أثارت الأحداث المؤسفة لمباراة الأهلي والمصري في بورسعيد أمس الأول موجة من الغضب والانتقادات بين الجاليات المصرية في العالم, كما أعربت تركيا عن تعازيها لمصر, مؤكدة استعدادها لتقديم المساعدة. وأن هذه الأحداث تهدف إلي دفع مصر إلي الفوضي والاضطرابات, بينما نشرت وسائل الإعلام العالمية التفاصيل المشئومة للمباراة, معتبرة أن ما حدث يعتبر حربا وليس مباراة كرة قدم, ويعبر عن غياب الأمن بعد عام من ثورة25 يناير. وتلقي محمد عمرو وزير الخارجية اتصالا هاتفيا من نظيره التركي داوود أوغلو للإعراب عن تعازي بلاده في ضحايا استاد بورسعيد, مؤكدا مساندة تركيا ووقوفها شعبا وحكومة إلي جانب مصر في هذه الظروف الدقيقة, كما عرض تقديم كل ما قد تحتاجه مصر من مساعدات طبية للتعامل مع الموقف. من جانبه أعرب عمرو عن كامل تقديره وامتنانه للمشاعر الطيبة من جانب الشعب التركي الصديق الذي يحمل له الشعب المصري أعمق مشاعر الإعزاز والصداقة. وقال أوفك الوطاش خبير شئون الشرق الأوسط في مركز بحوث سيتا التركي إن هدف أعمال الشغب والتحريضات في الملعب هو دفع مصر إلي الفوضي والاضطرابات. وأضاف أن هذا التطور يعكس حالة الغليان السياسي, مشيرا إلي وجود توتر حقيقي بين الجيش والمدنيين, إضافة الي أن ما حدث يعد ضربة موجعة للمكاسب السياسية التي حصلت عليها مصر منذ سقوط نظام حسني مبارك الدكتاتوري. وتصدرت أحداث بورسعيد وسائل الإعلام التركية المرئية والمقروءة. وفي الوقت نفسه, احتشد عدد من أبناء الجالية المصرية في باريس أمام مكتب الملحق العسكري المصري في قلب العاصمة الفرنسية, للتنديد بأحداث بورسعيد, وللمطالبة باستكمال مسيرة الثورة التي لم تكتمل أهدافها بعد, حسب تصريحات الناشطين والمنظمين للمظاهرة. كما أعلنت الجالية المصرية بالنمسا بمختلف فئاتها استنكارها الشديد تجاه أحداث الشغب الأخيرة, وحملت مسئولية ما حدث لفقدان الوعي الشعبي والأجهزة الأمنية, وكذلك الأنفلات الأمني غير المتوقع في تأمين مثل تلك المباريات. ومن جانبه صرح السفير خالد شمعة سفير مصر بالنمسا ومندوبها لدي المنظمات الدولية في فيينا بأن ماحدث بعيدا عن الاخلاق الرياضية وخروجا سافرا علي القانون والنظام, كما عبر عن خالص تعازيه لأسر الضحايا وعن خالص تمنيه بالشفاء العاجل لكل المصابين. ولم تغفل وسائل الإعلام النمساوية الأحداث, حيث تصدر خبر بعنوان حمام من الدم في مبارة كرة قدم في مصر الصفحة الرئيسية لجريدة كرونا إحدي أشهر وأكبر الصحف النمساوية انتشارا, ونشرت الجريدة الخبر علي صفحتين كاملتين, تناولت فيهما مجريات الأحداث واصفة المبارة بأنها كانت حربا وليست مباراة كرة قدم بين فريقين. من جانبها, أكدت صحيفة ذا تيليجرافالبريطانية أن أحداث العنف تعبر عن غياب الأمن بعد عام من ثورة25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق مبارك. وقالت الصحيفة إن هذه الأحداث جاءت بعد الغضب الشديد الذي نتج عن وحشية الشرطة خلال فترة حكم الرئيس السابق والتي وصفتها الصحيفة بواحدة من أشد أدوات النظام السابق, مشيرة الي أن رجالات النظام السابق قاموا بسحبها من الشوارع وتم وضع قوات الجيش مكانها. وأضافت أن هذا الأمر أدي الي صعوبة في إقناع الشرطة بالعودة إلي أداء مهامها الأساسية والتي شهدت بالأمس تحديا هو الأشد حتي الآن, مشيرة إلي أن النادي الأهلي وصل الي مدينة بورسعيد في قافلة من حراسة الشرطة. وتابعت الصحيفة أن مجموعات الألتراس فيما يبدو تقليد لمجموعات مشابهة في أوروبا والتي تم تأسيسها لعدد من الأندية في مصر وأن جماهير الناديين لهما تاريخ طويل من الاعتداءات ولكنها المرة الأولي التي تشهد أعمال قتل وعلي هذا المستوي. وأشارت الصحيفة إلي أن عددا من النشطاء السياسيين أكد أن هناك علاقة بين هذه الأحداث وبين النظام السابق, الذي قام بإستئجار بعض البلطجية عند مبني المحكمة التي يجري فيها نظر القضية المتهم فيها الرئيس السابق للتعبير عن تأييده, خاصة أن الفريق الضيف وهو الأهلي خرج مهزوما من المباراة. وأضافت أن مجموعات الألتراس كان لها دور مهم في الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق خاصة المجموعات التابعة للنادي الأهلي الذي وصفته الصحيفة بأنه واحد من أكبر وأقدم الأندية في إفريقيا وأكثرها إنجازا. وأشارت الصحيفة إلي أحداث العنف التي صاحبت المباراة التاريخية التي جرت في العاصمة السودانية الخرطوم بين مصر والجزائر علي تصفيات كأس العالم الماضية, ولكنها قالت إن أحداث العنف التي تبعت مباراة الأمس هي الأوسع علي الإطلاق في مصر.