الإيقاع هو نغم الحياة به السحر والشجن, قد أصاب من أنتقى ألحانة وعبر عن مكنونه جاعلا من الصمت نغما من خلال الفرشاة والألوان. فالمقام الموسيقى هو المفتاح أو السلم الذى تكتب فيه المقطوعة ليعبر عن حالة حسية, والمقام التصويرى هو الحالة الحسية التى يفعلها اللون ليعطى حالة خاصة به, ومعرض "مقامات" للفنان سمير فؤاد الذى يستمر حتى منتصف يونيو المقبل بقاعة بيكاسو بالزمالك, هو حالة ربط واستعارة متبادلة بين المقام التصويرى و الموسيقي, ليتناول الفنان من خلاله الأداء الموسيقى بأشكاله المختلفة من عازفين, راقصين ومطربين ليبعث بأحاسيس متعددة فى مجمل لوحات المعرض تتأرجح ما بين التفاؤل والبهجة كلوحة "سمية جمال" وبين الشجن و الاكتئاب كلوحة "عازف العود" وذلك بمزج طبقة تعبيرية من اللون وطبقة تعبيرية من الشخوص المتناولة، وبأسلوب الفنان الخاص الذى أعتادنا عليه من مزج الحالة الترددية للشخوص الموحية بالحركة والسكون فى الخلفيات يقدم نحو 32 لوحة فنية صاغها بألوان زيتية على التوال. يقول سمير فؤاد: اعتبر أن الحياة عموما هو ما يدور فى فلك الموسيقى من ذبذبات الكون الغامضة وتجليات الطبيعة الثرية إلى ترانيم العمال البسطاء او زغاريد النسوة, وتتجلى فى الموسيقى معضلة الفنان الذى تدعوه فطرته الإبداعية إلى الانطلاق بدون حدود بينما تفرض عليه قيود تحاول إلزامه بالقواعد الأكاديمية من ناحية والأعراف والتقاليد من ناحية أخري. وما أسعى إليه فى أعمالى هو محاولة الولوج الى المنطقة التى تتأرجح بين طرفين متناقضين ..العقل والإحساس.