شهدت بلجيكا أمس أول اضراب عام منذ نحو20 عاما, وذلك احتجاجا علي اجراءات التقشف الحكومية, مما ادي الي شلل شبه كامل في البلاد حيث توقفت شبكة القطارات بأكملها، بما فيها قطارات يوروستار فائقة السرعة, وحافلات النقل الداخلي , كما اغلقت مدارس كثيرة ابوابها وتوقف الانتاج في مصانع سيارات اودي وفولفو,والغي مطار تشارليروي جميع الرحلات بسبب ايقاف النقابات لجميع طرق للمطار. واضطرت الحكومة الي اتخاذ تدابير طارئة و الاعتماد علي الطيران الحربي لنقل واستقبال الزعماء الاوروبيين المشاركين في قمة الاتحاد الاوروبي أمس. وفي السياق ذاته, أغلق المحتجون نقطة حدودية مع ألمانيا وعطلوا حركة المرور في نقطة أخري للاحتجاج علي سياسات التقشف في الاتحاد الأوروبي التي تتزعمها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وذكرت تقارير أن الطريق المؤدي إلي ألمانيا عند بلدة هوسيت تعطل تماما بينما يسمح للسيارات بالمرور ببطء من خلال بلدة كيليميس القريبة من مدينة أخن الألمانية. وأوضحت النقابة الاشتراكية إف.جي.تي.بي أن الهدف من هذا التحرك الرمزي هو اثارة الشكوك في الإصلاحات المتحفظة للغاية التي تدعمها ميركل والتي تؤدي إلي تمهيد الطريق لسرقة العمال. ودعت النقابات العمالية الثلاث الكبري لاول اضراب عام في بلجيكا منذ عام1993 ولمدة24 ساعة بدأت صباح امس بسبب خطط الحكومة زيادة السن الفعلية للتقاعد, بالاضافة الي اجراءات اخري تهدف الي توفير12 مليار يورو(15 مليار دولار) خلال العام الحالي. وتعهدت الحكومة بتقليص عجز القطاع العام لأقل من المستوي الذي حدده الاتحاد الاوروبي وهو3% من اجمالي الناتج المحلي هذا العام لتفادي فرض الاتحاد الاوروبي غرامة عليها ولطمأنة المستثمرين بان اوضاعها المالية تحت السيطرة. وفي غضون ذلك تعكف وزارة الخارجية البلجيكية علي دراسة خطة يتم بمقتضاها تقليص عدد البعثات الدبوماسية بالخارج في إطار سياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة الجديدة بقيادة إليو دي روبو.