المشير عبد الفتاح السيسى المرشح لرئاسة الجمهورية التقى أخيرا بالعديد من الشخصيات والعلماء والكفاءات المصرية المتميزة فى جميع المجالات ليس فى مصر فحسب بل التقى بعلماء مصر فى الخارج والذين لهم شهرة عالمية خارج وطنهم الأول مصر، ومن ضمن هؤلاء جراح القلب العالمى مجدى يعقوب، والدكتور فاروق الباز، والمهندس هانى عازر الذى حاورته »الأهرام« من برلين لتعرف تفاصيل اللقاء الذى دار بينه وبين المشير عبد الفتاح السيسي، حيث أنه يعد أحد أعضاء الهيئة الاستشارية للمشير. والمهندس هانى حلمى عازر ولد فى طنطا بالغربية سنة 1948 وذهب للقاهرة لدراسة الثانوية والجامعة سنة 1973 وبعد تخرجه فى كلية الهندسة بجامعة عين شمس سافر إلى ألمانيا ليدرس الهندسة المدنية فى »بوخوم«. وترأس عازر فريق بناء نفق kirgayten تحت برلين سنة 1994 وبعدها تم اختياره ليصبح كبير المهندسين لانشاء محطة برلين أكبر محطة قطارات فى أوروبا والعالم. وقد كرمته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم 26 مايو 2006 فى افتتاح محطة برلين للقطارات لمجهوده وخدمة الدولة الألمانية بوسام الجمهورية الألمانية. سألته عن انطباعه حول شخصية المشير خلال لقائه معه فقال المهندس هانى عازر: اكتشفت خلال لقائى بالمشير عبد الفتاح السيسى أنه رجل دولة بمعنى الكلمة يعشق وطنه وشعبه بلا حدود، ويريد أن تكون مصر من أفضل بلاد العالم، ولديه أمل وحلم كبير قابل للتحقيق بالرغم من الصعوبات والتحديات. وأضاف عازر أن المشير صاحب شخصية قوية وهادئة فى نفس الوقت ويعرف مشكلات بلده وكيفية حلها، ولم أفاجأ حينما علمت أن لديه الكثير من الاحصائيات والأرقام، فهو رجل منضبط جدا ودقيق جدا وتعلم ذلك بالطبع من المؤسسة العسكرية التى عمل فيها لسنوات طويلة، فالقوات المسلحة التى يقدرها الشعب المصرى تعلم الانضباط فى كل شئ. وأوضح عازر أن المشير السيسى لديه فن الإدارة والقيادة أيضا ويستمع جيدا لآراء ووجهات نظر الآخرين، مشيرا إلى أنه أستمع إلى رؤيته حول سبل تطوير منظومة العمل فى تطوير السكك الحديدية وشبكة الطرق والأنفاق فى مصر والتعرف على التجارب الدولية فى هذا المجال، مؤكدا أن المشير مهتم جدا بمحور قناة السويس. وأضاف عازر أن برنامج السيسى الانتخابى يستهدف إقامة مشروعات قومية عملاقة وانشاء بنية أساسية وشبكة طرق ومواصلات تخدم التنمية فى جميع محافظات مصر، مؤكدا أن كل مشروعات التنمية تستلزم إقامة شبكة من الطرق والمواصلات. وحول مدى إمكانية تحقيق تلك المشروعات على أرض الواقع قال عازر: إن المشير لديه إرادة وثقة كبيرة فى نفسه وفى شعبه، ولابد أن يقف الشعب خلفه لتحقيق حلمه، فالنهضة التى حدثت فى الصينوألمانيا وفرنسا وأوروبا عامة كان يقف وراءرها شعوب تلك البلدان، بالإضافة للإدارة الجيدة للحكام، ومن الممكن أن تصنع المستحيل بإرادة الشعب المصرى مع الإدارة الجيدة للحاكم، مشيرا إلى أن برنامج السيسى حلم قابل للتنفيذ بالثقة المتبادلة بين المشير والشعب. وحول دور الشباب فى المشروعات القومية الموجودة ببرنامج المشير أكد المهندس هانى عازر أن المشير السيسى يعرف جيدا أن الشباب أمل هذا الوطن وهم القوة الحقيقية لمصر حاليا ومستقبلا وسيكون لهم دور كبير بالطبع فى كل المشروعات القومية القادمة. وأضاف المهندس هانى عازر انه يوجد فى مصر مهندسون شباب أصحاب مواهب فى كل المجالات ولكن تنقصهم الامكانيات، فمصر »ولادة« دائما بالكفاءات، لكن هذه الكفاءات تحتاج إلى فرصة وامكانيات والمشير يعرف ذلك جيدا وأعتقد أنه سيعتمد اعتمادا كبيرا فى الفترة القادمة على الشباب فهم وقود التقدم لأية أمة. والمشير حريص ايضا على توفير فرص عمل للشباب ولكل المصريين، فبرنامج السيسى يتلخص فى إعادة بناء مصر بسواعد أبنائها. وقال عازر إن المشير السيسى حريص كل الحرص على عودة الأمن والاستقرار للبلاد لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية لتوفير فرص العمل فى مختلف المجالات لأبناء مصر. وأضاف عازر أن المشير لديه خطط قصيرة وطويلة المدى وحلول واقعية وليست خيالية لكل المشكلات التى تعانيها مصر، فالمشير رجل عملى وصادق مع نفسه ومع غيره ولايحب الشعارات الجوفاء، ويعرف جيدا ميزانية البلد وديونها ويريد ألا يرث الجيل القادم تلك الديون، مؤكدا أن المشير قال له: »نفسى تكون مصر أحلى بلد فى الدنيا ومش محتاجة لأى حد«. الإهمال وعدم التطوير وعن رأيه فى منظومة الأنفاق والطرق والسكك الحديدية فى مصر قال المهندس هانى عازر إن المشكلة تكمن فى الاهمال وعدم التطوير، مشيرا إلى أنه يجب الاهتمام فى الفترة القادمة بمد شبكة من الطرق والمواصلات لكل محاور التنمية التى ستجرى على أرض مصر، لأنه لا تنمية إلا بوجود طرق ومواصلات، وأنه يجب أن يجرى بالتوازى مع ذلك تطوير شبكة الطرق والمواصلات القائمة حاليا من قطارات وأنفاق وغيرها، مشيرا إلى أن السكك الحديدية فى مصر تعانى مشكلات كبرى وتحتاج إلى تطوير كبير فى المزلقانات والمحطات والمعدات والقطارات ايضا، لأن بلدا فى حجم مصر لابد أن تكون به قطارات فائقة السرعة تسير 350 كيلو مترا فى الساعة وذلك يحتاج بالطبع لامكانات ضخمة ولكن ليس هناك مستحيل، فكل البلدان تضع لنفسها خططا استيراتيجية وتسير عليها، فالشعب الألمانى لم يتطور بين يوم وليلة، فانظر كيف كانت المانيا عقب الحرب العالمية الثانية وكيف أصبحت الآن؟! وحول إمكانية عودته لمصر قال المهندس عازر أنا مستعد لخدمة بلدى فى أى وقت وقلت ذلك لرئيس الوزراء ولوزير النقل والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس وقلت لهم أيضا أنا أريد شباب مصر بجانبى أعمل معهم ومن الممكن الاستفادة بالخبرات الأجنبية لبعض الوقت فقط فى بناء المشروعات للاستفادة بخبراتهم فى مرحلة من المراحل وبعدها نعتمد كليا على الشباب المصرى الواعد والذى يراهن عليه المشير فى الفترة القادمة. وما الرسالة التى توجهها للشباب المصري؟! قال عازر: رسالتى للشباب أنه لابد أن يكون لديهم أمل وثقة فى أنفسهم وطموح فى غد أفضل مهما كانت الصعاب والتحديات، فالأمل والثقة هما أساس النجاح والتقدم، ولابد أن يكون لديهم تفاؤل دائما ويجب أن يبتعدوا عن التشاؤم واليأس الذى يولد الإحباط. وقال عازر ضاحكا: عندى مثل مشهور به لعملى فى مجال الانفاق والقطارات وهو: »كن كالقطار تتقدم للأمام ولاتنظر للخلف«. قلت له حدثنى عن نفسك قليلا.. فقال أنا نشأت وسط أسرة ليست ميسورة الحال لكنها كانت مستورة والحمد لله وسافرت لألمانيا وعملت بائعا للجرائد هناك لكى أحقق طموحى فيما بعد، وختم كلامه ضاحكا: كان أملى وأنا أ درس الهندسة بجامعة عين شمس أن أعين مهندسا فى شركة المقاولون العرب، وتعلمت أن الانسان بالإرادة والطموح يصنع المستحيل.