واجهت فرنسا أمس حالة من الفوضى المرورية والشلل التام بعد إضراب موظفى السكك الحديدية الوطنية فى البلاد وسائقى التاكسي، احتجاجا على سياسات الحكومة التى يعتبرونها ظالمة. وتوقفت حركة القطارات الإقليمية عن العمل بالكامل مما أربك حركة النقل فى البلاد ولا سيما فى باريس المكتظة، فى حين تعمل القطارات التى تربط فرنسابالعواصم الأوروبية الأخرى بنصف طاقتها تقريبا. ونصح جهاز السكك الحديدية »فالرنسي« المسافرين بتأجيل رحلاتهم إن أمكن. ومن جانبه، أوضح فرانسوا نوج مدير الموارد البشرية بالسكك الحديدية أن الإضراب الذى استمر نحو24 ساعة، شمل بالأساس محصلى التذاكر وسائقى القطارات الذين يعترضون على خطط الحكومة لإصلاح قطاع النقل العام. وفى هذا الصدد، قال فريدريك كوفيلير وزير النقل الفرنسى إن ديون القطاع تصل إلى 40 مليار يورو (54 مليار دولار)، ومن المتوقع أن تقفز إلى الضعف بحلول 2025 إذا لم تتدخل الحكومة على نحو عاجل لإصلاح القطاع وكبح جماح هذا الدين. إلا إن اتحادات التجارة فى فرنسا تؤكد أن الإجراءات المقترحة لن تعمل على الحد من الدين. ومما زاد من حدة الأزمة أمس، إضراب سائقى التاكسى فى العديد من العواصم الأوروبية، من بينها باريس، احتجاجا على قيام بعض الشركات مثل »أبير« بطرح تطبيقات على الهواتف الخلوية تسهل لعملائها توفير سائقين خاصين لهم عبر حجز مسبق، دون الحاجة للحصول على رخصات للقيادة والمرور بكافة الإجراءات القانونية التى يمر بها سائقى التاكسى الرسميين، خاصة وأن استخراج رخصة للقيادة فى فرنسا يكلف صاحبه نحو 240 ألف يورو. جاء ذلك فى الوقت الذى تتعرض فيه القيادة السياسية لحزب الجبهة الوطنية اليمينى المتطرف فى فرنسا لخلاف حاد بسبب تصريحات جان مارى لوبان مؤسس الحزب ،والتى اعتبرت معادية للسامية،على نحو دفع ابنته ورئيسة الحزب الحالية مارين لوبان للتبرؤ منها بشكل علنى وحذف الفيديو الذى تضمن تصريحاته من على موقع الحزب الإليكتروني. وكان لوبان-85 عاما- قد صرح الجمعة الماضية، ردا على سؤال حول موقفه من الشخصيات المعارضة للحزب مثل المغنى الفرنسى اليهودى باتريك برييل،قائلا«سنملأ الفرن فى المرة القادمة«، فى إشارة إلى المحرقة النازية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية. واتهمت مارين لوبان -45 عاما- والدها بارتكاب »خطأ سياسي«. لكنها أعربت عن اعتقادها بأن تصريحاته تم تفسيرها بشكل خاطئ. وأوضح فاليراند دى سان جوست محامى الحزب وأمين الصندوق أن قرار حجب الفيديو جاء للحيلولة دون تعرض زعيمة الجبهة الوطنية الحالية مارين لوبان، المسئولة قانونا عن الموقع، للمقاضاة بسبب تصريحات والدها. ومن جانبه، قال لوبان الأب لمجلة »لو بوان« تعليقا على تصرفات ابنته: »على الصعيد العاطفى أنا متألم للغاية.. أنا لا أمانع فى تلقى اللكمات من الأمام ولكن ليس الطعنات فى الظهر ،فهو عمل جبان«، مضيفا أنه علم بهذا الأمر من تقارير وسائل الإعلام.