جميعاً في المقر الذي أدوا فيه اليمين الدستورية أمام الرئيس السيسي قبل السادسة صباحا، ويبدأوا أداء اليمين في السابعة صباحا. 34 حقيبة وزارية، يحمل 13 منها وجوه جديدة، و21 وزيرا استمروا في حكومة محلب الاولى، فيما تم أخيرا إلغاء وزارة الاعلام وتكليف زميل الدفعة والصديق العزيز عصام الأمير رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون باختصاصاتها حتى يتم تشكيل «المجلس الوطني للإعلام» وفقا لنص الدستور. .. ربما أتى تجديد بعض الوجوه فقط محبطا للبعض، لكن يجب الا ننسى ان عمر حكومة محلب الأولى لم يتجاوز عدة شهور، وبالتالي لم يأخذ الوزراء الفرصة كاملة لإحداث تغييرات شاملة في اداء وزاراتهم وبالتالي استحقوا ان تستمر فرصتهم في حكومة محلب الثانية. .. وأعتقد أن عدم رفع نسبة مشاركة الشباب والمرأة ربما جاء مخيباً للآمال، ولكن علينا ايضا ان نأخذ في الاعتبار ان رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب لا يملك «ترف» المحاصصة، وتوفير حصة للمرأة وكوتة للشباب.. وهكذا، وخاصة ان عمر الحكومة الثانية كسابقتها الأولى سيكون قصيراً جداً لن يتعدى الانتهاء من الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي يجب بعدها أن يطالب الحزب الفائز بالأغلبية بضرورة تمثيله في الحكومة، وبالتالي فإن إحداث قدر أكبر من التغيير في تشكيل الحكومة قد يربك أكثر مما يساعد. .. كذلك فإن رئيس الحكومة هو المسؤول عن اختيار الوزراء، ما عدا وزارات السيادة التي جرت العادة على أن يستأثر بها الرئيس، وذلك حتى يكون رئيس الوزراء مسؤولاً عن أداء حكومته، ويمكننا محاسبته على الإخفاق والفشل، أو تهنئته على النجاح. .. شخصياً.. شهادتي في شخص رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب «مجروحة» بعض الشيء، لأنني من المتفائلين بنجاحه، وسبق أن طالبت بتكليفه تشكيل الحكومة في مقال بعنوان «شكراً ببلاوي.. هاتوا لنا محلب»، قبل أن يتم تكليفه بأسابيع، ولم يخيب الرجل ظنوني، وواصل نشاطه وعطاءه، ونجح في دفع وزارئه الى ترك مقاعدهم الوثيرة، ومكاتبهم الفخمة، والنزول الى قلب الشارع لمتابعة احوال الناس، فاستحق ان يكلف تشكيل الحكومة الجديدة، فدعونا لا نستعجل النقد، ولنراقب اداء الوزراء، وتأدية الحكومة دورها.. بدقة، وتوضيح الاخطاء فور حدوثها، ولنأخذ في الاعتبار حجم الاعباء والمشاكل والأولويات الملقاة على عاتق الحكومة.. ادعوا الله ان يساعدهم في مهمتهم الجسيمة، ولنكن مساعدين على البناء، لا معاول للهدم.. انتظروا أداءهم وقيموه .. ثم حاسبوهم وقوموهم. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66