«المحروسة» لقب لم يبحث فى تاريخه أحد، وظل ملازما لمصر دون أن تُعرف قصته، والتى نسوقها إليكم فى هذه السطور القادمة، ف«المحروسة» هو لقب حملة اليخت الذى أنشأته شركة سامودا بلندن بأمر الخديو إسماعيل، فى عام 1865 م، ليصبح بعدها شاهدا على التاريخ المصرى الحديث، فقد شاركت المحروسة فى إخماد ثورة بجزيرة كريت ثم أبحرت إلى مرسيليا لدعوة ملوك أوروبا لحضور حفل افتتاح قناة السويس، ليصبح أول يخت يبحر فى القناة، ويكتب له أن يحمل الخديو إسماعيل إلى نابولى بعد عزله، ثم يعود لينفذ نفس المهمة مع الخديو عباس حلمى ليذهب به إلى الأستانة منفاه الآخير، ثم يقل الملك فاروق آخر ملوك مصر إلى إيطاليا فى رحلته الأخيرة من بر مصر. شاركت «المحروسة» مصر أفراحها أيضا فقد حملت محمد رضا بهلوى شاه إيران الأخير إلى مصر ليتزوج من الأميرة فوزية، كما شهدت رحلات الملك عبدالعزيز آل سعود والزعيمين خروشوف وتيتو، ولم ينته دور «المحروسة» برحيل أسرة محمد على عن مصر، فقد شاركت جمال عبدالناصر جولاته لحضور مؤتمر عدم الانحياز ورحلة الرئيس السادات أثناء اتفاقية السلام. لكن المحروسة لم يبق لها اسمها الذى أختاره لها الخديو إسماعيل فقد تم تغييره إلى »حرية » لكنه لازال إلى الآن يقف فى مواجهة الشاطئ السكندرى طامحا فى تكريمه كأقدم عائمة مائية فى العالم.. فهل نتذكر «المحروسة» التى تحتفل بعامها السادس والأربعين بعد المائة؟! أم نترك التذكر للبحر؟!..