ما الذى يجمع بين جماعات ما يسمى بالجهادية الإسلامية «التكفير والهجرة» ثم «أنصار بيت المقدس» فى مصر، «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» (داعش) فى العراق وسوريا و«القاعدة» فى أفغانستان وباكستان و«بوكو حرام» فى نيجيريا وجماعة «أبو سياف» فى الفلبين. جميعها جماعات فكر جهادى تكفيرى مسلحة، تتبنى فكرة جهاد المجتمع الذى تعيش فيه يهدف إلى إقامة «الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة»، وتؤمن بأن تغيير المجتمع يكون بالسيف والقنبلة والرشاش، بدلا من الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة. نرى بعضهم وهم يقرأون القرآن الكريم ويعلقون خلفهم لوحات تحمل الشهادتين، وهم يذبحون أعداءهم من المسلمين ذبح الشاة، ويصورون ذلك ويضعونه على الإنترنت فخورين بما فعلوا دون أن يرمش لهم جفن. وبعدما استطاعت بعض هذه الجماعات المتشددة ضم مسلحين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إضافة إلى الولاياتالمتحدة والقوقاز. فقد نجحت بجدارة فى وصم الإسلام بأنه دين عنف وقتل ووحشية، وأظن أنه لو أنفق أعداء الإسلام والمسلمين ما فى الأرض جميعا، ليسيئوا للدين الإسلامى ما نجحوا فى ذلك، مثلما نجحت هذه الجماعات. ورغم اختلاف الدول والبيئات التى ظهرت فيها هذه الجماعات، فإن فكرها التكفيرى الذى يستحل الدماء واحد، مما يدل على أن هناك خطأ ما فى توصيل رسالة الإسلام الصحيح الى الشباب، والذى يتفرخ منه مثل هذه الجماعات الشاذة. والأمر لا يتعلق بعلماء الدين فقط، بل يحتاج الى دراسات وجهود من علماء الدين والاجتماع وعلم النفس والسياسة أيضا، لبحث هذه الظاهرة التى لا يوجد لها مثيل سوى فى عالمنا الإسلامى، حتى يتم وأد هذه الأفكار فى مهدها. لمزيد من مقالات جمال نافع