دعا رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلى منصور جميع أبناء الشعب المصرى إلى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية والإدلاء بأصواتهم للمساهمة فى صياغة مستقبل هذا الوطن. وقال رئيس الجمهورية فى كلمته التى ألقاها أمس موجها كلامه لجميع المواطنين.. فهلموا بنا نكمل البنيان ونعمق معانى المشاركة السياسية ليس فقط بالتعبير عن الرأى «تأييدا أو معارضة» ولكن من خلال أصواتنا أيضا. وأكد رئيس الجمهورية أن كل مؤسسات الدولة الرسمية وفى القلب منها مؤسسة الرئاسة تقف على مسافات متساوية من مرشحى الرئاسة ولم ولن توجه مواطنا أو مواطنة لاختيار معين. ووصف منصور هذه المناسبة بأنها يوم عظيم فى تاريخ مصر لتبدأ بعدها مرحلة البناء والتمكين لهذه الأمة التى قامت بثورتين عظيمتين فى 25 يناير و30 يونيو. السيدات والسادة.. شعب مصر العظيم.. يشهد وطننا الحبيب غدا وبعد غد.. يومين جديدين من أيام ملحمة الديمقراطية الوطنية.. من أجل مستقبل أفضل لمصر.. وغد مشرق لأبنائها. ستعقد الانتخابات الرئاسية.. الاستحقاق الرئيسى الثاني.. لخارطة مستقبل هذا الوطن.. التى صاغتها القوى الوطنية فى الثالث من يوليو 2013.. والتى أثق أننا سنتمكن من إنجازها.. بعون من الله وتوفيقه. لقد قام هذا الشعب العظيم فى 25 يناير و30 يونيو بثورتين مجيدتين.. رفع فيهما راية الحق والعدل.. الحق فى عيش كريم.. وحريات مصانة.. وعدالة اجتماعية محققة. ضرب هذا الشعب للعالم بأسره.. مثلا يحتذى فى معانى الوطنية والوحدة.. والدفاع عن قيم إنسانية نبيلة.. والمطالبة بحقوق مشروعة.. طالما تم إهدارها.. وذهبت لمن لا يستحق.. لقد أثبت هذا الشعب وعيا سياسيا.. ونضجا ديمقراطيا.. يتناسب مع عراقة هذا البلد وعظمة تاريخه.. وسجل كفاحه وانتصاراته. أبناء الشعب المصرى العظيم.. ها أنتم تشهدون ثمار كفاحكم الوطني.. عملكم الشريف.. وجهدكم المخلص.. لتهنأ أرواح شهدائنا.. ولتنعم فى علياء الجنان.. فنحن على العهد محافظون.. وعلى درب الوحدة سائرون.. أنجزنا دستورنا الجديد.. وسننجز بإذن الله.. جميع استحقاقات خارطة مستقبلنا. - الإخوة والأخوات إن مؤسسات الدولة الرسمية.. وفى القلب منها.. مؤسسة الرئاسة المصرية.. تقف على مسافات متساوية من مرشحى الرئاسة المصرية.. ولم ولن توجه مواطنا أو مواطنة لاختيار معين.. وإنما نحرص جميعا على تأمين مشاركة شعبية واسعة.. تعمق معانى الديمقراطية.. وتثرى العملية السياسية فى مصر.. وتتناسب مع حجم التضحيات والتطلعات.. التى قدمها وطالب بها الشعب المصرى فى ثورتيه العظيمتين. لقد ضرب شعبنا العظيم مثالا فى التحضر والوعى السياسي.. وهذا المسلك الذى سلكه شعبنا الأبي.. وإن كان الأصعب.. إلا أنه المسار الصحيح.. الذى سيكتمل بإذن الله.. وسيتوج بالنجاح.. لتبدأ مرحلة جديدة من عمر هذه الأمة.. مرحلة البناء والتمكين.. التى تتطلب عملا جادا.. دءوبا متواصلا.. يحقق الصورة التى رسمناها لوطننا .. بمداد ثورتينا.. دماء شهدائنا.. وعرق شبابنا .. ودموع الأمهات المصريات. الأخوة والأخوات.. إن الديمقراطية.. عملية مستمرة متطورة.. لا يمكن بأى حال من الأحوال.. أن يتم اختزالها اختزالا مخلا.. فى إسقاط أنظمة الظلم والاستبداد.. وإنما يتعين أن تتطور وتنضج.. ليجنى الشعب ثمارها.. من خلال اختيار حر.. واع ومسئول.. لمن سيمثل رأس السلطة فى هذا البلد.. رئيس مصر القادم.. بكل ما تحوزه هذه الدولة من عظمة تاريخها وسمو حضارتها.. وبكل ما تواجهه من مشكلات حالية.. وبكل ما تتطلبه من استراتيجيات لبناء مستقبلها. فهلموا بنا نكمل البنيان.. نعمق معانى المشاركة السياسية.. ليس فقط بالتعبير عن آرائنا بحرية.. تأييدا أو معارضة.. ولكن أيضا من خلال أصواتنا.. التى يتعين أن ندلى بها.. فهى أمانة ومسئولية.. أردناها لأنفسنا.. تحقيقا لديمقراطية طالما نشدناها.. فليكن كل منا فاعلا فى وطنه.. مشاركا ومؤثرا فى مستقبله.. فمن يعزف عن المشاركة فى الحياة السياسية.. سيكون عرضة لأن يحكم بمن لا يرعى مصالحه. لننزل جميعا غدا وبعد غد.. لنعبر عن خيارنا الحر.. لنختار دون توجيه أو إملاء من نثق ونقتنع بقدرته على بناء وإدارة الدولة.. أيا كان هو.. لنحكم عقولنا.. ولنستفت قلوبنا.. ونتوكل على الله.. إنه نعم المولى ونعم النصير. لقد كانت سعادتى غامرة.. وأنا أتابع أبناء الوطن فى الخارج.. وحرصهم على الإدلاء بأصواتهم أكثر من أى وقت مضى فى تاريخنا المعاصر.. فشكرا لهم.. فقد أدوا الأمانة تجاه وطنهم الأم.. ولم يتخلوا عنه وقت الحاجة.. وأثق أن عطاءهم سيستمر فى مرحلة البناء المقبلة. إن كل مصرى ومصرية.. كل شاب وشابة.. كل أب وأم.. مدعوون جميعا.. إلى الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية.. للمساهمة فى صياغة مستقبل هذا الوطن.. فى تشييد بنائه الديمقراطي.. وإقامة قواعد حكمه.. على أسس من العدالة والمساواة.. والحقوق المشروعة للجميع.. ولنبرهن لأنفسنا وللعالم.. ان ما شهدته مصر.. لم يكن فورة مؤقتة.. استهدفت إسقاط نظام مستبد أو فاشل.. وإنما هى ثورة شعبية.. ناضجة ومكتملة.. تستهدف النجاح والبناء. حفظ الله مصر، ووفق أبناءها للعمل على رفعتها، ومن عليها بالأمن والرخاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،