كانت كعادتها دائما تبهر الجميع وتتصدر المشهد باستمرار وتضرب لنفسها ولكل بنى جنسها على وجه الأرض أن الواحدة منهن ب «100 راجل» إنها المرأة المصرية التى كانت الورقة الرابحة كما رأينا فى الاستفتاء لقد خرجت واصطفت منذ ساعات الصباح الأولى فى طوابير الاستفتاء لتؤكد للجميع مدى وعيها وإدراكها للواقع وحجم طموحها فى مستقبل يقدرها ويضعها فى مكانتها اللائقة. سيدات مصر مسنات وشابات متزوجات وآنسات متعلمات وأميات منتقبات ومحجبات ومتتحررات.. مسلمات ومسيحيات خرجن جميعا ليكن أداة الانتصار فى تلك المعركة الهامة وكن بالفعل وانتصرت مصر بنسائها. اقتربنا من إحدى السيدات وتدعى أم حسين 55 سنة تقول أنا نازلة أنا وأولادى علشان أحتفل بالعروسة مصر هى رجعت لينا هيحرصها ربنا من كل شر مرت علينا صعاب كثيرة لكن اللى جاى هيكون أفضل. وأما الحاجة رجاء ربة منزل 65 سنة فقالت لو بلغت أرذل العمر وشعرت أن مصر تحتاجنى سوف ألبى الطلب أنا نزلت وأخذت أولادى وأحفادى علشان ده الوقت اللى لازم نبقى رجاله فيه ونكون على قلب رجل واحد حتى تمر هذه الرياح بسلام. أما الحاجة حسنية 50 سنة كانت تقف أمام إحدى اللجان بعين شمس وتهنىء كل من يخرج من اللجنة وبسؤالها قالت أنا أشعر النهارده شعور نصر حرب 73 بل أكثر لأن العدو كنا نعرفه أما نحن الآن ننتصر على عدو كان يظهر لنا أنه حبيب. وفى إحدى اللجان بالعباسية وجدنا سيدة تقف فى الطابور وتحمل وليدها حديث الولادة وتقف تنتظر دورها. قالت أنا نزلت لأننى أشعر بالمسئولية تجاه بلدى لا يمكن أن يكون هناك مصرى شرب من نيل هذا الوطن ولا يقدر هذه اللحظات نحن نحلم بالاستقرار علشان أولادنا ونحلم أن تكون مصر رائدة العالم وستكون إن شاء الله شئنا أم أبينا. وتقول المستشارة مرام قدرى إن هذه المرة فى الاستفتاء تختلف عن المرة الماضية أولا عدد الإقبال أكثر ثانيا الناس نازلة بفرحة حتى الذى لا يعرف القراءة والكتابة نازل علشان يحلم بالاستقرار. ونحن نمر على اللجان وجدنا من داخل إحدى اللجان مشهدًا لن يستطيع القلم أن يصفه فلن توجد عبارات له.. سيدة فاقدة البصر ويمسك بيدها ابنها كى تدلى بصوتها ويقول ابنها إن أمى أصرت النزول للمشاركة فى هذا الحدث فهى تعلم تماما أن هذه اللحظات التى تمر بها مصر لحظات حرجة لم يمنعها فقدانها بصرها لأنها تمشى بنور قلبها والممتلىء بحب مصر. الدكتورة ميرفت التلاوى عضو لجنة الخمسين ورئيس المجلس القومى للمرأة نتمنى مستقبل أفضل لمصر ملىء بالاستثمار العربية والأجنبية ونعيد تعمير مصر مرة أخرى فى السويس والصحراء الغربية وحلايب وشلاتين فالدستور يعد بداية لمصر جديدة فبداخله وضعت أسس تضمن وجود حريات أكثر وقواعد ثابتة لحماية وتحقيق الأمن بكل معانيه. وكشفت التلاوى عن أن ثورة المصريين أفسدت المخطط الأمريكى لتقسيم مصر والتنازل عن بعض من أراضيها فقد عز عليهم أن تتحكم مصر فى أهم ممر مائى على مستوى العالم وأكدت على أن لجنة الخمسين كانت قد استقرت على أن اجراء الانتخابات الرئاسية أولا يحقق الاستقرار لكونه سيقصر المرحلة الانتقالية ويضع مصر على اعتاب بناء اركانها من جديد. وأكدت السفيرة منى عمر أمين عام المجلس القومى للمرأة أن المشاركة فى الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد واجب وطنى على كل مصرى حر حريص على حاضر ومستقبل وطنه والمرأة المصرية خاصة التى تمثل أكثر من 23 مليون صوت انتخابى من إجمالى 51 مليون صوت لهم الانتخابى كما أكدت أن مشروع الدستور هو ميلاد جديد للديمقراطية فى مصر والسبيل نحو تحقيق الاستقرار، وحماية إرادة الوطن وصون الحريات ووضع الأسس لبناء دولة حديثة تحقق المساواة بين الجميع دون أى تمييز أو تفرقة ويفتح أمامنا طريق المستقبل. وأشارت منى عمر إلى أن الاستفتاء على الدستور هو البداية الفعلية لتنفيذ خارطة الطريق التى اقرها الشعب المصرى حين خرج بالملايين فى ثورة 30 يونيو ليعلن وقوفه ضد الظلم والاستعباد والفاشية، وكانت المرأة فى مقدمة الصفوف التى قدمت التضحيات بالروح والدماء فداء للوطن. وأكدت أن خروجنا للاستفتاء هو إثبات للعالم أن عزيمتنا وإرادتنا لن يكسرها أى إرهاب خسيس يسعى إلى اسكات اصواتنا وترويعنا من أجل إفشال ثورتنا التى مازلنا نضع أساسها، والتى سيكون الدستور هو أول لبنة لها. قال قدرى أبو حسين الأمين العام لجبهة مصر بلدى ومحافظ حلوان السابق إن خروج الشعب المصرى للاستفتاء شىء رائع وما فعله المصريون أكبر من كل التوقعات وكان ملفتًا للنظر خروج المرأة المصرية بهذه الكثافة المؤثرة وبهذه الشجاعة وأثبتت بأنها ليست عضوًا فاعلاً فقط وإنما العضو الأكثر فاعلية فى المجتمع المصرى وما أظهره المجتمع المصرى شىء رائع لأنه يوم فارق فى تاريخ مصر وهو تاريخ لمرحلة جديدة بكل ما فيها من أمور اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية، وعندما مررت على بعض اللجان وجدت الفرحة تعم الشعب المصرى وسعدت للغاية عندما وجدت الناس فى اللجان منذ الصباح الباكر وانتظمت فى الطابور دون كلل أو ملل ووجدت نفس الصورة فى الصعيد ومختلف المحافظات سواء الوجه البحرى أو القبلى من خلال جولات جبهة «مصر بلدى» فى كافة المحافظات ووجدت هناك إقبالاً كبيرًا جدا فقد أصبح هناك وعى كامل لدى الشعب والنتيجة خروج الناس بهذا الكم لكى يعلنوا عن رأيهم فى كل مكان فى مصر ورأيت فرحة الناس عندما ذهبت لكى أدلى بصوتى فى مدرسة الروضة الإعدادية بنين حيث شعرت أنهم يعملون شيئا لبلدهم وفى كل مرة الشعب المصرى يثبت للعالم كله أنه شعب عظيم يريد التقدم والرقى والنهوض ببلده إلى مصاف الدول المتقدمة وشعب مصر يستحق الرخاء والتقدم فى كل مجالات الحياة والهدف الأسمى لجبهة «مصر بلدى» هو العبور بمصر إلى المستقبل وهو ما نسعى إليه جميعا من خلال تنمية شاملة واقتصاد قوى يحقق لكل أفراد المجتمع العدل والمساواة والرخاء والأمن واستقرار الوطن هو الهدف الأسمى للجبهة. وأضاف قدرى أن جبهة مصر بلدى فى أول مؤتمر لها طالبت بإقامة الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية وأن الفريق عبد الفتاح السيسى هو أفضل الشخصيات لقيادة مصر فى هذه المرحلة. وقال المتحدث الرسمى باسم جبهة «مصر بلدى» مصطفى بكرى إن الجبهة تابعت بمزيد من الفخر الخروج الكبير لجماهير الشعب المصرى فى قرى ونجوع ومراكز ومدن الجمهورية، مؤكدة ثقتها فى تحقيق النصر الكامل بإرادة الشعب وقراره. ودعت الجبهة كل المصريين الذين يجاهدون فى ميادين العمل والإنتاج إلى الخروج فرادى وجماعات للاستفتاء على دستور المستقبل، استكمالا لمسيرة وطننا الذى نريده ونرضاه جميعا. وأكد المتحدث الرسمى للجبهة أن الخروج الكبير على الاستفتاء.