تميز معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام في دورته الثالثة والأربعين عن دوراته السابقة بالعديد من المميزات اهمها انه اول احتفالية ثقافية دولية تقام في مصر بعد ثورة52 يناير المجيدة وما صحبها من مساحات الحرية التي اتسعت لتصبع شعارا للمعرض بتمثيل مختلف التيارات السياسية. من اقصي اليمين الي اقصي اليسار, فلم يمنع اي كاتب ولم يمنع أحد من الحضور والمشاركة وفتح الباب للجمهور علي مصراعيه في يوم الافتتاح الرسمي, بالاضافة لاحتضان هذه الدورة لربيع الثورات العربية ضمن فعالياتها من خلال برامج ثقافية حافلة لثورتي مصر وتونس واطلالات علي ثورتي ليبيا واليمن, فشهد المعرض حالة من التنوع في الضيوف, والموضوعات التي تناقش مختلف القضايا الثقافية والسياسية والاجتماعية, وجاءت المشاركة العربية في ابهي صورها حيث بلغت اكثر من004 ناشر, وهذا يدل علي الاقبال العربي الكبير علي المعرض هذا العام. وكان الاحتفاء بالشقيقة تونس رائدة ثورات الربيع العربي ضيف شرف لتقدم الثقافة التونسية افضل ابداعات مثقفيها وأدبائها وعروضها الثقافية في معرض القاهرة الدولي العريق, وتعد هذه الاستضافة البداية الحقيقة للتعرف والتواصل مع الثقافة التونسية بشكل أكبر, وقد عبر مهدي مبروك وزير الثقافة التونسي عن سعادته لهذه الاستضافة التي تحمله مسئولية تاريخية في دعم علاقة الأخوة بين مصر وتونس. فمثلما كانت مصر وتونس رائدة في مجال التحديث الثقافي في القرن التاسع عشر, فذلك افضل وقت لترسيخ الثقافات في وعي الشعوب وفي معتقداته, وفي سلوكه اليومي.. فالثورة هي الثقافة.