لم يطاوعنى قلبى ولم أستطع أن احتفل بعيد القيامة المجيد.. ولم أذهب للكنيسة للاحتفال بليلة العيد.. كيف أفرح أو أبتهج بينما يتساقط خيرة رجال مصر من الشرطة غيلة بأياد دامية وآلة قتل لا تتوقف.. تقتل بخسة وجبن من يدافعون عن أمن الوطن وسلامة شعبه.. يخرج هذا الرجل المهيب.. لواء.. عميد أو بأى رتبة.. ومعه شباب من الجنود تاركين منازلهم وأسرهم الكريمة فى السابعة صباحا ليواروا الثرى بعد صلاة الظهر فى جنازات عسكرية مهيبة اعتدنا عليها، وكسرت قلوبنا وأصبحت مناسبة أو مأمورية ثابتة فى أجندة عمل رئيس الوزراء ووزير الداخلية. وعند مرورى بنقاط التفتيش الشرطية الثابتة تصورت أنه من الممكن حمايتها باقامة برج بجوار كل نقطة يبعد عنها عشرات الأمتار يعتليه شرطى أو أكثر.. فإذا شن إرهابيون هجوما لا قدر الله على الكمين الثابت يتنبه برج المراقبة ويتعامل مع الجناة خاصة إذا أقيم مطب اصطناعى بين الكمين والبرج لا تستطيع أن تعبره الدراجة البخارية بسرعة. والغريب أن هؤلاء الضباط العظام يخرجون من منازلهم صباحا كأنهم فى نزهة وسيارة الشرطة بجوار المسكن بها سائق وحارس.. مرصودة مرصودة.. والسؤال الملح.. أين تم تفخيخ سيارة عميد الشرطة بالأمن المركزى الشهيد أحمد زكي؟ بالطبع يمكن استبعاد ذلك أمام المنزل فى وجود الشرطة.. أين باتت هذه السيارة فى ليلة الحادث.. هل فى الشارع أم فى مأوى شرطى أم بجوار نقطة الشرطة..؟ ليستطيع أى جبان أن يرقد بجوارها لدقائق ويفخخها فى ظلام الليل. أما كل شهيد فله واجب فى رقبة كل مصري، ومن أجل بيته وعائلته وأجل الوطن.. اقترح إطلاق حملة تبرعات بحيث يخصص لكل شهيد شرطة مبلغ مليون جنيه، وهذا المبلغ لا يساوى شيئا هذه الأيام وهو بالكاد يغطى ثمن شقتين لابناء الشهيد أو المساهمة فى تربيتهم ومن المؤكد أن هذا الشعب الأصيل لن يبخل على حماة أمنه.. وسيكون لهذا التقدير المادى صدى جميل عند أسرة الشهيد لأنه تقدير شعبى بجوار التقدير الرسمى من الدولة.. حما الله مصر وشعبها، وحما شرطتها وجيشها. د.عادل وديع فلسطين عضو اتحاد الكتاب