ابتلى العالم العربى بظهور جماعات إرهابية تحمل الخراب والدمار والموت بين راحتيها ، فأينما حلت اسودت الدنيا. كان ظهور أسامة بن لادن إبان مقاومة الغزو السوفيتى لأفغانستان يلقى الغطاء السياسى من دول عديدة أوروبية وعربية، تحت مسمى نصرة المسلمين فى أفغانستان. واكتسب فى ذلك الوقت شيئا من القبول الشعبى على مستويات جماهيرية مختلفة، فما أن رحل السوفييت عن أفغانستان حتى رفعت هذه الدول أيديها عن أسامة ومن معه، فما كان منهم إلا أن استداروا تجاه الدول العربية.. وعاد من عاد منهم إلى بلادهم بعد أن تعلموا ومارسوا الحرب والتنظيمات القتالية وكيفية تصنيع الأسلحة وحرب العصابات.. عادوا إلى دولهم.. وولاؤهم إلى تنظيماتهم أعلى من ولائهم لأوطانهم، وصار معنى الوطن لديهم مختلفا، اقترن فى أذهانهم بتعاليم وقواعد وفتاوى ظهرت فى بيئة غير نقية، فأنجبت فكرا مشوها، وعلى الرغم من مرور الزمن فإنهم دائما كانوا مشدودين بحبال سرية من أفكار وتمويلات إلى قادتهم المنتشرين فى كهوف تورا بورا بأفغانستان .. اليوم، يقاتل فى سوريا وليبيا ومصر واليمن أجانب لاينتمون إلى أى بلد عربي، فقط ينتمون إلى فكر تكفيرى دموي. وقد ذكر تقرير نشرته إذاعة بى بى سى البريطانية أن الغالبية العظمى من المقاتلين الاجانب فى سوريا يأتون من بريطانيا بنسبة 25.4% ثم فرنسا 14% وألمانيا 12٫3% ثم السويد 8٫8% وهولندا 7% وبلجيكا 5٫3% ودول أوروبا الشرقية (ألبانيا والبوسنة وبلغاريا وكوسوفو ومقدونيا وصربيا) مجتمعة 6٫1% ودول أستراليا وكندا والولايات المتحدةالأمريكية 7% فى حين تنتمى النسبة الباقية 13% إلى دول أخري. الغريب أن هذه الدول تدعى محاربة الارهاب، وتدعو إلى حكم ديمقراطى فى الدول العربية، فى حين تصدر هى الارهابيين إلى دول المنطقة، وربما رد البعض بأن أصول هذه النسب عربية، وعلى هذا نرد بأن جميعهم يحملون جنسيات غير عربية، أى أنهم ولدوا ودرسوا وتربوا فى دول غربية، سمح لهم مناخ الدين هناك بأن يكونوا ارهابيين، وسوف يأتى يوم يعود فيه هؤلاء إلى مواطنهم ليكرروا فى بلادهم ما تفعله داعش والقاعدة فى الدول العربية. حفظ الله الوطن. د. م محمد مصطفى الخياط