لم يمنعه فقد بصره من مواصلة الحياة وتخطى عقباتها التى واجهته، يؤمن بإنه عندما توجد الإرادة لا يوجد مستحيل، أختار لعبة لم يفكر أحد قبله من المكفوفين فى ممارستها، فأصبح أول فاقد للبصر يحترف رياضة «الكاراتيه» ويتأهل لبطولة العالم لذوى الإعاقة فى الكاراتيه، ويحلم أن يرفع علم مصر فى هذه البطولة .. أنه صبرى عطية. يقول صبرى – 33 عاماً: كنت أعانى ضعف البصر منذ الولادة, وفى الرابعة من عمرى أجريت عملية، فأخطأ الطبيب، وشاءت الأقدار أن أصبح كفيفا, وفى نفس العام توفى والدى، وأصبح عام 1984من أسوأ أعوام عمرى، ولكن إيمانى بالقدر ويقينى من رحمة الله جعلنى أتقبل واقعى بقلب راض، حيث التحقت بالمدرسة رغم أن سنى كانت أكبر من زملائى، ولكن الأمور سارت على ما يرام فى المرحلة الابتدائية ثم الإعدادية والثانوية، حتى التحقت بجامعة الأزهر قسم اللغة العربية وحصلت على الليسانس. احتراف اللعبة وعن كيفية احترافه للعبة «الكاراتيه «يذكر صبرى: عام 2001 كنت فى عامى الجامعى الأول، وذهبت مع أحد أصدقائى إلى بطولة «كاراتية» وبعدها تحدثت مع المدرب مازحا «مينفعش ألعب كاراتية» فرد على: ينفع طبعا، فسألته كيف، فرد بالإحساس وليس بالنظر, بعد ذلك بحثت فى المنظمة الدولية للكاراتيه عن امكانية ممارسة المكفوفين للكاراتيه وتركت لهم على صفحتهم السؤال التالى «هل يمكن للكفيف أن يمارس الكاراتيه؟ولمدة أسبوعين لم يجب أحد على سؤالى، فقررت أن أمارس الكاراتيه وأكون أول كفيف يخطو هذه الخطوة. من المعروف أن تمارين رياضة الكاراتيه من التمارين الشاقة التى تحتاج إلى ساعات طويلة ومجهود كبير فكيف أستطاع صبرى ممارستها هذا ما يوضحه قائلا: المدرب كان يمسك يدى ثم يحركنى فى الاتجاه المراد لعمل التمرين وعن طريق عد الخطوات كنت أقوم بالتحرك بمفردى والقيام بالتمرين, وهذا جعلنى أتمكن من القيام بالتمرينات، ودخلت أول اختبار وحصلت على درجتين «الأبيض والأصفر» وبعد ذلك دخلت اختبار «ثانى» وحصلت على درجتين ولكن كان لى شرط على المدرب وهو عدم إعطائي درجات من باب الشفقة، وأحصل على ما أستحقه فقط, وبعد عام أصبحت مسئولا عن تدريب الفريق على اللياقة البدنية وبدأت أحصل على الأحزمة إلى أن وصلت إلى الحزام الأسود «أعلى مستوى»، وحصلت على العديد من البطولات أخرها بطولة الجمهورية، وأصبحت مساعد مدرب، كما شاركت فى عروض قفز النار، حتى تم انضمامى منتخب وتأهلت مؤخرا لبطولة العالم للكاراتيه الخاصة بذوى الإعاقة – إعاقات مختلفة- التى ستقام فى شهر أكتوبر المقبل بألمانيا. التحفيز الأدبى أما عن عمله وأسرته يقول: بعد حصولى على ليسانس اللغة العربية كانت الوظيفة المتاحة هى التدريس ولكنى اخترت طريقا أخر، وتقدمت للعمل فى شركة الكهرباء كموظف استعلامات وبعد عام من العمل تم تعيين بعض الزملاء إلا أنا، فاعتصمت أمام مكتب رئيس الشركة إلى أن تم تعيينى، كما أننى تزوجت من سيدة ليست كفيفة حتى تكمل حياتى وتصبح عينى التى أرى بها ورزقنى الله بطفلين هما أجمل ما فى حياتى. ويحلم صبرى أن يتم ضم رياضة الكاراتيه إلى الألعاب التى تشارك فى الاوليمبياد، وأن يهتم المسئولون فى وزارة الرياضة بالألعاب الفردية، وأنتظر اليوم الذى أحمل فيه علم مصر على أرض بلد أجنبى. وأتمنى أن يهتم المجتمع بالتحفيز الأدبى الحقيقى لنا البعيد عن النفاق أو الشفقة لأنه أفضل وأهم بكثير من الدعم المادى.