تبدأ حياتنا بالميلاد وتنتهى بالوفاة، وبين هاتين النقطتين تمضى رحلة الحياة، قليل من السعادة كثير من التعاسة وأنواع من العذاب، كاذب من يدعى انه عاش سعيدا طوال حياته. ميلادنا خطأ نظل طوال حياتنا نحاول تصحيحه، وعندما تصبح الحياة مضنية يكون الموت هو الملاذ الأخير، لكننا لا نعرف قيمة الأشياء إلا حين نفقدها. الخوف من الحب خوف من الحياة، والخوف من الحياة ثلاثة أرباع الموت، وكل ما فى الحياة تعب، إلا الموت فانه نهاية التعب، والموت ليس النهاية وإنما انتقال. يحلم الانسان بالخلود، ويرتكب كثيرا من الأخطاء، ناسيا أنه سوف يموت، وعندما تحين الساعة، يبدو العمر لحظة، والأشرار يملؤهم الندم. كبار السن هم الأكثر ندما، فالندم من صفات الشعر الأبيض، ونحن نندم أن حياتنا لا تسير كما نريد، وأننا لسنا كالآخرين، وننسى أنها خطى كتبت علينا، ومن كتبت عليه خطى مشاها. الحياة ليست عادلة، فلتعود نفسك على ذلك، وفى حياتنا نعمتان: حب الفن، وفن الحياة، وما الحب إلا نوع من الجنون، وبدونه لا حياة. لو رأيت الحياة فى الخمسين كما رأيتها فى العشرين، فقد شيعت ثلاثين عاما من عمرك، خذ من اليوم عبرة، ومن الأمس خبرة، فجرام من الخبرة يساوى طنا من النظريات. الذهب يتم اختباره بالنار، والناس يتم اختبارهم بالمال والسلطة والحب، وعادة ما يخرج الانسان من أزمة ليواجه أزمة، هذه هى الحياة وهذا هو الاختبار. ونحن جميعا محل اختبار وأيضا اختيار، لكننا لا نعرف ماذا نريد، وغالبا ما لا نحسن الاختيار، والنتيجة أخطاء يعقبها ندم، وأفضل الأخطاء تلك التى نتعلم منها. وصدق عمر الخيام: لبست ثوب العيش لم استشر، وحرت فيه بين شتى الفكر، وسوف أنضو الثوب عني، ولم أدرك لماذا جئت وأين المستقر؟! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود