الريس في الطابور

«غاية لا تدرك».. إرضاء كل الناس ولا شك، رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بدأ عهده بما يجيد أداءه ألا وهو العمل الميداني، فوجدنا وزير الداخلية محمد إبراهيم يتفقد الأحوال في وجه بحري، ووزيرة القوى العاملة تسارع في زيارة بؤر الاحتقان في معقل الصناعة القديم بالمحلة وكفر الزيات، ووزير التموين يتجول بين الصوامع، أما رئيس الوزراء نفسه ففوجئ به المواطنون يقف بينهم في طابور الجمعية بشارع الفلكي بحي السيدة زينب، يستمع لمشاكلهم، ويستفسر من العاملين بالجمعية عن الأسعار ومدى توافر السلع ثم فاجأ مستشفى «أم المصريين»، ولم نعرف على وجه التحديد ماذا وجد هناك؟.. ولا ماذا فعل بما وجده (وبما لم يجده!!)، وتوقف ليلاً ليستمع إلى الناس في كمين الشرطة على طريق كورنيش المعادي، فتعرف على أوضاعه وتجهيزاته، وطالب أفراده وضباطه ببذل الجهد لفرض الأمن، وحسن معاملة المواطنين.
.. المهم هذا هو المتوقع من رئيس الوزراء الذي يعتمد على العمل الميداني طوال فترة عمله الماضية سواء كرئيس للمقاولين العرب العملاقة، أو كوزير للإسكان ويتوقع أن يستمر الأمر وهو رئيس للوزراء.
.. ولأن «الوزراء على دين رئيسهم» شاهدنا خلال الأيام القليلة حركة «الانتشار» خارج المكاتب التي قام بها الوزراء، وبعضهم كان في وزارة د.الببلاوي ولم يعتمد وقتها على سياسة التحرك الميداني!
.. ولطالما أخذنا على د.الببلاوي بطء تفاعله مع الشارع، غير أن الغريب أنه بعد أن منَّ الله على مصر برئيس وزراء «ميداني»، فوجئت بتعليقات متتالية على مواقع التواصل الاجتماعي – قاتلها الله - تصرخ معارضة نزول رئيس الوزراء للشارع أحدهم هتف: «يا معالي رئيس الوزراء – الإدارة الصحيحة أن تجعل من حولك يشتغلون، ولا تشتغل أنت فقط بنفسك؟.. لما أنت تزور كمين شرطة أمّال وزير الداخلية يزور إيه؟.. ولما تروح تقف في طابور الجمعية، بتاع «التومين» يعمل ايه»!!
.. أليس عجيباً رد فعل بعض المصريين الذين أصبح «لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب»!!
ومواقع التواصل الاجتماعي التي بدأت كخير معبر عن آراء شرائح معينة من المجتمع، ثم تحولت إلى أدوات تضليل، ومعاول هدم بعد إساءة استخدامها بشكل منظم من «الكتائب الإلكترونية المنظمة»!!
وفق الله كل من يسعى لخير هذا البلد، وصلاح أمور أهله، ووقانا الله شر «ثعابين الكتائب الإلكترونية».
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
twitter@hossamfathy66