ربما تكون مصادفة أن يتوافق مضمون ما جاء فى خطاب الوداع الصادق والمؤثر للرئيس المؤقت عدلى منصور مع برقية التهنئة التى أرسلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبداللَّه بن عبدالعزيز آل سعود إلى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي. لم تكن رسالة خادم الحرمين الشريفين مجرد برقية تهنئة «بروتوكولية».. لكنها كانت خطاب محب مخلص لوطنه الثانى مصر حريص على وحدة شعبه واستقرار أمنه ليستحق عن جدارة لقب حكيم العرب.. وهو الوصف الذى أطلقه عليه الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى فى معرض حديثه عن مواقف خادم الحرمين الجليلة المساندة لمصر وشعبها.. ولقد تضمنت برقية الملك عبداللَّه العديد من الوصايا والنقاط المهمة التى يجب فهمها وتداركها خلال المرحلة المقبلة أبرزها ما يلي: أولا: أن الفوضى الخلاَّقة التى عانى منها الشعب المصرى أخيرا هى فوضى دخيلة علينا حان وقت قطافها دون هوادة لتعود مصر أقوى مما كانت عليه. ثانيا: ضرورة تكاتف شعب مصر (رجالا ونساءا) على قلب رجل واحد.. وأن يكون روحا واحدة.. وأن يتحلوا بالصبر ليكونوا عونا لرئيسهم بعد اللَّه من أجل تخطى كل الصعاب والعثرات. ثالثا: لا يستقيم ميزان الحكم إلا بالعدل ونبذ الظلم. رابعا: الابتعاد عن بطانة السوء لأنها تجمل وجه الظلم القبيح غير آبهة إلا بمصالحها الخاصة.. وهؤلاء هم أعوان الشيطان وجنده فى الأرض. خامسا: ضرورة تقبل الرأى الآخر مهما كان توجهه وفق حوار وطنى مع كل الفئات ما لم تلوث يدها بسفك دماء الأبرياء.. فالحوار متى ألتقى على هدف واحد نبيل وحسنت فيه النيات فإن النفس لا تأنف منه ولا تكبر عليه. على الجانب الآخر .. فقد جاءت كلمة الرئيس المؤقت المنتهية ولايته المستشار عدلى منصور مفعمة بالصدق والمشاعر الجيَّاشة وأرسل من خلالها العديد من النصائح المخلصة للرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي.. أبرزها: أولا: كن قائدا عظيما.. وأبا رحيما.. وأَحسن اختيار معاونيك فهم سندك على ما سيواجهك من مشكلات داخلية صعبة ووضع إقليمى مضطرب وواقع دولى لا يعرف إلا لغة القوة والمصالح. ثانيا: أحذر جماعات المصالح التى تود أن تستغل المناخ الجديد بطمس الحقائق وغسل السمعة وخلق عالم من الاستفادة الجشعة. ثالثا: أوصيك بالمرأة المصرية خيرا.. فقد أثبتت أن مشاركتها نشطة فاعلة ووعيها ناضج متحضر. رابعا: اكفل للقضاء المصرى استقلاله.. إعمالا لنصوص الدستور.. فهو الحصن المنيع الذى يحقق محاسبة عادلة.. فالعدل اساس الملك. خامسا: أوصيك بالشعب الصابر خيرا.. فحقوق الانسان لا تقتصر على الحقوق السياسية والحريات المدنية فقط.. وإنما تمتد لتشمل نطاقا أوسع.. ومفهوما أعمق يرتبط ارتباطا مباشرا بالتنمية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية. سادسا: ضرورة تجديد الخطاب الدينى ليصبح جزءا من حركة تنويرية شاملة.. لا تقتصر فقط على الجانب الأخلاقى والقيمي.. وإنما تستهدف الارتقاء بالذوق المصرى العام.. وتشارك فيها كافة المرافق الثقافية. سابعا: مصر القبطية جزء لا يتجزأ من نسيج هذا البلد الطيب المبارك ومكون أصيل من تاريخ مصر الثري.. وأن مصر ستظل دوما وإلى انقضاء الدهر أمة واحدة. هذا ما يخص القائد عبدالفتاح السيسى أما ما يخص الشعب المصرى فقد خاطبه المستشار الجليل عدلى منصور الذى يستحق أن نطلق عليه لقب حكيم مصر قائلا: استوصوا بمصر خيرا.. أحبوها عملا.. لا قولا.. ليرحم بعضكم بعضا.. وليترفق قويكم بضعيفكم.. وليوقر صغيركم كبيركم.. أعملوا كثيرا وتحدثوا قليلا.. كونوا على ثقة فى أن غرسكم الطيب سيخرج نباته طيبا بإذن اللَّه.. وتعرفوا على اللَّه فى الرخاء.. يتعرف إليكم فى الشدة.. صفَّوا نفوسكم واعملوا قلوبكم بالمحبة والوفاء لوطنكم ولبعضكم البعض.. فإن اللَّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. هذه وصايا حكيمى العرب ومصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبداللَّه بن عبدالعزيز والمستشار الجليل عدلى منصور للشعب المصرى العظيم ورئيسه المنتخب عبدالفتاح السيسي.. وظنى أنها وصايا يجب الإنصات إليها والعمل بها لتظل راية مصر مرفوعة خفاقة.. وتعود أرضها سمراء بلون النيل.. خضراء بلون أغصان الزيتون دوما كما كانت وأفضل بإذن اللَّه. لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة