منذ ايام اعاد الدكتور احمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الى اذهاننا الصورة الوضاءة لذلك البيت الثقافى الكبير، حين اصدر طبعة جديدة من مسرحيات الدكتور فوزى فهمى: (لعبة السلطان) و(الفارس والاسيرة) و(عودة الغائب) التى عرضها المسرح القومى بين عامى 1977 - 1986 من بطولة نور الشريف – عايدة عبد العزيز – عبد الرحمن ابو زهرة – محمود ياسين – فردوس عبد الحميد. وكانت فرصة لاعاود- من جديد- لقائى بالدكتور فوزى على الورق، وان استدعى بعض الافكار الخلاقة لتلك المسرحيات التى كانت خليطا بين التاريخ والاسطورة ووقائع الحاضر حفل بانساق عديدة للتعبير المسرحى من الارسطية الى البريختية، والتى يتقن الدكتور فوزى فهمى اعادة انتاجها لمرات، وتوظيفها لمرات اخرى، طارحا رؤيته لصراعات وازمات آنية، وبخاصة ما يتعلق منها بلعبة الحكم والحرية.. عدت بسبب هذا النص الى لقاء الدكتور فوزى، الذى تأثرت- كثيرا- بغيابه عن صفحات هذه الجريدة بعدما كان لى ونسا واستاذا وآمرا عظيما للقلم. نهايته.. المسرحيات الثلاث تدور- بشكل او باخر- حول الصراعات والضغوط التى تكتنف لعبة الحكم، وتتجاذب السلطان او الملك او الحاكم بين اعتبارات- جد- متعارضة.. كانت تلك التراجيديا حاضرة فى ازمة مواجهة الحاكم للعالم بصورته الحقيقية فى (الفارس والاسيرة)، اذ- ربما ينجح ذلك الحاكم فى مواجهة النفس بشجاعة هى ليست كل شىء، ولكن فشله كان فى ان يواجه شعبه بالحقيقة، وهذه سقطته ومسئوليته.. وفى (عودة الغائب) طرح المؤلف قانونا سياسيا قاطعا يقول ان على الحاكم- وحده- تحمل نتيجة اختياراته كفرد، لا ان يدفع اهل وطنه ذلك الثمن، وقد تجلى ذلك القانون من خلال رواية الحرب بين "بيروس" المواطن فى اسبرطة وبين "باريس" ملك طروادة بسبب "هيلين" زوجة "مينلاوس" مليك اسبرطة والتى اختطفها باريس.. اما فى (لعبة السلطان) فكانت الثورة على ارادة الحاكم والعبور الى حرية الاختيار هى الفكرة السائدة فى المسرحية.. النص هو استعراض لثلاث مسرحيات عظيمة الفها كاتب لم يقدره بعض الجهلاء حق قدره. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع