من المكونات الأساسية لكل دولة العلم الذى يرمز إليها, ويعكس تاريخها وواقعها، والنشيد الوطنى الذى يجسد كل مشاعر حب الوطن، فالعلم والنشيد والسلام الوطنى هى رموز الدولة. وقد شكلت ثورة 25 يناير علامة فارقة فى علاقة المصريين بالعلم، ورأينا لأول مرة منذ سنوات طويلة علم مصر يرفرف على شرفات المنازل وفى الشوارع وعلى السيارات، وفى أيدى الجميع صغارا وكبارا يرفعونه بكل فخر واعتزاز. لكن مع مرور الوقت شاهدنا مواقف لا تليق من البعض عند التعامل مع العلم والنشيد الوطنى للبلاد، ورأينا من يرفض الوقوف عند عزف السلام الوطني، واكتشفنا وجود مدارس لا تعترف بتحية العلم، مع ما يصاحب ذلك من ثقافة تمثل إهانة كبيرة لرموز الدولة. لذلك كان من المهم ونحن على أعتاب جمهورية جديدة تعكس مفاهيم وطموحات ثورتى 25 يناير و30 يونيو، أن يصدر قانون جديد، ينظم كل ما يتعلق بعلم مصر، والنشيد والسلام الوطني، تلك الرموز التى ننظر لها بكل إجلال واحترام، ويقنن عقوبة إهانتها، ومجالات الاهتمام بها. ولعل أهم ما ورد فى هذا القانون هو التأكيد على رفع العلم فى المؤسسات التعليمية، وأداء تحية العلم كل يوم دراسى فى مراحل التعليم قبل الجامعي، وحظر رفع أو عرض أو تداول العلم إذا كان تالفا أو مستهلكا أو باهت الألوان، أو بأي طريقة أخرى غير لائقة، أو إضافة صور أو تصاميم عليه أو استخدامه كعلامة تجارية. إلى جانب وجوب الوقوف احتراما عند عزف السلام الوطني، وفرض عقوبات على من يخالف هذا القانون. إن علم مصر ليس مجرد قطعة قماش نرفعها فى المناسبات، ولكنه رمز لكفاح شعب ناضل طويلا من أجل الحرية والكرامة والعيش الكريم، ففى ظل هذا العلم استردت مصر قناة السويس وشيدت بعرق ودماء أبنائها السد العالي، وتصدت لكل عدوان استعماري. وفى ظل هذا العلم عبرنا الهزيمة وحررنا أرضنا فى سيناء، وبدأنا معركة البناء والتنمية، وأطاح الشعب المصرى العظيم بنظامى حكم اعتمدا على الاستبداد. وفى ظل هذا العلم نبدأ الآن مرحلة جديدة لتحقيق آمال وطموحات المصريين، والانطلاق نحو المستقبل. لمزيد من مقالات رأى الاهرام