بعد مرور سنة علي ثورة25 يناير سقط مبارك ولم يسقط نظامه. مطالب الثورة لم تتحقق. كل ما نراه المزيد من المط والتطويل لاضاعة الوقت, اعتقادا ممن يديرون البلاد أن الشعب سوف يهدأ, وينسي, ثم يستسلم في النهاية! حتي الآن, لم يتم القصاص من قتلة الشهداء. حقوق أهاليهم والمصابين لم يحصلو عليها, وعلي مدار عام كامل تجاهلتها ثلاث حكومات متتالية بدءا من وزارة أحمد شفيق ومرورا بوزارة عصام شرف وانتهاء بالدكتور كمال الجنزوري. لم يتم أيضا تطهير مؤسسات الدولة من رموز وعناصر النظام البائد في الأجهزة الأمنية والمؤسسات الإعلامية والقضاء. لم تتخذ أي خطوة لاسترداد الأراضي والأموال المنهوبة. حتي الضباط المتهمون بقتل المتظاهرين يحصلون علي البراءة, بينما الذين يجب أن يحاكموا مازالوا ينامون في بيوتهم ويتوجهون إلي مواقعهم كل يوم. كرامة الشعب مازال يفتقدها أمام طوابير العيش, والبنزين, والسولار. لماذا لم يتم الإعلان عن الطرف الثالث, أو ما سمي اللهو الخفي الذي يقوم بكل المصائب من قتل الثوار, وسحلهم, وتعريتهم, وخزق عيونهم, أو دهسهم؟ لماذا لم تتم محاسبة ومحاكمة الذين تورطوا أو أجرموا في قضية كشف العذرية لفتيات التحرير؟ ولماذا لم يصدر حكم واحد علي قتلة الثوار؟ والغريب أنه رغم أن كل من قام بقتل الشهداء وفقئ عيونهم ظهر واضحا فيكل الفيديوهات والصور وتم معرفته, وتحديده بالإسم, والعنوان, ورقم الهاتف, إلا أنه لم يقدم أي منهم للتحقيق حتي الآن. ولماذا يعالج الرئيس المخلوع المتهم بقتل وإصابة الثوارفي المركز الطبي العالمي علي نفقة الدولة وليس في مستشفي السجن, بينما مصابو الثورة يتسولون العلاج من الدولة؟ ولماذا تأخر تشغيل المصابين عاما كاملا؟ ولماذا لم يتم تشكيل محاكم ثورية للذين خربوا مصر ونهبوها وتركوا الفرصة لمحامي الرئيس المخلوع ليصف موكله بالرسول والشعب بالكفار؟ ولماذا لم يتم الإفراج الفوري عن كل النشطاء السياسيين الذين تم اعتقالهم قبل وأثناء وبعد الثورة؟ فلا تستغربوا إذن هذه الحشود الغفيرة التي خرجت في الذكري الأولي للثورة لتطالب بتحقيق أهداف الثورة,وحمايتها من الإجهاض, وحماية شبابها وشباتها من التشويه والاعتقال, والتعذيب, والتلفيق. فاعذروهم. المصريون لن يعودوا إلي منازلهم إلا بتحقيق أهداف الثورة, وإحساسهم بأن دماء أبنائهم الشهداء والمصابين لن تضيع هباء. وميدان التحرير هو الآن مصدر الشرعية والأمل الوحيد لاستكمال أهداف الثورة وتسليم السلطة إلي المدنيين. المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد