أضفت ليلتين الى مدة إقامتى فى بوخارست لكى أكون ضمن قائمة شرف أوائل المصوتين من أبناء الجالية المصرية فى رومانيا فى الانتخابات الرئاسية لعام 2014 التى بدأت امس الاول الخميس وقد أدليت بصوتى مطمئنا وبضمير مرتاح بحكم وجودى خارج ارض الوطن للمناضل حمدين صباحي. ما اكتبه اليوم لن يسهب فى ذكر المبررات والقناعات الراسخة لدى الكثيرين من أبناء امتنا العظيمة بأهمية التصويت فى هذه الانتخابات الرئاسية بالذات لحمدين صباحي. اذ يكفى ما كتبته فى مقالى الأسبوع الماضى عن ضرورة الإصرار على إيصال الثورة للسلطة فى مصر بالتصويت لحمدين صباحى لانه سيؤدى بكل تأكيد الى تجنيب مصر من دفع الثمن الغالى لاستمرار المراحل الانتقالية والانتقامية الفاشلة منذ قيام الثورة العظيمة فى 25 يناير وحركتها التصحيحية الرائعة فى 30 يونيو. أيضاً لن أكرر ما نوهت اليه تفصيلا فى مقالى الأسبوع الماضي. ما اريد ان اكتبه اليوم وانوه اليه بكل فخر واعتزاز وسرور هو ما سمعته بأذناى ورأيته بعيناى وكشاهد عيان على بدء عملية التصويت بحماس وبكثافة وباستعدادات ادارية قصوى تليق بالمناسبة التاريخية فى مقر السفارة المصرية فى بوخارست يوم امس الاول، وفى الأيام التالية المقررة لتصويت المصريين فى الخارج. فضلا على رغبتى فى إشراك قارئ الاهرام الموقر فى الحالة النفسية الايجابية للغاية التى عبر عنها المصريون عموما هنا فى رومانيا وهم يتوافدون على لجنة التصويت بمقر السفارة تحت نظر طاقم البعثة الدبلوماسية الموقرة ودورها المحايد بامتياز تجاه المرشحين الرئاسيين والقناعة الراسخة لدى الجميع من أبناء الجالية والبعثة بأن الاختيار هذه المرة هو بين الحسن والاحسن، وليس كما كان عليه الحال فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية السابقة حيث كان المظهر العام للاختيار حينئذ بين الكوليرا والطاعون أو ابطال الصوت، وقد كنت شخصيا واحدا ممن أبطلوا صوتهم وقتها. وللدلالة على الروح المصرية الأصيلة والحماسية للتصويت بكثافة فى هذه الانتخابات الرئاسية بالذات من جانب، والروح الرياضية المتسامحة والاخوية فى حرية الاختيار والنزاهة وعدم التزوير او المساس بإرادة الناخبين وتقبل نتيجة الفائز أيا ما يكون مع التأكيد بانها لن تخرج فى تقديرى وفى نهاية المطاف عن الاختيار بين الحسن والاحسن، فى جانب اخر. أقول انه للتدليل على كل ما سبق فقد ذهبت شخصيا الى لجنة الانتخابات الرئاسية بمقر السفارة فى بوخارست بهدف معلن للجميع هنا ومع سبق الإصرار والترصد ان صوتى لحمدين صباحي، فيما كنت فى صحبة، وتنقلنى الى مقر اللجنة سيارة الرئيس الفخرى للجالية المصرية فى رومانيا، وكبير مشجعى المرشح الرئاسى المشير عبد الفتاح السيسى الدكتور ياشار حسن حلمي. السفيرة المصرية الموقرة فى بوخارست، الدكتورة ليلى احمد بهاء الدين، ابنة الكاتب الصحفى المصرى العظيم، احمد بهاء الدين، كانت على راس فريق البعثة الدبلوماسية المصرية فى بوخارست المشرف على عملية التصويت، وقد أكدت لى السفيرة كما أبلغت كل أبناء الجالية ممن توافد على مقر السفارة للإدلاء بصوته، أن الحيادية والنزاهة وعدم المساس بإرادة الناخبين هو شعار انتخابات 2014، وقد تلقت البعثة مع غيرها من البعثات المصرية فى الخارج التوجيهات والتعليمات اللازمة بهذا الشأن من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، ومن وزارة الخارجية وعلى رأسها الدكتور نبيل فهمي. وفقا لهذه الاستعدادات لتصويت المصريين فى الخارج فإن عملية الاقتراع فى اللجان تعقد خلال الفترة من 15 الى 18 مايو من التاسعة صباحا الى التاسعة مساء. ومن حق كل مواطن مصرى موجود فى الخارج خلال فترة التصويت ومقيد بجدول الناخبين ويحمل أصل بطاقة الرقم القومي، حتى ولو منتهية الصلاحية، او أصل جواز السفر المميكن الجديد ويشترط ان يكون سارى الصلاحية، أقول من حق كل مواطن مصرى وفقا لكل هذه التعليمات والاستعدادات القصوى ان يتوجه للبعثات المصرية فى الخارج للإدلاء بصوته. وحسب ما فهمت من السفيرة ليلى احمد بهاء الدين فإنه تم تحديث النظام المتبع لتصويت المصريين بالخارج حيث يجرى استخدام آلية للتواصل عبر الانترنت بين السفارة ولجنة الانتخابات الرئاسية، علما بأن جميع اللجان الفرعية بالخارج تم ربطها بنظام معلوماتى الكترونى مؤمن بشكل تام. وما دمت فى رومانيا، وخلال استقبال سعادة السفيرة لى فى مكتبها، توجهت اليها بالسؤال عن آخر التطورات فى العلاقات الثنائية بين القاهرةورومانيا. أكدت السفيرة ان الحكومة الرومانية تدعم الحكومة المصرية الحالية، كما أيدت تنفيذ خارطة الطريق، علما بأن الموقف الرومانى كان واضحا فى 30 يونيو الماضى بعد عزل الرئيس السابق، حيث لم تعتبر بوخارست الأحداث التى شهدتها مصر فى ذلك الوقت انقلابا عسكريا. وفى هذا السياق، تساند رومانيا الموقف المصرى فى إطار اجتماعات الاتحاد الاوروبي. لمزيد من مقالات كمال جاب الله