فى محاولة لإثبات نجاح ثورتهم وتحدى النفوذ الروسى ، تدفق ملايين الأوكرانيين أمس على لجان الاقتراع لاختيار رئيس جديد ستكون مهمته إعطاء شرعية لثورة ميدان الاستقلال ووضع حد لحركة التمرد فى الشرق بعد ثلاثة أشهر من الإطاحة بالرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش. وتدفق الناخبون بكثافة إلى مراكز الاقتراع فى العاصمة كييف المعروفة بنزعتها القومية غربا والعاصمة السابقة خاركيف ولؤلؤة البحر الأسود أوديسا ، لكن العنف مازال سيد الموقف فى شرق البلاد ، حيث انسحب مراقبون أوروبيون من منطقة دونيتسك مستشهدين بحملة «ترويع» انفصالية ضد مسئولى أوكرانيا. واتسمت نهاية الحملة بتصاعد المعارك «على الجبهة الشرقية» فى منطقة دونيتسك ، حيث لقى 26 شخصا معظمهم من الجنود الأوكرانيين مصرعهم فى معارك بين الانفصاليين والقوات الموالية لكييف. ويبلغ عدد الناخبين حوالى 36 مليون شخص ، لكن من المتوقع ألا يصوت حوالى 5 ملايين فى الشرق الأوكرانى ، أى حوالى 15٪ من أصوات الناخبين ، وخاصة فى شبه جزيرة القرم وفى منطقتى دونيتسك ولوجانسك بعد إعلان المناطق الثلاث استقلالها عن البلاد. وتنافس فى هذه الانتخابات 18 مرشحا، وإذا لم يحصل أحد المرشحين على الأغلبية المطلقة «50٪ + 1» ، سيتم إجراء جولة إعادة بين الاثنين الحاصلين على أعلى عدد من الأصوات. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز الملياردير بترو بوروشينكو ملك الشيكولاتة الذى جمع ثروته فى التسعينات على أنقاض الاتحاد السوفييتي. وتقدر ثروة بوروشينكو - 48 عاما - بحوالى 1،6 مليار دولار. وفى هذه الأثناء ، قالت ناخبة تدعى أرينا بيليك «أتمنى حدوث تغيير مثلما يأمل كل شعب أوكرانيا». وأضاف ناخب يدعى أناتولى فيدوسوف «نحتاج الى الحرية لمكافحة الفساد .. ويجب سجن أعضاء العصابات .. هذا كل ما نحتاج له». وفى موسكو ، شارك الأوكرانيون المقيمون فى روسيا فى الانتخابات الرئاسية ، حيث أدلوا بأصواتهم أمام 6 لجان انتخابية مخصصة لهم.