اكتشف علماء المركز القومى للبحوث فاعلية بعض المكونات الغذائية بحجم "النانو" فى الوقاية من الأورام، والحد من تطورها، وعلى رأسها سرطان الثدى. وأرجعت دراسة بحثية أجراها العلماء التأثير الفعال لأغذية النانو إلى قوتها الكامنة على تعديل الموت المبرمج لخلايا سرطان الثدى، وكذلك التأثير المثبط لجسيمات النانو الغذائية فى منع تطور المادة السامة المحدثة لورم الثدي في حيوانات التجارب ويُعد استخدام تقنية النانو فى مجال المغذيات الدقيقة ثورة تكنولوجية جديدة سوف تسهم بشكل كبير فى حل العديد من المشكلات الصحية نظرا لاختلاف خواصها الطبيعية وحجمها.. الأمر الذى يؤدي إلى سرعة انتشارها وامتصاصها عن طريق زيادة المساحة السطحية لهذه الجزيئات. وقد اتجهت الأبحاث مؤخرا - كما تشير د.عفاف عزت أستاذ الكيمياء الحيوية ورئيس قسم التغذية بالمركز القومي للبحوث- إلى استخدام علاجات طبيعية تقى من حدوث السرطان أو تحد من تطوره بالاعتماد على خطوط الدفاع الوقائية الطبيعية للجسم من خلال تنشيط بعض الظواهر مثل الموت المبرمج للخلايا الذى يهدف للتخلص من الخلايا المريضة والتالفة بواسطة الجسم. وأقر العديد من الدراسات أهمية بعض المركبات الغذائية فى التأثير على الموت المبرمج للخلايا، من خلال إيقاف الساعة البيولوجية للخلايا السرطانية، ووقف نمو وتكاثر هذه الخلايا المريضة، وكذلك غلق الجين الممرض والتحكم في ظهور المرض بالجسم . ومن خلال الدراسة التى أجريت بالمركز القومى للبحوث تحت إشراف الدكتورة عفاف تم تدعيم غذاء حيوانات التجارب (التى تم حقنها بمادة سامة لإحداث سرطان الثدي) بمصادر المغذيات، وتتضمن: حمض الفوليك، والنياسين، والمثيونين، وفيتامين ج، بالإضافة إلى مصدر واحد من كل من: الكركم ، والخميرة ، والشاي الأخضر في مجموعات بشكل النانو، ومجموعات أخرى فى الشكل الطبيعي. وأظهرت النتائج البيوكيميائية أن المجموعة التى تحتوى على الخميرة فى صورة جسيمات النانو أعطت أفضل النتائج في ارتفاع مستوى الموت المبرمج للخلايا السرطانية. ويرجع التأثير الفعال لخميرة النانو فى كونها مصدرا طبيعيا لفيتامين ب المركب، كما أنها ساعدت علي احتفاظ الخلية بحمض الفوليك وفيتامين ب 12 وهي الفيتامينات المهمة للخلية. ويذكر أن مجموعة فيتامين ب مهمة في تكوين القواعد التي يتكون منها الحمض النووى DNA ، وتمنع تلف الكروموسومات وتكسير سلسلة ال .DNAوأخيرا بينت الدراسة ارتفاع الموت المبرمج للخلايا في مجموع المغذيات الطبيعية مع الكركم بينما حدث انخفاض الموت المبرمج للخلايا في مجموعة الشاى الأخضر مع المغذيات الطبيعية ، كما أظهرت النتائج ارتفاع معامل النخر الورمي (TNF) في كل مجموعات المصادر المدعمة بالمغذيات الطبيعية، بينما لم يحدث هذا في المعاملات بمغذيات النانو.