الفارق بين المشير عبدالفتاح السيسى وبين حمدين صباحى هو أن الرئاسة تسعى الى المشير سعيا بدعم كاسح من جماهير شعبية عانت الأمرين من الفوضى وضياع الدولة، بينما صباحى يركض حثيثا الى الرئاسة لتكريس الانقسام وتحقيق الانتقام. هناك فارق بين من يطالب المصريين بالعمل الجاد والشاق وبين من يدغدغ مشاعر البسطاء.. بين من يؤمن بتنظيم حق التظاهر ، وبين من يطالب باسقاط القانون والافراج الفورى عن بعض ممن اعتقدوا أنهم فوق القانون وتظاهروا بغو غائية محاولين اقتحام دار القضاء العالى. * الفارق بين المشير السيسى وبين صباحى أن المشير طوال فترة حياته العسكرية لم يفكر للحظة واحدة أنه يمكن أن يصبح رئيسا لمصر خاصة فى هذه الظروف بالغة التعقيد ، وأنه امتثل لأوامر جماهير الشعب المصرى ، بينما صباحى يعمل منذ فترة براءة الصبا والشباب على أن يكون زعيما معارضا وعندما سنحت الفرصة بعد ثورة يناير وتعقدت لديه الحسابات الى درجة فقدان البراءة ، بدا له أنه الأقرب والأحق بقصر الرئاسة . * الفارق بين المشير وصباحى أن المشير يعلنها صراحة أنه لا مكان للفكر الاخوانى الهدام فى الساحة السياسية مرة أخرى ، وانه على الرغم من حصوله على دعم حزب النور والدعوة السلفية فى معركته الانتخابية، الا أنه واضح وضوح الشمس فى أن الدستور يمنع قيام الأحزاب على أسس دينية ، ولا يبالى ..بينما حمدين يسعى ويناور ويلف ويدور من أجل الفوز بأصوات الاخوان الارهابيين ومن حولهم من تيارات الاسلام السياسى التى شوهت الدين الاسلامى وخربت السياسة بعد الثورة . * الفارق أن المشير رجل أبدى منذ اللحظة الأولى تقديرا واحتراما عاليا للقانون ولم يبدأ حملته الانتخابية سوى فى موعدها المحدد، وأن صباحى بدا منذ اللحظة الأولى متحديا للقانون ومتحرشا بالنظام عندما بدأ الحملة مبكرا وكأنه يريد افتعال مشكلة فى بداية السباق الانتخابى . * الفارق أن المشير يؤمن بدولة القانون بينما صباحى يؤمن بما يطلق عليه العدالة الانتقالية «الانتقامية» التى من خلالها يريد محاكمة السيسى وكل من يقف قبالته ، بل أنه يساوى بين الارهابيين والبلطجية الذين قتلوا فى أثناء اقتحامهم لأقسام الشرطة وتدمير المنشآت وبين الثوار الحقيقيين الذين استشهدوا فى ميادين التحرير المصرية برصاص الغدر الذى لم نستطع حتى الآن بيان من قام باطلاقه وان كانت أدلة كثيرة تشير الى تورط الاخوان وحماس . * الفارق أن المشير شأنه مثل جميع أبناء جيله من محبى الفكر الناصرى ولكنه لا يتمسح بهذا الفكر ولا يتاجر مما أكسبه شعبية فوق شعبيته واحتراما فوق احترامه وقناعة الغالبية العظمى من أبناء الفكر الناصرى بما فيهم عائلة الزعيم خالد الذكر، بينما صباحى اتخذ من فكر عبد الناصر قالبا متأدلجا ولا أقول بأكثر من ذلك . * الفارق ان المشير بحكم عمله السابق يعلم كل صغيرة وكبيرة عن مصر وأحوالها بينما صباحى يعتمد فى المعرفة على القيل والقال وعلى تقارير الشبكة العنكبوتية وأحاديث النميمة . ............... قبل كتابة هذا المقال كنت أنوى أن أضمنه مناشدة خاصة الى المشير عبدالفتاح السيسى بعدم قبول ما يتردد عن انشاء حزب سياسى يترأسه بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية بمشيئة الله تعالى.. كان ذلك قبيل اذاعة الجزء الثانى من حوار المشير مع لميس وعيسى، وفى أثناء الحوار فوجئت بسؤال حول الموضوع نفسه مع اجابة قاطعة من المشير أنه لن يؤسس حزبا سياسيا فى المستقبل . فى كل كلمة خلال الحوار كان السيسى نموذجا لرجل الدولة الذى يحق لجماهير المصريين أن تعقد عليه الآمال فى اعادة بناء الدولة ، وكان حازما وقاطعا وصارما لا يستجدى الأصوات وانما يعبر بصدق عن مصر الثورة «يناير ويونيو» وعن تطلع المصريين الى وطن قوى غنى ديمقراطى مدنى يتسع لجميع تياراته السياسية فى بوتقة واحدة . أزاح المشير السيسى عن كاهلى عبء محاولة الاقناع بخطورة الانصياع وراء أهداف خبيثة من بعض المحيطين به بطرحهم فكرة الحزب السياسى، والذى سيكون وبالا على أفكار الرجل وثوريته النقية ..هؤلاء لا يريدون سوى تحقيق مصالحهم الشخصية وتوريط السيسى فى صراعات هو ليس طرفا فيها بحال من الأحوال... الظهير السياسى للسيسى ليس فى حزب يعاود احتكار العمل السياسى ويؤوى المنافقين وأصحاب المصالح على غرار الحزب الوطنى .. الظهير السياسى للسيسى هو الشعب المصرى بكامله الذى خرج أيام 30 يونيو و3 و26 يوليو . لمزيد من مقالات محمد السعدنى