(تطهير الاعلام) عبارة تتردد كثيرا خلال الفترة الماضية علي التليفزيون المصري والذي تم تغييره بالفعل بشهادة المتابعين له, فقد كانت تلك العبارة مبررة قبل ثورة 25 يناير 2011 وقبل التنحي بينما استطاع التليفزيون المصري أن يغير من نفسه بعد 11 فبراير 2011 وقد فجر الموقف المحامي أمير سالم الذي تمت استضافته منذ أيام ببرنامج استوديو 27 علي القناة الأولي وأثناء اللقاء فوجئ المشاهدون به يقول للمذيعة: (ما أنت بتاعة التليفزيون المصري الذي يضلل المشاهدين) في الوقت الذي يستضيفه التليفزيون وحينما سألته عن معني تطهير الإعلام الذي يطالب به حاليا قال: إن العاملين بالتليفزيون انفسهم يطالبون بذلك فهناك تدخل غير طبيعي من العسكريين والأمن فما دخل الأمن بالسياسات الإعلامية وما هذا العدد من أفراد الجيش الذي يوجد بداخل المبني وعند التأكيد له بأن ذلك من أجل حماية المبني في ظروف البلد الحالية أضاف انه لا يوجد في البلد ما يستدعي تلك الحماية. وتقول المذيعة هبة رشوان: ما يحدث من هجوم علي التليفزيون المصري حاليا هو افتراء محض فقد مر التليفزيون بأزمة كغيره من المؤسسات الأخري في فترة النظام السابق ولكن ذلك تغير بعد 11 فبراير 2011 مباشرة وأتمني أن يشير أي من المطالبين بتطهير الإعلام إلي أي حدث لم يقم التليفزيون بتغطيته بعد هذا التاريخ فكل الأطراف نستضيفها لتقول كل ما لديها دون تعتيم ولا توجد أية توجيهات وليست لدينا خطوط حمراء في العمل فهل يريدون منا أن نكون كالفضائيات التي تنقل وجهة نظر واحدة وتسخر من وجهة النظر الأخري. وإذا كان التليفزيون المصري مضللا ولم يعد له تأثير فلماذا الاهتمام الشديد بأحواله؟ فلا يزال له أكبر التأثير, وجميع الزملاء بالتليفزيون يعملون في جو نفسي مرعب فمن يرضي بترويعنا وإهانتنا ممن لا يشاهدوننا ولو تابعونا لوجدوا تغييرا جذريا, فقد تألمت كثيرا بل بكيت عندما رفعت الأحذية من قبل البعض أمام ماسبيرو فهل يرفعونها في وجوهها ووجوه العمالقة الذين أسسوا الإعلام المصري وتذكرت اساتذتنا سلوي حجازي وأماني ناشد وصبري سلامة وغيرهم. ويقول المعد هاشم زهران: منذ فبراير الماضي ونحن نعرض كل وجهات النظر حتي أنه عند التحضير للحلقات لابد من استضافة كل الأطراف مع وضد, ولا أحد يملي علينا أي قرارات أو توجيهات من أي طرف داخل أو خارج ماسبيرو بينما يحكمنا المصلحة العامة لبلدنا مصر فقط. وتقول المخرجة ميرفت إمام: لم يتم إعطاء أي توجيهات لنا في العمل باستضافة ضيوف معينين أو عرض مواد بذاتها ولكن التوجيه العام هو العمل بكل حرية وشفافية ولا للتعتيم وفقط لابد من التحري بدقة وعدم الانسياق وراء الأكاذيب. وقال د.عبد الله زلطة رئيس قسم الإعلام بجامعة بنها: أندهش حاليا من عبارة تطهير الاعلام المصري فإنني أري ان التليفزيون المصري أصبح تليفزيون الشعب بحق وليس تليفزيون الحكومة ويجب علينا أن نفخر به فهناك تغيير ضخم فمن كان يصدق أن نري مشاهدا أو لقاءات تهاجم السلطة في الدولة أيا كانت تلك السلطة فنحن نري الآن كل التيارات والآراء المعارضة قبل المؤيدة ولذلك فإنني أشيد بموقف المذيعة هبة رشوان التي رفضت أن يفرض أحد الضيوف رأيه علي الجالسين ولقنته درسا في أخلاقيات الإعلام وأشيد أيضا بعرض كل وجهات النظر علي قنوات التليفزيون المصري الذي اختلف تماما بعد الثورة. أما د.هويدا مصطفي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: فتري ان الاعلام الرسمي أصبح يتمتع بالحرية وعرض وجهات النظر المختلفة اكبر دليل علي ذلك, فانتقاد السلطة كان أمرا محرما من قبل وعندما يعرض في جهاز رسمي يعني ان هناك تغييرا وانفتاحا وان كنت اطالب بألا يكون التناول ضد السلطة فقط ولكن لابد من ابراز كل الآراء المختلفة فالمعايير المهنية في الاعلام تقتضي عدم التحيز لأي من الأطراف وألا يكون الهجوم علي الاعلام الرسمي نتيجته التحيز للطرف الآخر لإثبات ان الاعلام الرسمي ضد سيطرة السلطة او غير مرتبط بالسلطة فلابد ان يكون رد الفعل نابعا من مصلحة المجتمع التي تحرك الشاشة.