بعد أى إعلان عن حركة للمحافظين والتفكير فى تغيير محافظ أو أكثر، يتجدد الأمل لدى النساء اللاتى يجدن فى أنفسهن المقدرة لتولى منصب محافظ وتتصاعد أحلامهن إلى السماء أملا فى أن يحالف الحظ إحداهن أو أكثر ويظهر العنصر النسائى بين المحافظين الجدد.. ولكن سرعان ما يتلاشى الأمل وتتبدد الأحلام عندما تصدر الحركة بالفعل بدون أى عنصر نسائى.. وظل الحال هكذا منذ أن تقلدت المرأة المصرية قمة السلطة التنفيذية كوزيرة لأول مرة عام 1963 ممثلة فى الدكتورة حكمت أبوزيد التى تقلدت منصب وزيرة الشئون الاجتماعية آنذاك.. وحتى الآن ومع تغيير الرؤساء والأنظمة وقيام ثورتين ظل الحال كما هو عليه لمنصب المحافظ بالنسبة للمرأة.. ممنوع الاقتراب أو اللمس «احترس من المنصب» على طريقة «احترس من البوية».. رغم أن لدينا نائب محافظ امرأة وهى المهندسة نادية عبده نائب محافظ البحيرة، وسكرتير عام محافظة امرأتان هما سامية محرز سكرتير عام محافظة البحر الأحمر وكانت أول سيدة تتولى هذا المنصب على مستوى الجمهورية والمهندسة أحلام عبد العال سكرتير عام محافظة البحيرة، وسكرتير عام مساعد محافظ امرأة وهى هناء عبد العزيز سكرتير عام مساعد محافظة الدقهلية.. والسؤال هنا: لماذا حتى الآن المرأة مستبعدة من تولى منصب محافظ؟.. وهل متوقع فى المرحلة المقبلة أن يلتصق لقب "محافظ" بإحدى بنات حواء؟!.. ناقشنا الأمر من الناحية السياسية والاجتماعية والنفسية وكان التحقيق التالى: بداية سألنا محافظا سابقا من الجائز أن يشفى غليلنا كنساء بإجابته: يقول اللواء سيف جلال محافظ السويس الأسبق :للأسف الشديد أن الناس حتى الآن ليست متفهمة منصب المحافظ فهو يمثل جميع الوزارات الحكومية فى المحافظة التى يرأسها ومطلوب منه أن يدير كل هذه الأجهزة على مدار 24 ساعة يوميا، وإذا كانت المرأة لديها القدرة على أن تعمل فى أى مجال إلا أنها من الصعب عليها أن تغادر منزلها فى أوقات متأخرة من الليل عند حدوث كارثة ما وتتطلب وجود المحافظ.. وأتذكر أننى مكثت أسبوعا كاملا فى الشارع فى أثناء خدمتى عندما كسرت ماسورة صرف صحى وكان الأمر يتطلب منى المتابعة بنفسى.. إذا كانت المرأة تولت منصب وزيرة فإن منصب وزير أسهل بكثير من محافظ.. وإن كنت لا أمانع بتولى المرأة منصب محافظ ولكننى أشفق عليها لأنها وظيفة شاقة جدا وخاصة فى ظل الظروف الحالية من الانفلات الأمنى والانفلات الأخلاقى فمن الممكن أن يهاجمها مجموعة من الأفراد الخارجين عن القانون فى أى وقت دون اعتبار أنها سيدة أو حتى تشغل منصب محافظ.. ولكن عندما تستقر الأمور فمن الممكن أن تتولى المرأة هذا المنصب وتتحمل هى مشقته.. وبصفة عامة المفروض أن المرأة تشارك فى كل المواقع فهى نصف المجتمع من حيث العدد وتؤثر فى النصف الثانى إذن هى تمثل المجتمع كله . وتنفى تماما سامية محرز سكرتير عام محافظة البحر الأحمر صعوبة هذا المنصب على المرأة وتقول: ليس صحيحا أن المرأة عاجزة عن تأدية مهامه لأن السيدات اللاتى عملن فى المحليات من رؤساء قرى ومراكز واجهن مشاكل كثيرة وتغلبن عليها وتم حلها.. وعندما كنت رئيس حى ومدينة وجاءت مشكلة أنفلونزا الطيور كنت أنزل القرى فى أوقات متأخرة من الليل ولم أتهاون فى عملى بحجة أننى امرأة.. ومن المنظور المجتمعى يبرر د.رشاد عبد اللطيف أستاذ تنظيم المجتمع استبعاد المرأة من المنصب حتى الآن قائلا: هناك عدة عوامل أبرزها أن الثقافة المصرية والعربية بصفة عامة تحتاج لوقت لإعداد المرأة كمحافظ وأن هذا الوقت فى صالح المرأة حتى يتم إعدادها جيدا، كما أن المرأة هى التى استبعدت نفسها فليس هناك الإقدام والمطالبة منها بهذا المنصب بشكل ملح، ومن الممكن أيضا أنه ليس هناك امرأة تنطبق عليها الشروط التى تؤهلها لهذا المنصب، لأنه منصب شاق وممكن أن يتجول فى أى وقت ويتعرض للهجوم.