إستطاع الإعلام الرسمى أن يكون على قدر الحدث بالتوازن والحيادية فى تغطيته لفعاليات الإنتخابات الرئاسية.. هذا ما أكده خبراءالإعلام حيث أشادوا بالتغطية التى إلتزم بها التليفزيون المصرى والمحطات الإذاعية التابعة لإتحاد الإذاعة والتليفزيون كما تمت الإشادة بالإعلام الخاص فى بعض القنوات التى إلتزمت بالمعايير المهنية بينما كان هناك تفاوت فى التغطية الحيادية بسبب عدم إلتزام بعض القنوات بالمعايير المهنية، وبوجه عام فقد وضع الإعلام المشاهد فى قلب الحدث من أسوان وحلايب وشلاتين حتى سيناء مرورا بكل محافظات ومدن وقرى الجمهورية من خلال شبكات للمراسليين طافت كل اللجان ونقلت الكرنفال الديمقراطى بطاقات بشرية وتكنولوجية عالية المستوى عن هذه التغطية بإيجابياتها وسلبياتها، وحول الأداء الاعلامى بوجه عام كانت لنا هذه اللقاءات من أجل التقييم والتصويب. تقول الدكتورة هويدا مصطفى رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة: أرى إن التليفزيون المصرى تفوق وأدى دورا متميزا ومتوازنا منذ أن بدأ بحملة الدعاية للحث على المشاركة فكان لديه أداء متوازن وهو ما تم رصده من جانبنا كلجنة لقييم الأداء فى تقريرين تمت الإشادة فيهما بالتليفزيون المصرى والإذاعة المصرية وقد تميزت التغطية بالمهنية ولم تكن موجهة وكانت فى إتجاه التحفيز للمشاركة بدون إفتعال أو تجاوز، كما استخدم التليفزيون أحدث التقنيات من خلال استوديو 2 وتحديثه بتكنولوجيا أتاحت تقديم المؤشرات والتحليلات بشكل جذاب. وتضيف د.هويدا ان القنوات الخاصة إجتهدت فى التغطية باستثناء بعض النماذج التى إبتعدت عن المهنية ولم تلتزم بالمعايير وتجاوزت فى بعض الحالات وإخترقت الصمت الإنتخابى وقدمت إستطلاعات للرأى وانطباعات غير صحيحة، كما قامت بعض القنوات الخاصة بإستفزاز المشاهدين فى أسلوب الحشد. ويقول الدكتور حمدى حسن عميد كلية الإعلام بجامعة مصر الدولية: لاشك أن هناك طفرة فى الإعلام الرسمى بجميع أنواعه سواء المرئى أو المسوع أو الصحافة ومن هنا أطالب الرئيس المقبل بدعم إعلام الدولة لأنه لاتوجد حكومة بدون إعلام ولا أقصد هنا الدفاع عن الحكومة على طول الخط ولكن مطلوب إعلام يكشف الحقيقة دون إثارة أو مصالح شخصية، إعلام للتنوير والثقافة وبناء الفكر. ويضيف أن هناك جهدا فى التغطية الإعلامية للإنتخابات فى الإعلام الخاص أيضا من خلال إنتشار للمراسليين وإستوديوهات التحليل مجهزة على مستوى عال ولكن تبقى بعض السلبيات التى لو تم تداركها نكون قد وصلنا لمستوى راق وهى ضعف أداء المراسلين وعدم إلمام البعض منهم بطبيعة التقرير المصور والتدنى فى اللغة العربية واللباقة والحضور والصوت والنقص فى معلومات التقارير ومعظمها إنطباعات شخصية وتقول الدكتورة هبة شاهين رئيس قسم الإعلام بأداب عين شمس: كانت التغطية متوازنة ومكثفة فى وسائل الإعلام الرسمية ووضح أيضا أن هناك جهدا كبيرا فى النقل والمتابعة والتحليل فى القنوات الخاصة ولكن كان ينبغى التركيز أكثر على الجمهور بعد عرض مشاهد عديدة ومكررة لبعض المسئولين، كما لم تحصل المراة على حقها الكافى من اللقاءات وأيضا الجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى ومع ذلك فقد أصبح المشاهد المصرى فى غنى عن الفضائيات الخارجية وهذا مكسب كبير للإعلام المصرى وتقول الدكتورة نرمين خضر أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ان هناك إيجابيات فى التغطية تميز بها الإعلام الوطنى منها إنتشار للمراسلين فى كل المحافظات وعمليات الحشد التى إتبعتها القنوات فى حث المواطنيين على الذهاب للتصويت وأيضا مصداقية الإعلام فى تناوله للإقبال خاصة فى اليوم الأول وتضيف أن من السلبيات التى وضحت فى الإعلام الخاص بالتحديد أن بعض المذيعين يعرض وجهة نظره فى برنامجه بشكل لافت للنظر بينما كان يجب أن ينحى وجهة نظره ويترك هذا الأمر لضيف البرنامج كما ان هناك بعض البرامج إعتمدت على ضيوف لهم وجهة نظر واحدة وهذا ضد التوازن والحيادية.وتقول إن التلفزيون المصرى إستوعب درس تغطيته لثورة 25 يناير وبدأ فى التطور بشكل جيد ومازال لديه الافضل الذى يمكن تقديمه رغم الظروف الإقتصادية الصعبة التى يمر بها بخلاف الفضائيات الخاصة التى تمتلك كل مقومات النجاح. ويقول د.عبد الله زلطة أستاذ الإعلام بجامعة بنها: أشيد بتغطية التليفزيون المصرى التى جاءت محايدة ومتوازنه فى كل قنواته ومحطاته الإذاعية فهو بالفعل أكد أنه يدرك حجم المسئولية الملقاه على عاتقه فتميز بالموضوعية وعدم إبداء آراء تؤثر فى سير العملية الإنتخابية ، وبالنسبة للقنوات الخاصة فمن الطبيعى فى كل الدول المتقدمة أن يكون للإعلام الخاص توجه خاص به وإنحياز من جانبه ولذلك فلا نلومه على ذلك، إنما يؤخذ عليه أن بعض المذيعين قاموا ولا يزالون يقومون بدور الزعماء السياسيين والخطباء وهو ليس دور مقدم البرنامج بل عليه الإلتزام بأن يدير دفة الحوار مع الضيوف وأن يكون موضوعيا ويتيح الفرصة لكل الآراء.