جميل أن نفرح ونغنى ونخرج للشوارع والمياين احتفالا بفوز المشير السيسي، فقد مرت علينا شهور غاية فى الكآبة غلب عليها الحزن، وكدنا ننسى الفرح، ونفقد الكثير من تفاؤلنا. وسط الطبل والرقص والزمر والأغانى الصاخبة، علينا ادراك أن هذا السلوك استثنائي، لأن السمة الأساسية لدى غالبية المصريين الاجتهاد والتعب والكد والعمل من أجل مستقبل أفضل لكل أسرة. وهذه هى المهمة الثقيلة التى يجب التركيز عليها خلال المرحلة المقبلة. فالملايين التى خرجت وأيدت ودعمت المشير السيسى عليها أن تستجيب لندائه فى العمل، الذى يعتبر الباب الملكى لتحقيق الطموحات والتطلعات والأمنيات. بموضوعية شديدة هل من المعقول بعد كل هذا الجهد أن نتخلى عن هذا الرجل؟ بالتأكيد سنكون غير منصفين، إذا طالبناه وحده بالتعامل مع كل الملفات الملحة التى نعانيها جميعاً. أظن أن واجبنا الوطنى يحتم علينا اليوم وليس غداً أن نشحذ الهمم ونجتهد جميعاً وبمنتهى الجدية والمثابرة للقضاء على مظاهر التصدع والفوضي، كى ننعم معاً بالاستقرار والأمن والأمان، بعد أن أُنهكنا كثيرا خلال الفترة الماضيةعلى يد أصحاب الأفكار الظلامية والرؤى التكفيرية. اليوم وليس غدا نحن فى أمس الحاجة إلى الملايين التى خرجت لتأييد السيسي، فى الانتخابات الرئاسية وفى الشوارع والميادين، كلُ فى مجاله حتى نسهم فى تعافى الاقتصاد المصري، ونزيل الفجوة الطبقية الهائلة. وعلينا أن نعمل على الحد من هذا التهميش الممنهج لفئات بعينها. أعتقد أن واجبنا الوطنى اليوم يفرض علينا الاجتهاد فى إزالة سحب الخراب التى ألمت بنا، ونبدأ فى تعمير مصر الجديدة، بسواعد لا تعترف بفساد أو محسوبية، ولا بأزلام السلطة الذين عبثوا كثيرا بأرواح الغلابة دون حسيب أو رقيب. الملايين التى ضغطت معنويا على المشير عبد الفتاح السيسى ليتخلى عن زيه العسكرى وانتخبته اليوم رئيسا للبلاد، عليها أن ترد الجميل له، عليها أن تسانده وتشاركه فى تحقيق كل متطلبات ثورتى 25 يناير و30 يونيو، على الأقل إكراماَ لأرواح الشهداء من خيرة شبابنا الذين فقدناهم، وهم يحاولون الوصول معنا إلى هذا اليوم الذى مارسنا فيه حقنا الديمقراطى فى الاختيار. لذلك ودون تخاذل أو تكاسل من الضرورى أن نعى جيدا أنه لامجال لعاطل أو متواكل. فقد آن الأوان أن نصبح جميعا يدا واحدة تعمل بكل قوة، لنحقق سريعا بعض الإنجازات الملموسة التى بدورها سوف تمنحنا الشعور بالرضا، والرغبة فى الاستمرار ومواصلة العمل للتغيير والتقدم نحو الأفضل، الذى طالما سعينا إليه. فقط علينا أن نضرب بيد من حديد وبمنتهى القوة كل من يحاول أن ينال من المؤسسات والأجهزة التى تعمل لمصلحة هذا البلد، حتى ننعم بالاستقرار الداخلى الذى يفتح الطريق على مصراعيه للتنمية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والنهوض بالسياحة، التى تعد من أهم موارد الدخل القومي. وهذه الاجواء تفتح أبواب الرزق لقطاع كبير من المواطنين، الجادين والراغبين فى حياة أفضل على أرض الوطن . اليوم وليس غدا علينا أن نطالب الملايين المؤيدة للرئيس السيسي، بالعمل بمنتهى الجدية والمهنية، مسلحين بالروح الجديدة. روح تعرف معنى تحقيق حلم شعب يصبو إلى النهوض ببلده، والوصول به إلى المكانة التى يستحقها، حيث احترام القانون، والعلاقة الصحيحة بين الحاكم والمحكوم. الأيام المقبلة المتوقع أن توفر لكل مواطن حقه فى العيش والحرية والعدال الاجتماعية. من هنا علينا أن نشارك الرئيس المنتخب رغبته العارمة فى العمل بجد ودأب كى تستعيد مصر دورها الريادى ومكانتها اللائقة. لمزيد من مقالات هالة برعى