رقصت نساء مصر على" واحدة و نص" تحت شعار رقصتك أمانه فلا تبخلي بها على وطنك، فجميع الفتيات عبرن عن حب مصر بهز الوسط و الرقص أمام اللجان في انتخابات الرئاسة،، و من الواضح أن الأنتخابات نجحت في فك الكبت عند المصريات بالرقص و هز "الوسط" و كأن نساء مصر خرجوا من قمقم الأستعباد إلي حرية التعبير بالرقص على "واحدة ونص" ،، فمن الاسكندرية إلي أسوان شاهدنا مقاطع فيديو بها فتيات كثيرات حرصن على الرقص أمام لجنة الأنتخابات في وصلات فردية و جماعية و تناقلتها وسائل الأعلام و مواقع التواصل الأجتماعي ،، و أخرى لبعض الفنانات و المذيعات و هن يرقصن وسط المواطنين أمام اللجان الأنتخابية بعد إدلائهن بأصواتهن،، ذكرني هذا بليلة "الحنة" التي تقوم فيها النساء بالرقص أمام العروس مجامله لها. فالرقص على أنغام أغنية "بشرة خير" و من قبلها "تسلم ألأيادي" أصبحت ظاهرة واسعه في الأنتخابات المصرية، فما السبب و الدافع لذلك؟ و هل هو تعبير عن مزاج سياسي متفائل أم محبط؟ مشهد تكرر وصار مقبولا لمؤيديه، ينتظره الملايين ، موافقون أو معارضون، بدأ في الأستفتاء على الدستور حيث لوحظ إنتشار ظاهرة الرقص دون خوف أو حرج، كبارا وصغار او إعلاميو التوك شو و السياسيون أعتبروا هذه الظاهرة إنعكاس حب و تقدير هؤلاء للوطن ورغبتهن في أستقرار يعبرن عنه بالرقص. و بعد السؤال ومناقشة الظاهرة مع البعض، منهم من لا يري عيبا فيها طالما كانت في إطار غير مبتذل وتساءل ما الفرق بين الرقص أمام صناديق الأقتراع ورقص نفس السيدة مثلا في حفل زفاف أبنها أو شقيقها !! الحالتين تعبير عن الفرحه في نظر من يؤيد، و البعض الآخر يرفض هذا المشهد تماما و يراها تستفزه وتشويه للمرأة المصرية و أنه منافي لطبيعة الشعب المصري المحافظ. و ما بين مؤيد و معارض لها يرى بعضا من أساتذة علم النفس أن الرقص أمام اللجان الأنتخابيه ظاهره لها أكثر من مبرر، فالناس طوال فترة الرئيس المخلوع "حسني مبارك" كانت تعاني من الكبت و الضغط النفسي الشديد ..فلما جاءت الثوره كسروا حاجز الخوف و شعروا بأنهم أستعادوا حريتهم في الحزن و الفرح على السواء. الأنتخابات كانت فرصة للتعبير بلا خوف عن المشاعر المكبوتة كما يظهر في أغلب المناسبات الجماهيرية العامه، و التعبير بالرقص مع الموسيقى هو إحدى سمات الشخصية المصرية، الرقص تعبير عن الفرحة و يجب ألا نأخذه على محمل سلبي إنما هو تعبير عن البهجه في أبسط صورها بشكل تلقائي و غير متكلف. و أنا رغم معارضتي لهذا المشهد ألا أنه كان علينا فهم دوافع هذا المشهد الراقص الذي أراه تركيبة خوف و بحث عن بارقة أمل و طموح في البحث عن الأستقرار كل ذلك دفعهم للتعبير عن فرحتهم و كأنهم حققوا أنتصارا بصرف النظر عن طبيعة الأنتصار. [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد