ظهر تتويج أتليتكو مدريد بلقب الليجا للمرة الأولى منذ 18 عاما، لعشاق كرة القدم حول العالم أن الدورى الاسبانى ليس مجرد برشلونة وريال مدريد. وبرهن اشبيلية على ذلك أيضا عبر الفوز على بنفيكا البرتغالى بضربات الجزاء الترجيحية يوم الأربعاء الماضى فى نهائى الدورى الأوروبى فى تورينو الإيطالية، ثم فرض أتليتكو التعادل بهدف لمثله على ملعب كامب نو فى مواجهة برشلونة ليحصد لقب الدورى الاسبانى لأول مرة منذ عام 1996. وهذه هى المرة الأولى منذ عشرة أعوام التى ينجح فيها فريق أخر غير برشلونة أو ريال مدريد فى الفوز بلقب الدورى الاسباني. وجعل أتليتكو الأمور أكثر صعوبة على أصحاب الأرض فى كامب نو، مثلما يفعل دائما. وتعرض أتليتكو لصدمة مبكرة تمثلت فى خروج نجميه دييجو كوستا واردا توران للإصابة، ثم فاجأه الجناح التشيلى لبرشلونة أليكسيس سانشيز بتسجيل هدف خاطف من طراز عالمى وضع به أصحاب الأرض والجمهور فى المقدمة. ولكن بدلا من الانهيار فى حضور 97 الف مشجع لبرشلونة، مثلما كان سيحدث لأغلب الفرق، نجح أتليتكو فى خطف هدف التعادل عبر رأس المدافع دييجو جودين، وهو الهدف الذى صعد بالفريق إلى منصة التتويج. وبعد تسجيل هدف التعادل لعب فريق المدرب الأرجنتينى دييجو سيميونى بشكل هادئ ومؤثر وحاسم، ولكنه اضطر فى بعض الوقت للتصدى للمحاولات الهجومية العنترية من جانب ليونيل ميسى ورفاقه. واحتفل نحو 300 الف من مشجعى أتليتكو باللقب العاشر لفريقهم فى الدورى الاسباني، بشكل صاخب ولكن سلمى مساء السبت فى مدربد، وكشفت وسائل الإعلام الاسبانية أمس عن ظهور منافسة حقيقية أخيرا لقطبى الكرة الاسبانية ريال مدريد وبرشلونة. وتحدثت صحيفة »آس« عن »انتصار أخلاقيات العمل على الترف«، بينما ذكرت صحيفة »ال بايس« أن نجاح أتليتكو »إيجابى لكرة القدم الاسبانية لأنها تظهر أن الفريق صاحب الميزانية الضئيلة يمكنه أن يحقق النصر، وان هناك العديد من الطرق المختلفة للعب«. ونال سيميونى جانباً كبيراً من الاشادة، حيث وصفته صحيفة »ال موندو« بأنه النجم الحقيقى لأتليتكو. وأضافت الصحيفة الاسبانية »لقد حقق نقلة نوعية فى الفريق منذ توليه المسئولية الفنية فى يناير 2012، لقد تولى فريق بلا أهداف ثم حوله إلى بطل بلا منازع، من خلال الانضباط والروح والعزيمة«. كما نالت طريقة 4/2/3/1 العملية التى يعتمد عليها سيميوني، والتى قد تتحول إلى طريقة 4/2/2/2 عند الضرورة، اشادة واسعة من الاعلام الاسباني، بجانب قدرة المدرب على اخراج أفضل ما فى لاعبيه، وهو ما لم يتحقق قبل تولى سيميونى المسئولية. وعاش برشلونة حالة من الحزن مؤخرا بعد وفاة مدربه السابق تيتو فيلانوفا قبل اسبوعين، بعد صراع مع مرض السرطان. وفشل المدرب الأرجنتينى خيراردو مارتينو، فى التعامل مع العديد من المخضرمين كبار السن فى صفوف النادى الكاتالوني، كما أن تقديم ليونيل ميسى أسوأ موسم له مع برشلونة منذ الظهور الأول له في2004، أثر كثيرا على مهمة الفريق نحو الصعود إلى منصة التتويج.