رغم أن منصب رئيس إسرائيل شرفيا أكثر منه تنفيذيا فإن هناك معركة شرسة تدور رحاها بين عدد من السياسيين وغير السياسيين الإسرائيليين للفوز بهذا المنصب الرفيع الذى يشغله شمعون بيريز منذ سبع سنوات ويتركه خلال الاسابيع المقبلة. و من المتوقع أن تتم عملية اختيار الرئيس من جانب الكنيست خلال الشهر المقبل رغم محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الحاكم الفعلى للدولة العبرية عرقلة إجراء عملية الانتخاب وتأجيلها أو إلغاءها لعدم اقتناعه بالمرشحين الحاليين ، ومنذ نهاية مارس الماضى تشهد أروقة الكنيست محاولات من جانب بعض السياسيين للحصول على توقيع عشرة أعضاء على طلب الترشح وأول المرشحين الذى استطاع الحصول على تلك التوقيعات هو رئيس الكنيست الاسبق روبى ريفلين والذى خسر فى المعركة السابقة على المنصب أمام شمعون بيريز عام 2007 ويرى ريفلين فى نفسه المرشح الأنسب لهذا المنصب ولذلك يحاول بقدر ما يستطيع التقرب من أعضاء الكنيست للحصول على تأييدهم يوم التصويت، فأعضاء الكنيست ال 120 هم الذين يختارون فى اقتراع سرى رئيس الدولة، وهو أى روبى يحاول أن يذكر الجميع فى الكنيست أنه المرشح المفضل لدى غالبية المواطنين طبقا لما تظهره استطلاعات الرأى وأن الكنيست لا يمكنه تجاهل رغبة المواطنين وهناك أيضا مائير شطريت من حزب الحركة والذى يحظى بدعم علنى من جانب رئيسة حزبه تسيبى ليفنى، وهناك رئيسة الكنيست السابقة داليا اتسيك التى تتجول فى الفترة الاخيرة داخل أروقة الكنيست للحصول على تأييد ودعم أعضائه لترشيحها. أما قاضية المحكمة العليا السابقة داليا درونر فهى تجرى سباقا من نوع آخر مختلف تماما فهى لا تجرى لقاءات مباشرة مع أعضاء الكنيست لكن يتولى ذلك مندوبون عنها. وهناك أسماء بارزة اخرى تنضم لماراثون الانتخابات مثل بنيامين بن اليعازر من حزب العمل الذى يستغل شبكة التواصل الاجتماعى الفيس بوك للترويج لنفسه، والمرشحون الآخرون المحتملون هم الوزراء سيلفان شالوم الذى استجوبته الشرطة الاسرائيلية لمدة ساعتين خلال الايام الماضية على خلفية قضية تحرش جنسى بموظفة تحت رئاسته فى عام 1999. لكن شالوم محصن من الملاحقة القضائية فى هذه الواقعة بسبب سقوط هذا النوع من الجرائم بالتقادم فى إسرائيل بعد مضى عشر سنوات. أيضا العالم الإسرائيلى دان شختمان الحاصل على جائزة نوبل فى مجال الكيمياء أعلن عن نيته الترشح لرئاسة إسرائيل وقال انه سيبدأ خلال الأيام المقبلة مشاوراته مع أعضاء الكنيست للحصول على دعمهم فى معركة الانتخابات .. يبلغ شختمان من العمر 72 عاما وقد حصل على جائزة نوبل فى الكيمياء عام 2011 عن بحثه فى مجال البلورات الذى بدأه فى بداية الثمانينيات . وقال شختمان لصحيفة “معاريف” أعتقد أنه بإمكانى إحداث تغييرات إيجابية فى هذه البلاد وأوضح أنه يريد أن يكون رئيسا غير مسيس. وتابع قائلا : لم أكن يوما عضوا فى أى حزب وذكر شختمان أيضا أنه إن تم اختياره لشغل منصب الرئيس فإنه سيولى اهتمامه بمجال التربية والتعليم والتطور التكنولوجى ويدرك الجميع أن الرأى العام له أهمية كبرى فى حسم الامر فحوالى نصف اعضاء الكنيست أعضاء جدد أمضوا حوالى عام واحد فقط فى المنصب وهؤلاء من السهل التأثير عليهم من خلال وسائل الاعلام وربما هو أحد الاسباب التى تدفع المرشحين لإنشاء صفحات على الفيس بوك للتعريف بأنفسهم وحياتهم العائلية بن اليعازر على سبيل المثال كتب انه اصبح جدا وصفحة العالم شختمان تطلب ان يتم اختيار رئيس إسرائيل من خارج المجموعة السياسية أما القاضية درونر فهى تنشر على صفحتها كل أنشطتها الاجتماعية.