أعلن تانر يلديز وزير الطاقة التركى أمس عن ارتفاع عدد ضحايا كارثة منجم الفحم ببلدة سوما إلى 302 قتلى ، مشيرا إلى استمرار أعمال الإنقاذ بلا توقف بعد انخفاض نسبة غاز أول أوكسيد الكربون فى موقع الحادث ، وهو ما ساعد علي إخماد النيران بشكل تدريجى داخل المنجم. وأكد يلديز أن حكومته لن تتردد فى معاقبة من تسببوا فى وقوع الكارثة ، وأنه لا تفريط فى حق أى من الضحايا. يأتى ذلك فى الوقت الذي اتسعت فيه دائرة الاحتجاجات الشعبية ضد سياسات حكومة رجب طيب أردوغان لليوم الثالث على التوالى فى مدن اسطنبول، وأنقرة، وديار بكر، وتونجلي، وأزمير، وأضنة، وبولو، وأنطاليا، وفان، وبلدة أكشهير بقونيا معقل حزبه الحاكم «العدالة والتنمية»، ومرسين ، وذلك بسبب مأساة منجم الفحم. وشهدت اسطنبول مظاهرات فى ثلاث مناطق هى كادى كوى وكارتال بالشطر الآسيوى والشوارع القريبة من ميدان تقسيم فى الجزء الأوروبى ، واتهم المشاركون فيها حكومة أردوغان بتقصيرها فى الإشراف الكامل على نظم الأمان وحماية وسلامة عمال المناجم. ورفع المتظاهرون شعارات بينها «فحم سوما سيحرق حكومة العدالة والتنمية» ، و«استيقظى يا تركيا ودافعى عن القتيل». ورفض المتظاهرون تعليمات الأمن بفض المظاهرات ، وهو ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع قوات الشرطة التى اعتقلت 22 شخصا ، بينما أصيب 4 فى مظاهرات حى كارتال وسط اسطنبول ، كما اعتقلت الشرطة أعدادا كبيرة فى أنقرة وأزمير. فى غضون ذلك ، اعتبر مردان ينارداغ رئيس تحرير صحيفة «يورت» التركية أمس أن أردوغان لم يعد خائفا فقط من فقدان السلطة ، بل من محاكمته وتقديمه للنيابة العامة والسجن ، نظرا لأنه متورط فى عدة جرائم تخريب واحتيال وانتهاك القانون. وقال الكاتب إن أردوغان فشل فى الترويج لمشروع الإسلام السياسى ، وهو ما جعله يفشل فى السيطرة على أعصابه وينتابه الغضب بسرعة ، فى إشارة إلى الاعتداء الذى تعرض له منتقدوه فى موقع حادث المنجم. وتوقع الكاتب أيضا زيادة المظاهرات فى الأيام القادمة ، خاصة عندما تحل الذكرى الأولى لأحداث منتزه جيزى بارك فى اسطنبول فى 31 مايو الجارى.