تحتوى الأغذية ذات المصدر النباتى (الخضراوات - الفاكهة - الحبوب - البقوليات) على مجموعة من المركبات يطلق عليها مجتمعة اسم (الألياف الغذائية) وهى مركبات جد مهمة فسيولوجيا على الرغم من أنها لا تندرج تحت المغذيات وذلك لأنها - أى الألياف الغذائية - لا تهضم ولا تمتص فى القناة الهضمية للإنسان بسبب غياب الانزيمات المحللة لها، تأتى أهمية الالياف الغذائية من كونها مسئولة عن عملية الإسراع بعملية الإخراج وهو ما يعنى قصر فترة بقاء مخلفات الغذاء فى تلامس مع القولون ومن ثم حماية الإنسان من الامساك وكذا من تقرحات القولون التى قد تتحول إلى أورام سرطانية، أضف إلى ذلك أن الألياف الغذائية ترفع من مستوى الكوليسترول الجيد (HDL) على حساب الكوليسترول السيئ بالدم، كما أن الألياف تزيد من كفاءة هرمون الإنسولين فى حرق السكر (لذا فإن احتواء اغذية مرضى السكر على نسبة محسوسة من الالياف الغذائية يعتبر أمرا جدا مهما. ولأن للالياف قدرة عالية على مسك الماء فإنها تضاف إلى أغذية ريجيم انقاص الوزن وقد تستخدم على صورة أقراص من الردة التى تعتبر مصدرا نموذجيا للالياف الغذائية، حيث يؤدى مسك الالياف للماء إلى شعور بالشبع أو الامتلاء فيكف عن تناول المزيد من الغذاء. وفى الماضى القريب كان الاتجاه السائد فى الدول الغنية هو استبعاد الالياف الغذائية من كل الاغذية نظرا لعدم فائدتها بيد أن هذا الاتجاه قد تغير تماما الآن بعد أن أكدت بحوث علمية عديدة أن زيادة نسبة الإصابة بسرطان القولون فى الدول الغنية مقارنة بالدول الفقيرة تعزى أساسا إلى غياب الالياف فى أغذية الأغنياء لذا فإنه من الشائع الآن أن نجد بالخارج خبزا مصنعا من الدقيق الكامل بل ويحتوى على قشرة حبة القمح - الردة - بشكل مرئى ويباع هذا الخبز بأسعار أعلى عن نظيره المصنع من الدقيق الأبيض ذى نسبة استخلاص 72% - خال تقريبا من الالياف لاستبعاد القشرة أو الردة - بل لقد عنيت بحوث لا حصر لها بالخارج بتدعيم زخم من الأغذية بما فيها الأيس كريم بالالياف الغذائية، وفى الخارج تباع الردة فى عبوات جذابة يدون عليها - ان هذا المنتج 100% - أى أن الشركة المنتجة تؤكد أن هذا المنتج غير مغشوش بمكون آخر غير الردة ! وعادة ما تضاف ملعقة أو ملعقتان من الردة إلى كوب من اللبن ويتم تناوله فى الصباح. فى هذا السياق فإننا ننوه إلى أن الردة تحتوى على عشرين مرة قدر ما يحتويه دقيق القمح من عناصر معدنية وفيتامينات فإذا أضفنا إلى ذلك غنى الردة بالالياف لا يتضح لنا أن الخبز الاسمر أكثر فائدة للإنسان من الخبز الأبيض لذا فمن الأهمية بمكان ألا تخلو موائدنا من طبق سلاطة الخضراوات والخبز الأسمر والفاكهة ولا تنس أن الخضراوات والفاكهة تحتوى على كميات محسوبة من مضادات الاكسدة التى تؤكد البحوث أهميتها فى حماية الإنسان من أمراض كثيرة أو لستم معى أن الألياف الغذائية هى بحث بمثابة - فارس نبيل - يقوم بحمايتنا من الأمراض؟ د.محمد محمود يوسف سكرتير عام الجمعية العلمية للصناعات الغذائية