فى تصعيد ينذر بالخطر ، توفى أمس المواطن التركى أجور كورت الذى كان قد أصيب فى مظاهرات أمس الأول باسطنبول متأثرا بجراحه ،و يعد الضحية الثانية من المتظاهرين اللذين قتلا برصاص شرطة أردوغان خلال يومين . وكان كورت البالغ من العمر 22 عاما قد شارك فى المظاهرات التى جرت فى حى "أوك ميداني" وسط المدينة احتجاجا على حكومة حزب "العدالة والتنمية" لتسببها فى مأساة منجم "سوما" التى راح ضحيتها 301 عامل. واندلعت مواجهات جديدة صباح أمس فى اسطنبول بين قوات الأمن والمحتجين إثر الإعلان عن مقتل هذا المتظاهر. وكانت المدينة ذاتها قد شهدت مواجهات عنيفة بعد أن تصدت الشرطة للمظاهرات التى اعتبرتها غير قانونية مستخدمة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه. وذكرت مصادر إعلامية أن الأمن أطلق الأعيرة النارية على سبيل التخويف ، غير أن رصاصة أصابت كورت فى رأسه نقل على أثرها للمستشفى ، إلا أن الجهود التى بذلها الأطباء لإنقاذ حياته باءت بالفشل. وأعرب حسين موتلو محافظ اسطنبول عن أسفه للحادث ، وكان الأخير قد سبق وأعلن مواجهة أي مظاهرات غير مصرح بها. كما أصيب 10 أشخاص بينهم سبعة من رجال البوليس فى اشتباكات جديدة وقعت فى منطقة "أوك ميداني" باسطنبول بين الشرطة ومجموعة ملثمة يقدر عددها بحوالى 150 شخصا. وذكرت محطة "سي. إن. إن" تورك أمس أن المصابين يعانون من جروح مختلفة وأحدهم يعانى من إصابة خطيرة ، وكان المتظاهرون قد نظموا مسيرة فى " أوك ميداني" احتجاجا على مقتل الشاب أوجور كورت. فى الوقت نفسه ، حمل أورهان باموك الروائى التركى الحائز جائزة نوبل فى الآداب الحكومة الحالية مسئولية فاجعة سوما ، مشدداً على أن 301 عامل من عمال المنجم فقدوا حياتهم بسبب الإهمال الحكومي. وأضاف باموك فى حديث لمحطة إذاعية فرنسية نقلته وكالة جيهان المحلية أن حياة الإنسان فى تركيا باتت رخيصة جدا ، لافتًا إلى عدم وجود مساحة لحرية التعبير فى البلاد حتى لمجرد انتقاد أيديولوجية الخصخصة أو ظروف العمل السيئة. وأشار باموك الموجود فى فرنسا للمشاركة فى ندوة للروائيين العالميين إلى أن تركيا تسعى لكسب المزيد من الأموال كما هى الحال مع الرأسمالية فى أولى مراحلها ، لكن حياة الإنسان فيها لا قيمة لها على الإطلاق ، وكذلك حرية التعبير لا تجد متسعًا لها ، لدرجة أنه لا يسمح للإنسان فيها بانتقاد الأوضاع التى يعيشها ، منوها إلى أن الشاغل الوحيد للحكومة والمسئولين فيها هو كيفية تحقيق المزيد من الأرباح. من جانب آخر ، انتقد أهالى ضحايا سفينة "مافى مرمرة" للمساعدات الإنسانية عزم الحكومة التركية إعلان عفو خاص عن المعتدين الإسرائيليين فى الهجوم على السفينة أمام سواحل غزة قبل أربع سنوات ، والذى أدى إلى مصرع 9 مواطنين اتراك ، مؤكدين على أن هذا العفو لو صدر بالفعل فإنه سيعتبر بقعة سوداء فى تاريخ البلاد. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده أهالى الضحايا برفقة محاميهم فى مقر هيئة الإغاثة والحريات التركية ، حيث أشار أجور يلدريم المحامى المتحدث باسم أهالى الضحايا إلى أن الحكومة تعتزم سن قانون يفضى إلى عفو خاص عن "المجرمين" الإسرائيليين المعتدين على ركاب السفينة وهم فى طريقهم لفك الحصار عن قطاع غزة. ولفت يلدريم إلى أن الحكومة التركية تخطّط لتوقيع اتفاقية دولية مع إسرائيل لإنهاء هذه المشكلة دون موافقة أهالى الضحايا والمتضررين من الهجوم ، مشيرا إلى أن توقيع هذه الاتفاقية سينهى كل الإجراءات القانونية والدعاوى المرفوعة. واقتصاديا .. أكدت مؤسسة ستاندرد آند بورز تصنيفها الائتمانى للدين السيادى التركى بالعملة الأجنبية فى الأجلين البعيد والقريب عند بى وبى بى زائد ، وأبقت توقعاتها سلبية قائلة إن هذا يعكس استمرار المخاطر بشأن آفاق الاقتصاد التركي.