أماكن ذبح الأضاحي مجانا بضواحي محافظة الجيزة في عيد الأضحي 2024    القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط (5) مقيمين مخالفين لنظام البيئة لاستغلالهم الرواسب بمنطقة مكة المكرمة    فيليب لازاريني: الحرب سلبت أطفال غزة طفولتهم    رئيسة وزراء إيطاليا: أفريقيا قارة أسيء فهمها وتم استغلالها لفترة طويلة    الاتحاد السكندري بطلًا لدوري سوبر السلة للمرة ال 14 في تاريخه    صحة المنوفية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى المبارك    قنصل مصر العام بلوس انجلوس يبحث مع «متحف باورز» إقامة معارض للآثار المصرية    أيمن يوسف ل«الشروق»: حصلنا على موافقة بتقديم فكرة سفاح التجمع في نهاية مايو    عاجل | الضرائب تحذر كل من أجر شقة يمتلكها ولم يخطر المصلحة    وزير الرياضة: «كابيتانو مصر» يواصل تسويق لاعبيه لأندية الدوري الممتاز    المدرسة الثانوية الفنية لمياه الشرب والصرف الصحي.. الشروط والمستندات المطلوبة للتقديم    رئيس المحطات النووية : الضبعة من أضخم مشروعات إنتاج الطاقة الكهربائية في أفريقيا    روبرتسون: اسكتلندا لا تتعرض لضغوط قبل مواجهة ألمانيا فى افتتاح يورو 2024    نيكول سعفان عن طارق العريان: فخورة بأعماله.. وانبهرت ب «ولاد رزق 3»    متحدث التنمية المحلية: نفذنا 7.6 مليون شجرة بتكلفة 200 مليون جنيه    الثقافة البصرية والذوق العام في نقاشات قصور الثقافة بمنتدى تنمية الذات    دعاء يوم «عرفة» أفضل أيام السنة.. «اللهم لا ينقضي هذا اليوم إلا وقد عفوت عنا»    قبل عيد الأضحى 2024.. شروط الأضحية وكيفية تقسيمها    إليك الرابط.. كيف تفتح حسابا بنكيا من الهاتف المحمول وأنت في منزلك؟    حزب الحركة الوطنية يفتتح ثلاثة مقرات في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري (صور)    افتتاح معمل تحاليل بمستشفى القلب والصدر الجامعي في المنيا    طريقة عمل المكرونة بالصلصة، أسرع أكلة وعلى أد الإيد    أوبك: لا نتوقع بلوغ الطلب على النفط ذروته على المدى الطويل    تحرش بسيدة ولامس جسدها.. الحبس 6 أشهر لسائق «أوبر» في الإسكندرية    محافظ شمال سيناء يعتمد الخطة التنفيذية للسكان والتنمية    رئيس هيئة الدواء: دستور الأدوية الأمريكي يحدد معايير الرقابة ويضمن سلامة المرضى    بعد لقائهما بيوم واحد.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالا من نظيره الإيراني    "تموين الدقهلية": ضبط 124 مخالفة في حملات على المخابز والأسواق    شواطئ ودور سينما، أبرز الأماكن فى الإسكندرية لقضاء إجازة عيد الأضحى    الأنبا تيموثاوس يدشن معمودية كنيسة الصليب بأرض الفرح    الكويت: حبس مواطن ومقيمين احتياطا لاتهامهم بالقتل الخطأ فى حريق المنقف    المصري ينافس أبها السعودي على ضم مع مدافع الترجي التونسي    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 14-6-2024، السرطان والأسد والعذراء    رفع حالة التأهب بمستشفى بني سويف الجامعي وتجهيز فرق احتياطية من الأطباء    محاولة اختطاف خطيبة مطرب المهرجانات مسلم.. والفنان يعلق " عملت إلى فيه المصيب ومشيته عشان راجل كبير "    وكيل الصحة بمطروح يتابع سير العمل بمستشفى مارينا وغرفة إدارة الأزمات والطوارئ    نقيب الأشراف مهنئًا بالعيد: مناسبة لاستلهام معاني الوحدة والمحبة والسلام    انتشال جثة شاب لقى مصرعه غرقا بعد إنقاذه 3 أطفال من الموت فى ترعة بالشرقية    تجديد حبس شقيق كهربا 15 يوما في واقعة التعدي على رضا البحراوي    النيابة أمام محكمة «الطفلة ريتاج»: «الأم انتُزّعت من قلبها الرحمة»    في وقفة عرفات.. 5 نصائح ضرورية للصائمين الذاهبين للعمل في الطقس الحار    مجانًا.. فحص 1716 شخصًا خلال قافلة طبية بقرية حلوة بالمنيا    آداب عين شمس تعلن نتائج الفصل الدراسي الثاني    قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أكتوبر 2024    لبيك اللهم لبيك.. الصور الأولى لمخيمات عرفات استعدادا لاستقبال الجاج    الصور الأولى لمخيمات عرفات استعدادا لاستقبال حجاجنا    الإسماعيلى يستأنف تدريباته اليوم استعدادا لمواجهة إنبى فى الدورى    الحماية المدنية تنقذ طفلا عالقا خارج سور مدرسة في الوادي الجديد    «الإسكان»: تنفيذ إزالات فورية لمخالفات بناء وغلق أنشطة مخالفة بمدينة العبور    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل تعاملات الخميس    أجواء مضطربة في فرنسا.. و«ماكرون» يدعو لانتخابات برلمانية وتشريعية    قيادي ب«مستقبل وطن»: جهود مصرية لا تتوقف لسرعة وقف الحرب بقطاع غزة    حريق هائل في مصفاة نفط ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق | فيديو    عبد الوهاب: أخفيت حسني عبد ربه في الساحل الشمالي ومشهد «الكفن» أنهى الصفقة    مدرب بروكسيي: اتحاد الكرة تجاهل طلباتنا لأننا لسنا الأهلي أو الزمالك    الأهلي يكشف حقيقة طلب «كولر» تعديل عقده    ناقد رياضي ينتقد اتحاد الكرة بعد قرار تجميد عقوبة الشيبي    هشام عاشور: "درست الفن في منهاتن.. والمخرج طارق العريان أشاد بتمثيلي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بريد الأهرام يكتبه : خيرى رمضان
الرجل البور‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 03 - 02 - 2012

اكتب اليك سيدي ما لم أكن أتوقع أن أقوله أو أفعله ابدا‏...‏ أنا امرأة متزوجة منذ عدة أشهر, وسأبدأ حكايتي منذ أن انتهيت من أولي جامعة, وقابلته وأحببته وأحبني!
أنا من عائلة كبيرة لأب ذي مركز مرموق جدا أستاذ جامعي وأنا في طريقي لأكون مثله, أحببت هذا الشخص رغم أنه ليس علي نفس مستواي, لا اجتماعيا ولا ماديا ولا ثقافيا.
عانيت معه سنوات طويلة منذ أن عرفته رغم أن جميع أصدقائي كانوا يحذرونني منه ومن سوء معاملته وجفائه الشديد, ولكني كنت اتحدي حتي نفسي, انني استطيع بالحب وحسن معاملتي له أن أخرج منه حبا, اعتبرت نفسي أزرع بذرة الحب والخير بداخله لأجني منها حبا وخيرا, ولكني اكتشفت اني زرعتها في أرض بور. سأحكي لك ما فعلته معه من البداية فقد كان أبوه قاسيا عليه جدا ودائما ما يطرده من البيت, كنت أخفف عنه هذا بل وأساعده بكل الطرق حتي المادية إلي أن تخرج, وظل سنة أيضا بدون عمل, وأسانده دائما ثم عمل وتخرجت أنا بعد3 سنوات أخري ولم أجده جمع فيها أي شيء لنتزوج ولكن تمت خطبتنا بضغط مني علي أهلي. ظللت مخطوبة عامين, لم يتحمل ايضا أي مسئولية, وأبي يؤكد لي انه لم ولن يفعل شيئا, واضافة الي هذا وجدته مستمرا في معاملتي بجفاء شديد فلا حب ولا اهتمام ولا خوف علي, لم يكن طيبا أو حتي حنونا ولو بأبسط الكلمات بل ودائما ما يغضب بدون وجه حق ويبعد أياما واسابيع وشهورا لأصالحه أنا.. تركته مع العلم أن هذا تكرر كثيرا أيضا قبل خطبتنا وكنا نعود وهو يؤكد لي أنه سيعاملني معاملة حسنة وأصدقه وأعود..
أكملت دراستي بالماجستير إلي قرب موعد مناقشتي, عاد لي مرة أخري يؤكد انه تغير وأن حبي له غيره فعلا ولا يستطيع أن يعيش مع غيري, صدقته وعدت له علي أن يدخل جمعية لنجهز شقتنا ونتزوج, ولكن هذا لم يحدث إلا بعد عدة شهور, وافقت وعدت له وأنا أعمل بجانب دراستي ومرت7 أشهر ساءت بها أحواله أكثر, فقد ترك أبوه المنزل تاركا لهم ديونا متراكمة فابتعد عني دون أن يذكر لي أي سبب ولكني لاحقته إلي أن قال لي انه سينهي علاقتنا نظرا لما حدث, فرفضت ان ننهي حبنا لهذا السبب, وقلت انني سأبقي معه بل وسأساعده أيضا في مشاكله, فظللت أدبر له من مرتبي ومصروفي حتي سدد ما علي أبيه وأصبح يصرف علي بيت به أمه وأختاه واحداهما متزوجة دائما ما تأتي بأولادها وتبقي لفترات فيصرف عليها وعلي أولادها, تحملت معه الكثير فلم يكن يطلب شيئا مهما كان إلا وأحضرته له, فملابسه من أغلي الماركات ومصاريفه اليومية وفرتها له, فكنت أحرم نفسي من كل شيء أتمني أن اشتريه بمرتبي أو حتي مصروفي لأحضر له ما يريده.. ثم اتفق علي جمعية نتزوج منها وجاء لأبي يطلبني منه مرة أخري ورفض أيضا, ولكنه وافق بعد إلحاح مني وتمت خطبتنا للمرة الثانية, وكان الحال علي ما يرام ولكن بالكاد عدة شهور, الي ان ترك هو عمله دون أي شعور بالمسئولية تجاهي, ولم يفكر في الجمعية التي عليه دفعها كل شهر, فأصبح يأتي علينا أول الشهر وكأنه هم كبير, وأنا لا أطيق أن أراه حتي حزينا فأدبر له الجمعية من مرتبي ومصروفي اللذين لم يعودا يكفيان, فأكمل عليهما ببيع قطعة من ذهبي ونسدد الجمعية.
هل سألت نفسك سيدي أين أمه من كل هذا؟ أقول لك انها لم تفكر أبدا فيه, كانت تهتم بنفسها ولم تفكر يوما في ابنها الذي يستعد للزواج وعليه متطلبات بالآلاف, ولم تفكر انه ترك العمل فتخفف من طلباتها, أو طلبات البيت بل كانت تجمع منه ما معه من مال ولو كان بسيطا تجمعه وتشتري به لنفسها أشياء لبيتها ونفسها, وأنا أعاني معه شهريا, اعمل واكمل دراستي واتحمل كل هذا معه.
أعلم أن ما أحكيه لك من مساعدتي له ماديا لا يصح أن يقال, ولكن هل ما فعلت معه يقدره ويحمله في قلبه وعلي رأسه, ويظهر هذا عليه حبا وتقديرا لي؟... هذا لم يحدث بل ظل علي حاله من الاهمال لي وسوء معاملتي فيما عدا وقت ما يأخذ مني المال..
دعني من الأمور المادية وما عانيته فيها, وسأتحدث عن الجانب الانساني فقد أحببته حبا كثيرا فوق العادة كنت أحبه وأهتم به, أقلق عليه واتصل به لأطمئن عليه واشتاق اليه وابعث له رسائل الحب ولو بأبسط الكلمات صباح الخير لأوقظ فيه الاحساس والقلب ولكني اكتشفت انه ليس لديه احساس ولا قلب, كنت أهتم به, أسانده في كل خطوات حياته وعمله, استيقظ6 صباحا كي أوقظه بالموبايل ليذهب لعمله, لم تكن أمه التي تنام في الغرفة المجاورة له تفكر حتي ان تستيقظ من نومها لتوقظه, كنت اهتم بعمله رغم اني لا أفهم فيه شيئا إلا انني كنت اشتري له كتبا ليتعلم منها الجديد, واجلس بالساعات علي الانترنت لكي ابحث واتي له بأحدث شيء في عمله, وكان ذلك ينفعه كثيرا, فعلت معه كل ما بوسعي من حب واهتمام ولكني لم اشعر بهما منه, وفي كل مرحلة من مراحل علاقتنا, اقول لنفسي في المرحلة المقبلة سيتغير وسيتحمل المسئولية, وسيقدر تعبي, ولم يحدث هذا والجميع ضدي, يقولون اذا كان يعاملك هكذا الآن فكيف بعد الزواج ولكني صبرت كي أجني ما زرعته ولم أجن شيئا..
مرت السنوات وأنا أحارب في كل اتجاه, في العمل والدراسة, فحصلت علي الماجستير وبدأت في الدكتوراه, ومازلت أساعده وأقف بجواره دون علم أحد, وأهله غير مهتمين به, وليس له أحد سواي, حتي انني كنت أقف معه ضد أهلي, فعندما طلب ان يكون منزل زواجنا قرب امه وافقت رغم رفض أهلي ورغم أن هذا سيبعدني عن أهلي جدا إلا انني عاندت اهلي ولم يجدوا أمامهم إلا أن يكملوا الزواج..
أسست بيتا جميلا بتعبي ومالي وعذابي وتعب أهلي الذين ساعدوه كثيرا ورفعوا عنه كثيرا مما كان عليه في الجهاز, ولوازم الفرح وتزوجنا ايضا ظنا مني ان يتغير بعد الزواج ولم يحدث أيضا.
وظهرت أمه الآن علي ساحة الأحداث بعد أن سبق وخلعت نفسها من كل مسئولياتها, ظهرت طامعة في وفي شقتي وأجهزتي, تأتي الي لتنظر لأجهزتي وتطلب منه أن يحضر لها مثلها, هذا بخلاف ما طمعت فيه وأخذته فعلا, ولم تكتف بما أخذته من أجهزة بل ظلت تحارب لتأخذه هو نفسه ليصرف عليها بل وتلقنه درسا مهما أن أهلي قادرون فعليه ان يتركهم يصرفون علي, وهو يظن ان هذا من حبها فيه وخوفها عليه, وينفذ كلامها.
ظلت تسلطه علي فأصبح يعاملني أسوأ معاملة بل ووصل الحال الي ان طال لسانه علي وهي تكمل علي بسوء معاملتي, الي أن كرهت أن يذهب بمفرده لتسلطه علي وكرهت أن أذهب لها وأن تأتي إلي فكلما رأته جلست تهمس في أذنه حتي لا أسمع ما تقوله, وإذا لم تستطع تقوم لتجلس بغرفة أخري وتناديه لتكمل وشوشتها وتسليطها, واظل انا جالسة بمفردي حتي اذا حدثته في التليفون يخفض الصوت, بعد أن لاحظ اني اسمع صوتها من ارتفاعه, أتريد بعد كل هذا أن أؤمن بأنها لا تسلطه؟!
وبعد زواجنا تحسن وضعه بالعمل, ولكنها استكثرت علي هذا, واقنعته أن يصرف عليها فقط ويتركني لأهلي يصرفون علي, وبالفعل لم يعد يهتم بالبيت اطلاقا, ولا يتحمل نفقاته ولا يعلمني بأي شيء عما يدخله عمله, وإذا سألته يقول لي ليس دخلك وأري مرتبه معه ولا يمر ثلاثة أو أربعة أيام إلا وأجده انتهي وأسأله أين ذهب يقول لي هذا ليس شأنك ويبقي المنزل بدون دخل إلا بما يحضره أبي وأمي في زيارتهما الاسبوعية.
ثم تراكم علينا ايجار الشقة, وطلب مني ان اساعده وأحضر المال, بالفعل نسيت له كل ما يفعله ولكن هذه المرة كان المبلغ أكبر من قدرتي فاضطررت ان استلف من أحد زملائي, واحضرت له المال وما ان يسدد ما عليه حتي يعود لما كان عليه من عدم اهتمام وحب, ولا حتي حسن العشرة بين الزوجين, تاركا البيت طوال اليوم لعمله والباقي عند أمه, غير مقدر لما أفعله من أجله معتبرا ذلك واجبا علي وحقا له, فهو شخص لا يعرف عن الحياة إلا أن يأخذ وبس!
علمت سيدي اني حامل, فرحت جدا لأني أحب الأطفال بشكل جنوني, وظننت أنه سيهتم بي علي الأقل من أجل ابنه, ولكن هذا أيضا لم يحدث, كان كل اهتمامه بأمه واخته وأولادها, وكأنه ليس له ابن قادم, لم يذهب معي للطبيب, بل وعندما طلب مني الطبيب بعض التحاليل أول الحمل خاصة انني تزوجت في مكان لا أعرف به شيئا, ولا أعرف مكانا أجري به تلك التحاليل, كان جوابه لي روحي حللي عند أهلك, كانوا عندنا امبارح ممشتيش معاهم ليه؟. أنا معنديش وقت ادور علي معمل يادوب ألحق اقعد ساعة مع ولاد أختي قبل ما أروح الشغل.. ايعجبك سيدي سوء الرد والاستفزاز في الحديث أم يعجبك هذا الإهمال والجفاء لي ولابني الذي لم يخرج للدنيا, بل وعندما كثرت مشاكلنا واهماله هددته بالتخلص من الحمل ولم يهتم اطلاقا قائلا نزليه ميهمنيش!
ورغم تسليطها له علي اقصد أمه بالطبع ورغم عدم تحمله مصاريف البيت ورغم عدم اهتمامه بي, لا أريد ان تفهم كلامي انني ارفض اني يذهب لها أو أن يصرف عليها بل أطلب العدل, فباستطاعة أي انسان ان يهتم بأمه, وان يقوم بواجباته كزوج وأب.
تحملت كثيرا أول حملي وهو جالس عند أمه يأتي فقط ليتخانق معي علي أتفه الأسباب, هل تتخيل انه يثور لأن الغسيل لم ينشف بعد, أو أن فردة شراب تاهت مني فلم تغسل؟!
وما أدراك عن تعب أول شهور الحمل والاغماءات المتكررة, فقد كان يعود من عمله يجدني ملقاة في أي من جوانب الشقة مغمي علي بمفردي, اتحسبه عندما يجد هذا يفكر وهو خارج المنزل ان يتصل حتي ليطمئن علي, حتي هذا لم يحدث فقد حفظته أمه ان كل هذا دلع وعليه ألا يسأل في, وهو ينفذ كلامها!.
كل هذا بخلاف ما تحملته من سخافات علاقاته ببنات المدرسة اللاتي يقول عنهن إنهن كبناته بحكم عمله كمدرس واستغلاله غيرتي عليه بل واستفزازه لي متعمدا بتلك العلاقات, غير مهتم بمشاعري ولا احساسي كخطيبته ولا حتي كزوجته, وأنا التي دائما ما أحافظ علي شعوره من كل شيء, حتي عندما استلفت له من أحد زملائي لم أقل له خوفا علي شعوره رغم اني فعلت ذلك من أجله, وقلت له اني اخذت المال من احدي صديقاتي.. لا يحترم شعوري علي الاطلاق فكان كل جلوسه في البيت اذا جاء أساسا من عند امه جالسا يتحدث معهم في الشات الي2 و3 صباحا ولا يضع حدودا محترمة لعلاقته بهن فيشمل حديثه المعاكسات والهزار وغيره..
زادت المشاكل وشعرت بالتعب والاهانة بالبيت دون مصاريف, ولم أعد أتحمل فقد جئت علي نفسي كثيرا وعلي الجنين الذي أحمله, إلي أن ضعف وطلب مني الطبيب الاهتمام به عدة مرات, وهو ما لم استطعه في هذا الجو وعندما أقول له هذا يقول أنا أعمله ايه يعني.
تركت المنزل فلم يهتم أيضا بهذا, ظننت انه سيفيق وان حملي سيجعله يأتي, ولن أكذب عليك أنني كنت علي استعداد ان اسامحه وأعود الي ان علمت انه يتحدث يوميا مع احدي بنات المدرسة عني بسوء, فيخبرها أنني تركت المنزل بسبب حبه لها.. أمن الرجولة ان يتحدث الرجل عن زوجته بهذه الطريقة مع أحد بل ويسمح لأحد ان يتحدث عنها؟.. وقتها سقط من نظري وما أدراك عن شعور المرأة عندما يسقط زوجها من نظرها, فلا يمكن ان تحترمه مرة أخري أو تطيق العشرة معه.
الآن كرهته بمقدار اهتمامي به, كرهته مثلما خفت عليه وقلقت وسألت عنه, كرهته قدر ما عانيت معه, كرهته أكثر بآلاف المرات مما أحببته يوما.. ولن أعود له مهما حدث فقد أصابني بجرح في القلب وجرح القلب لا يداوي.
لا أطلب الآن سوي الطلاق كي ألد ابني واستطيع ان أربيه بعيدا عن هذا الأب الجاحد, فلا أريد أن يتعلم منه جحوده وجفاءه ولا قسوة قلبه, أرغب في ان أعلمه الحب وأن يقدر من حوله وأن أزرع الخير بداخله.
سيدي آسفة للإطالة عليك رغم اني مازال لدي الكثير والكثير من المواقف السيئة منه والكثير من مواقفي الحسنة تجاهه.. ولكني لم أكتب لك كي ترد علي بحل لأني علي يقين انه لن يتغير وانما اردت فقط أن اتحدث معك, واحكي كل ما حدث لي وما فعلته معه واعرف هل انا علي حق أم انني اكبر الأمور؟...
كتبت لك لأجد أحدا يجيب عن سؤالين: هل انا استحق هذه المعاملة؟.. وهل هناك أحد بذلك الجمود وقسوة القلب رغم كل ما تفعله معه ومن أجله؟.
سيدتي.. ختمت رسالتك بسؤالين كاشفين لمأساتك, ولكن قبل أن استطرد في الرد عليك, ارجو من كل فتاة تسير خلف هوي قلبها وتغفل أي عوامل أخري, وتصم آذانها عن نصائح أهلها, وتغمض عيونها عن عيوب من تحب, ونفس الرجاء لكل شاب, أن يقرأ حكايتك بعناية وتأمل, فكما طلبت في الاسابيع السابقة من الآباء ان يستمعوا إلي أبنائهم,وينصحوهم ولا يجبروهم علي اختيار, فإن الابناء أيضا عليهم ان يحذروا العناد, ويتأملوا نصائح الآباء بعيون الحب, فحتي لو اخطأ الآباء فهم أكثر الناس حرصا ومحبة وخوفا علي الابناء.
عودة لك يا سيدتي, وما سبق متصل, اسمحي لي ان اقول لك انك تستحقين ما تعانيه, لانك وببساطة, رأيت كل هذه العيوب فيمن أحببت, ولم تذكري شيئا واحدا ايجابيا رصدته في شخصيته, ومع ذلك تجاهلت نصائح أهلك, وتماديت في العطاء وبلا مقابل, ماديا ومعنويا, فأغدقت عليه بالمال والمشاعر ولم تجدي منه إلا صدا ونفورا وعنفا وتجاهلا, ومع ذلك وباسم الحب, واصلت زحفك نحوه, أي حب هذا؟ إنها حالة مرضية, أن نحب من يعذبنا ولا يرد الإحسان بالإحسان بل بالإساءة, لذا لا أدري علي أي شيء كنت تراهنين؟!
إنك سيدتي تدفعين ثمن اختيارك, واندفاعك لأنك لم تقفي وتراجعي نفسك مرة واحدة.. اكتشفت جموده وقسوة قلبه منذ البداية, فلم تهربي بجلدك, عرفت انه رجل بور, والأرض البور مهما ألقيت فيها من بذور لا تثمر أبدا, فلماذا تندهشين مما وصلت اليه, وهو نتيجة لمقدمات كثيرة, كان بعضها كافيا لإنهاء هذه العلاقة, لذا عليك انت وحدك أن تتخذي قرارك وتتحملي تبعات اختيارك, ومن المؤكد انك استفدت من سوء اختيارك وتجاهلك لنصائح أهلك, عوضك الله خيرا عن هذا النموذج السييء من الرجال. وإلي لقاء قريب بإذن الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.